ماتركناك ياحسين! - مركز الأمة الواحدة
ماتركناك ياحسين!

ماتركناك ياحسين!

شارك المقال
نتيجة بحث الصور عن عاشوراء
مجدداً ككل عام أتت عاشوراء حاملة معها ذكرى أليمة وفاجعة عظيمة تهون أمامها كل آلامنا وننسى عندها كل فاجعة حلت بنا.

عاشوراء فيها تبكي جوارحنا قبل المآقي والجفون وتسكب دمعها بخشوع أمام مصاب آل بيت رسول الله، تأبى الأحزان إلا أن تنال من القلوب المتعبة فتُدميها بسهام كتلك التي نالت من بنات رسول الله في الطف ، 
وعندصرخة الحسين في عاشوراء " أاذبح عطشاناً وأنا ابن بنت رسول الله "!
  تأبى الروح إلا أن تكون ثكلى والفؤاد منكسر جريح.

مركز الامة الواحدة - مقالات -كتبت دينا الرميمة 


تقف اللغة بمفرداتها عاجزة أن تصف هول هذا المصاب ، وتقف الأقلام دامعة على وجنات التأريخ وهي تروي أحداث هذا الفعل الإنتقامي من الإسلام قبل أن يكون من آل بيت رسول الله عليهم أفضل الصلاة والسلام انتقاماً لإجدادهم من حاربوا الله ورسوله في بدر فأوردهم غيهم وكفرهم سوء الخاتمة.

  ومن ضربات حيدر الكرار فيهم انتقموا من ابنه الحسين الذي لم يخرج لقتالهم أشراً ولابطراً إنما للإصلاح في أمة جده المصطفى.
فكان أن ذبح رأسه الشريف إرضاء لغرورهم وشفاء لحقدهم الدفين  ، وأعلنها يزيد مستبشراً :
ليت أشياخي ببدر علموا
جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحاً
ثم قالوا يايزيد لا تُشل 
فجزيناهم ببدر مثلها
 وأقمنا ميل بدر فاعتدل 
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل .

يومٌ ظنه يزيد فرحاً وبشرى، 
يومٌ ذُبح فيه صاحب الحق على يد من لا يستحق وليس له من الحق شيئاً ،
يومٌ فرحوا فيه أنهم انتصروا ولكن الله لا يحب الفرحين فلم  يكن ذاك اليوم إلا بداية سقوطهم وانكسار ممالكهم ،


وهانحن اليوم وبعد كل تلك السنين نبكيك ونلعن قاتليك وبكل ذاك الثبات نثبت أمام كل من انتهج نهجهم لينالوا من كرامتنا وعزتنا كما ظن أصحاب ذاك الزمن أنهم نالوا منك وقطعوا حبال مبادئك ،
نعم!
سنبكيك ياحسين لكن ليس كما بكاك قاتلوك وهم يحتزون رأسك الشريف من جسدك الطاهر.
سنبكيك ولكن ليس كبكاء من ناديتهم : (هل من ناصر ينصرنا ) ؟ فلم ينصروك !!
سنبكيك ولكن ليس كبكاء من خذلوك وهم يرون رأسك محمولاً على أسنة السيوف ونساؤك وبناتك تساق سبايا مكبلة الأقدام ،
بل سنبكيك كبكاء زينب الحوراء وهي تقبل موضع السيوف والسهام التي ستنهال عليك ،
سنبكيك كبكائها وهي ترى جسدك الطاهر تدوسه أقدام الخيول وبعزتها وصبرها سنُلملمُ جراحنا وبشموخها وشجاعتها سنقف في وجه الطغاة والمستكبرين كما وقفت في وجه يزيد قائلة :
(مافريت إلا جلدك ولاحززت إلا لحمك ولتردَّن على رسول الله بما تحملت من سفك دماء ذريته وأنتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يلم الله شعثهم ويجمع شملهم ويأخذ بحقهم).

نعم سنبكيك وأمام تهديد الطغاة والمتجبرين  بقتلنا وحصارنا سنتحداهم بصمود  كما تحدت زينب تهديدات يزيد قائلة:
(كد كيدك وأسعَ سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولاتميت وحينا ولا تدرك أمدنا ولا يسقط عنك عار مافعلت فهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي الله ألا لعنة الله على الظالمين ).

سنبكيك ونحزن ولكن لن نبق أسيري أحزاننا إنما ستكون نقطة انطلاق ومواجهة لأولئك الطغاة أحفاد يزيد وأحفاد اليهود وتشتعل فينا ثورة في وجه كل المعتدين علينا وأمام كل الهيمنة والإستكبار " أمريكا وإسرائيل"  سنصرخ بصرختك : (هيهات منا الذلة )
 يأبى الله لنا أن نُذل وديننا وفطرتنا ،
ستُحيي ذكراك فينا روح الجهاد ضد الظلم  وسنحمل نهجك ومشروعك العظيم للتغيير في واقع كادت قوى الشر أن تطغى عليه وعلى كل القيم والمبادئ الإسلامية ،

سنسطر ملاحم خالدة ضد هذا العدوان شبيهة بتلك الملاحم التي سطرها أتباعك في كربلاء وخُلدت إلى يومنا هذا .

وفي يوم عاشوراء نعلن لسيدنا ومولانا السيد القائد عبدالملك سلام ربي عليه أن ماتركناك ياحفيد الحسين وكما انتصر الدم على السيف في كربلاء الطف ستنتصر دماء الشعب اليمني الحسيني على هذا العدوان الظالم ، 
دماء هذا الشعب  الذي رفع يد الإمام علي كما رفعها الرسول الأعظم في يوم الغدير وتموضع في ذروة النصر الإلهي فالله يقول ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)

السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفنائك،
 عليك مني السلام أبداً مابقيت وبقي الليل والنهار،
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى أنصار الحسين .

#اتحادكاتباتاليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق