عذرًا عاشوراء الجميع تحدث عنكِ إلا أنا - مركز الأمة الواحدة
عذرًا عاشوراء الجميع تحدث عنكِ إلا أنا

عذرًا عاشوراء الجميع تحدث عنكِ إلا أنا

شارك المقال
صورة ذات صلة

كعادتي أمرر قلمي الفكري وأجعله يتخطى الرواسي والبراري و يهطل على أوراقه العشبية بغزارة الشعور ، وأجعله يجاري الأحداث والواقع من نافذته الصغيرة ،  فهو تارةً يشارك الصبح في نوره وتارةً يرافق اليل في هدوءه وسكونه.

مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم عفاف البعداني

ولكن ما الذي جرى ومالذي حصل هذه المرة!
 لماذا توقف قلمي وأصبح جبل جليدي يدعي السكون وفي داخله ألف رواية وألف سؤال شاغر؟

 الكل يتحدث والكل يمر والكل يرفع شعار عزاء لك يا عاشوراء إلا أنا .
فقط أطالع من بعيد! أطالع مقالات، عبارات، مراسيم وكلها رثاء وتعزية لماذا لا أعرف؟؟

 كل ماعرفته أن هذا اليوم يقال أنه يوم موت الحسين- عليه السلام- كيف ولماذا ؟
لا أعرف
 نعم وبكل صراحة لا أعرف ؟

ليس لأني حرمت من التعليم لا أكملت الثانوية بفضل الله  وكنت لا أرضى لنفسي إلا أن أكون في المقدمة من العلم،ولكني الآن أرى نفسي في المؤخرة بهذا الحدث لأني مازلت لا أعرف وأجهل لماذا يرثون ويحزنون..

 لأنني ببساطة لم أرى في كتبي من يتحدث عن عاشوراء بهذا النحيب  ولم أجد سطور عميقة تشبعني ؛  تفهمًا وترويني تفعمًا .

فقط ظهر هذا اليوم من سطور قليلة تفقد كل معاني التعمق.
 أيضاقد يكون تقصير مني وخفة ذاكرة في مجال المطالعة،
ولكن عندما رأيت الجمع الغفير والكثير يتوحدون في شعورهم لهذا اليوم قررت أن أبحث وأنقب وأرى لماذا الكل يقدسون ويمجدون هذا اليوم بحزن كليم الأسى وروح تفتقد مباهج الشذى لماذا ؟ 

ولكن هناك في تلك المحطة العظيمة وقفت وسألت وطالعت وقادتني إحدى الدروب إلى شخصية" حكيمة" قلت أخبرني ماذا حدث فأنا أريد ان أسمع  مللت من القراءة.

 بدأت تتحدث عن تلك الحادثة وكيف استشهد الحسين- سبط رسول الله- ولماذا قتلوه وانتهت القصة ودموعي لم تنتهِ ، ظلت تتدفق من ينبوع الغفلة والتخبط المعرفي لمدة سنوات.

انتهت القصة وأنا مندهشة ومتعجبة! أهذا كله حصل للحسين أهكذا كانت زينب أهكذا قدرت شهادته، والذي أحزنني  لماذا نحن مغيبون عن المعرفة الكاملة.؟!

  لماذا على طول تلك المدة وأنا لم أعرف وحينها عرفت مامعنى عاشوراء  ، وفهمت لماذا الحزن استبد قلوبهم وناول فرحهم أقسى انواع الجروح ، وحرك أقلامهم للكتابة برياح قوية  تشبه رياح الخريف.

وأدركت مامعنى عاشوراء  وعذرت رثائهم ولكن إلى متى سيظل عاشوراء غائب من مناهجنا؟
 إلى متى سيظل الكثير في غيبوبة المعرفة كما غبت أنا.
فأنا الآن أقف على عتبات مناهجنا وأناشدها بأن تفتح دفتيها لتحتوي عاشوراء قصًة وتعمقًا وسيرة. 
ليس من باب أني حوثية وليس من باب أني شيعية لا......لأني مسلمة وهذا اليوم والحدث أجدر وأحق أن نقف عنده،ونبحث عنه ونطالع أسبابه.

فبدل أن يشدنا الفضول لمعرفة سبب عيد الشجرة وبدل أن نعرف لماذا أولئك يتحفلون بعيد الأم وأولئك المتحضرون يحتفلون بلون الأحمر وحقيقته أسمري وأسودي الثقافة.

مثلما احتفظنا بعيد العمال وابتهلنا بعيد المعلم .
علينا بالمثل والمزايدة أن نعرف مامعنى عاشوراء فعذرًا إليكي ياعاشوراء الحسين  وألف تعذرًا فنحن جهلنا وماعرفنا والآن نحن نبكيك فعذرًا ويتليه ألف عذرًا .

#اتحادكاتباتاليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق