السيد فادي السيد: الامام علي(ع) جسد العدالة الاجتماعية بكافة معايرها الانسانية - مركز الأمة الواحدة
السيد فادي السيد: الامام علي(ع) جسد العدالة الاجتماعية بكافة معايرها الانسانية

السيد فادي السيد: الامام علي(ع) جسد العدالة الاجتماعية بكافة معايرها الانسانية

شارك المقال

 



اعتبر رئيس مركز الامة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية سماحة السيد فادي السيد ان شخصية امير المؤمنين عليه السلام من الشخصيات التاريخية الاستثنائية لانه كان اوحيدا في حياته بينما غيره لم يكن توحيدا بل سار وفق الاسباب والمسببات في حياته الطبيعية.

وخلال كلمة له في الندوة الفكرية التي نظمها مركز الامة الواحدة احياء لذكرى ولادة الامام علي عليه السلام اكد سماحته ان اعظم درس يمكن ان يتعلمه الانسان من امير المؤمنين عليه السلام هو درس العدالة الاجتماعية والانسانية لانه عليه السلام كان منصفا في نفسه وفي غيره من الناس واضاف السيد ان الامام علي عليه السلام تعهد ان يكون نمطه في الحياة اقل من عامة الناس لضابطة انه امام الناس وهذه المسالة لايمكن لاحد من الزعماء والحكام ان يقوم بها.وفي الختام دعا رئيس مركز الامة الواحدة العالم اجمع وخصوصا رجال الدين من اي طائفة كانوا الى الوحدة الانسانية تحت ولاية امير المؤمنين عليه السلام في القول والكلمة والفعل لان الامام تخلي عن ذاته وانانيته من اجل تحقيق العدل الالهي بين الناس مشددا على ضرورة اتخاذ النهج المستقيم للامام في حياة الانسان العملية لان المسؤولية تحتم على الجميع التباحث للمساهمة في انقاذ الامة وتوحيد الكلمة خدمة للناس لان القارب شارف على الغرق والكل سيغرق لم يكن هناك اي مبادرة كما امر الرسول صلى الله عليه واله عندما قال ((الخلقُ عيالُ اللَّهِ ، وأحبُّ الخلقِ إليْهِ أنفعُهم لعيالِهِ)) 


نص الكلمة بشكل كامل في الاسفل 

اعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم

بسم اللهِ الرّحمن الرحيم ... الحمدُ للهِ ربِ العالمين وافضل الصلاةُ واتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين سيدِنا ونبِّينا حبيب اله العالمين ابي القاسم محمدٍ وعلى الهِ الطيبينَ الطاهرينَ واللعنةُ الدائمةُ على اعدائِهم الى قيامِ يومِ الدين.

نتقدمُ من الحجةِ المنتظر الامامِ المهدي عجلَ اللهُ فرجَه الشريف والمراجعِ العظام والحوزاتِ الدينيةِ والعلماءِ الافاضلِ ومن الامةِ العربيةِ والاسلاميةِ بأسمى اياتِ التبريكاتِ بذكرى ولادةِ امير المؤمنين الامام علي عليه السلام ونسال الله سبحانه وتعالى ان يثبتنا على ولايته في الدنيا ويحشرنا في زمرته يوم القيامة.

اصحابُ السماحةِ والفضيلةِ والاستاذةُ الكرام والحضورُ العزيز السلامُ عليكم ورحمةٌ من اللهِ وبركاته

نرحبُ بحضورِكم الكريم في هذه الندوةِ المباركةِ إحياءً لهذه الذكرى المباركةِ تحتَ عنوان 'الامام علي والقيم الانسانية'


الصفات والخلال والمزايا التي كانت متوفرة في شخصية الامام علي عليه السلام هي صفاة رائدة لكل البشرية لذلك المفاهيبم الكلية لولا علي عليه السلام لبقية معدومة 

ومن يتأمل جيدا في شخصية امير المؤمنين عليه السلام قطعا سيجدها من الشخصيات التاريخية الاستثنائية لذلك عندما نقول استثنائية ليس من باب المجاملة بل من باب اظاهر ان عليا عليه السلام كان اوحيدا في الكثير من الادوار بينما غيره لم يكن توحيدا بل كان سائرا ضمن الاسباب والمسببات في الحياتية الطبيعية 

ان اعظم درس ايها الاحبة يمكن ان نتعلمه من امير المؤمنين عليه السلام هو درس العدالة الاجتماعية والانسانية .... ماذا تعني العدالة هي الانتصاف والعدل هو الانصاف لقد كان امير المؤمنين عليه السلام عدلا وكان عادلا ....فكان منصفا في نفسه ومنصفا في غيره من الناس وقد تسال اين هي مظاهر العدالة الانسانية في حركة علي عليه السلام 

اولا ان عليا تعهد بمسألة لايمكن لاحد من الزعماء والحكام مهما علا شأنهم او دنا ان يقوم بها حتى لو كان اكثرهم شهرة بالعدالة ما هي هذه المسالة هي ان عليا في نمطه الحياتي كان يعيش اقل من عامة الناس لضابطة انه امام الناس.

جاء العلاء بن زياد الحارثي الى امير المؤمنين يشكو اليه حال اخيه عاصم بن زياد، قائلا: ان عاصم لبس العباء وتخلى عن الدنيا فقال الامام عليه السلام : على به ، فلما جاء قال له سلام الله عليه يا عدى نفسه لقد استهام بك الخبيث (يعني الشيطان لعب الشيطان بعقلاتك )، أما رحمت أهلك وولدك ، أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون على الله من ذلك، قال عاصم : يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك،( يعني انا بدي اؤكل والبس متلك قال له عليه السلام : ويحك إني لست كأنت لماذا يا امير المؤمنين يعني انا احكامي كحاكم انصافي من نفسي كحاكم غير انت كمواطن شو التعليل قال عليه السلام لان الله عز وجل فرض على أئمة الحق أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره.يعني اقل مما يعيش الناس كما ورد بنفس المعيار عن الأحنف بن قيس قال: دخلت على علي بن أبي طالب وقت إفطاره إذ دعا بجراب مختوم يعني مغلف بغلاف فيه سويق الشعير.فقلت: يا أمير المؤمنين لم أعهدك بخيلا فكيف ختمت على هذا الشعير؟!

فقال: لم أختمه بخلا ولكن خفت أن يلينه الحسن أو الحسين بسمن أو زيت.

قلت: هما حرام عليك؟ قال: لا ولكن يجب على الأئمة أن يغتذوا بغذاء ضعفاء الناس وأفقرهم ليراهم الفقير فيرضى عن الله تعالى بما هو فيه، ويراهم الغني فيزداد شكرا وتواضعا.هذه هي الضابطة كي لايشعر الفقير بالضجر والسؤم والشكوى مما يعيشه فعندما ينظر الى معيشة الحاكم سيجد ان الامام يعيش اقل منه وهو افضل منه في العيش وهنا تظهر عدالة امير المؤمنين عليه السلام كان يحكم اكثر من خمسين دولة في عرفنا الحالي ومع ذلك كان يقول ان الحاكم يجب عليه ان يعيش اقل من اي شخص في دائرة حكمه.... هذه هي العدالة الانسانية .... لماذا قلنا العدالة الانسانية لان في بلاد الامام علي عليه السلام يوجد يهود ونصارى لذلك الامام  لم يميز بين مذهب اوعرق اولون بل الناس عنده جميعا سواسية كاسنان المشط لذلك قال سلام الله عليه الناس صنفان ام اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق 

في الختام ندعو انفسنا وجميع المشاركين وكل من يسمعنا وخصوص رجال الدين من اي طائفة كانوا الى التوحد الانساني تحت ولاية امير المؤمنين عليه السلام في القول والكلمة والفعل لان هذا الرجل الاستثنائي جاء من اجل البشرية تخلي عن ذاته وانانيته من اجل تحقيق العدل الالهي بين الناس لنسلك هذا النهج المستقيم في حياتنا كل بحسب حاله .... القيادي يطبق تعاليم امير المؤمنين مع رعيته والوالد مع اولاده ومجتمعه والزوجة كذلك الامر لان الظروف التي نمر بها والتحديات التي نواجهها صعبة جدا وتحتاج الى رجل يشبه امير المؤمنين من اجل انقاذ العالم اجمع لان اليوم سياسية الجشع وشريعة الغاب هي المتحكمة في العالم القوى ياكل الضعيف والشواهد على ذلك كثيرة جدا والسبب في ذلك هو الابتعاد عن الله سبحانه وتعالى والقران ونهج اهل البيت عليهم السلام لذلك المسؤولية تحتم علينا جميعا كرجال دين علماء استاذة مفكرين باحثين ان نجلس ونتباحث مع بعضنا البعض تمهيدا لتشكيل لجنة متابعة ما نتواصل اليه من اجل انقاذ الامة وتوحيد الكلمة ولنكون في خدمة الناس لان القارب شارف على الغرق والكل سيغرق اذا ما سارعنا في المبادرة كما امرنا الرسول صلى الله عليه واله عندما قال ((الخلقُ عيالُ اللَّهِ ، وأحبُّ الخلقِ إليْهِ أنفعُهم لعيالِهِ)) لذلك دعونا نعمل من اجل عيال الله سبحانه وتعالى لنخدمهم باشفار عيوننا حتى نفوز في الدنيا قبل الاخرة. 



  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق