عهد الرسول قبل البعثة وبعدها - مركز الأمة الواحدة
عهد الرسول قبل البعثة وبعدها

عهد الرسول قبل البعثة وبعدها

شارك المقال

 

توجه بالتهاني للأمة الاسلامية جمعاء ولكل الاخوة والاخوات بالتهنئة بالولادتين المباركتين ولادة الرسول الاعظم والامام الصادق (ع) في هذا اليوم المبارك لابد لنا أن نتوقف لفهم الوقائع والظروف التأريخية التي تعايشعها الرسول الاكرم لاننا في حقيقة الأمر اذا فهمنا الواقع الذي عاش به الرسول نُدرك تماماً عظمته وأهمية ولادته المباركة من المعروف أنه في عهد الرسول قبل البعثة كانت حالة الظلم مستشرية والظروف صعبة على كل المستويات لا امن ، لا استقرار ،مجتمع مستكبر متسلط كل فرد من افراده كان يشعر بهذا الظلم ويلحقُه نصيباً منه الحروب مشتعلة الى درجة كبيرة وكانت إمبراطورية روما وفارس الدولتين الاعظم انذاك وكانت تتعدى باستمرار على الدول الصغيرة ولذا كانت أطراف المنطقة العربية تحت الاحتلال والسيطرة :مما يدل أن مسألة الاحتلال والعدوان كانت من المسائل العادية في حياة الناس هذا على مستوى العالم أما عندما تقترب من المنطقة التي وُلد فيها الرسول الاعظم (ص) تجد ان حالة اللا إستقرار هي السمة العامة ، لكن بمستوى الجزيرة يعني بمستوى المنطقة لا يوجد فيها  قوى إستكبارية اساسية وكبرى فكنت تجد مكة تتحكم بما حولها من المناطق والقرى وتُسمي نفسها أم القُرى كذلك الامر للعشائر بعضها مع بعض كانت العلاقة الاساسية مابين هذه العشائر الصفة والطابع بينهم هو الاقتتال الدائم والعدوان بحيث لاتجد منطقة إلا وتجد فيها إقتتال ولذا الناس كانت متعطشة لحل الازمة متعطشة للاستقرار والامن والخير ؛ الى ان بعث محمد (ص) فكانت ولادته تُشكل الاستجابة الالهية لكل دعوات المسلمين المظلومين المستضعفين على إمتداد العالم فكان مطلباً للبشرية جمعاء فكانت رسالة الرسول ملجأ للبشرية ولذلك اتى الرسول ليكون الجواب الالهي لكل المطالب التي يطالب بها المستضعفون المتعطشون للعدالة الذي كان يعجز عنه القواصرة والاكاسرة ، إستطاع وحده الرسول أن يوفره للبشرية إستطاع ان يكون بلسم لجراحات المظلومين المستضعفين وحاول في بداية إنطلاقه بالدعوة الى الله أن يبدأها من خلال الجهاد بالدعوة الى الله غير مستخدم للسلاح، فسُميّت هذه المرحلة جهاد الدعوة فستغرقت ثلاثة عشر سنة والرسول والمسلمين داعية من حوله رجالاً ونساءاً، لايحملون السلاح فقط سلاحهم الكلمة.


استمرت هذه الدعوة الى فترة مكة حتى إستدعت الظروف المواجهة بالسلاح والعدة ؛  وأطلق عنان الحرب لكي تنتصر رسالته وتتحقق اهدافه ولذي يحّز في القلب أن الناس انذاك نسوا تماماً ماكانوا عليه من حروب مدبرة وإقتتال داخلي وعشائري صاروا يُطلقون ابشع انواع التهم على الرسول ؛ الرسول يريد الحرب الرسول فرقنا الرسول هجرنا  ابتدأت هذه التهم بزعزعة حتى بيوت الناس [  إنسان مستقر في بيته بسبب دعوة محمد تهجر الى مكة الى الحبشة مرتين وتهجر الى المدينة أصبحت التهم على لسان كل العرب ونسي العرب تاريخهم المحفوف بالحروب القاسية والمدمرة فقط اصبح حديثهم محمد فعل محمد هجّر الرسول يريد ان يفرقنا أصبح هو الذي يسن شرعة الحروب ويمزق الناس الى أن ظهرت بوادر النصر وأصبحت الامة مُقتدرة تستطيع ان تواجه كل القوى الكبرى في العالم ، ساعتئذ ادرك الناس قيمة الاسلام وعظمة محمد (ص) والمعاني الحقيقية لمحمد وفعلاً كل الناس التي كانت متعطشة للسلام وللعدالة رات الجواب الشافي والوافي رات العلاج لكّل امراضها في محمد أقول لو لم يجاهد رسول الله ولم يُعلن الحرب ضد الظالمين والمعتدين لم يكن هناك إمكانية لتخطي الظلم والظلمات التي كانت عقد ذلك العصرفالرسول كسر مراكز القرار الذي كان بيد السلطة الكبرى مثل كسرى وقيصر والمنافقين وطالما كان هناك مراكز مستكبرة لايمكن ان تستقر البشرية فكان لابد من ضربها بسيفٍ ذو حدين فعندما تُنكس رؤوس زعماء قريش تنكس رؤوس المنافقين في المدينة المنورة ، واذا نكست بالكامل معنى ذلك انه لم يعد هناك قوة لليهود على صنع الفساد على مستوى الجزيرة العربية وواقعنا يُشبه تماما ذاك الواقع المرير الذي كانوا عليه العرب لنسأل انفسنا هل هناك بقعة ارض جعرافية واحدة في العالم لا يدخلها قتل وظلم وتعيش امن واستقرار فقد يستثنى من ذلك دولة الاسلام في ايران الحبيب دولة صاحب الزمان بالرغم انه لايخلو الامر من محاولات تخريبية على بعض المناطق لزعزعة الامن ولكن الاغلب هي الدولة الوحيدة يسودها امن واستقرار فالظروف التي كان يُعاني منها الرسول عانى منها امامنا الراحل االخميني العظيم قدس سره فمثلما كان ثمة حاجة لوجود نبي الرحمة كذلك الامر كان الناس المستضعفين بحاجة ماسة الى مخلص ومنقذ بحاجة لرسول والرسول ليس شخصا وإنما رسالةَ ولذا عندما انطلق الامام بثورته عبّر عن ولادة جديدة للاسلام المحمدي الاصيل ؛ يعني بعبارة اوضح الاسلام ما قبل الامام الراحل اصبح جزءا من معادلة  الاستكبار العالمي والظلم الاستكباري اصبح هناك اسلام لكنه اسلام مزيف محكوم لامريكا ومصالحها 

اسلام طواغيت تعبير عن حاجة للظالم المستبد هنا وهناك حتى الشاه بمرحلة من المراحل صرح على المستوى الزعامة الشيعية في العالم بإسم التشيع لاهل البيت هذه كانت كلها بفعل خطط امريكية فكانت حركة الاسلام جزءا من الاستكبار العالمي هذا هو الاسلام الذي نعته الامام الخميني بالاسلام الامريكي ولذلك ولادة ثورة الامام الخميني كانت ولادة للاسلام هو نفسه الاسلام الذي نزل على الحبيب محمد بصفائه ونقائه ، وقوته ،وطهارته وثورته ،وقدرته ولذلك اول ما ضُربت بهذا الاسلام هي قوة امريكا المتغطرسة والمهيمنة

وامبراطورية الشاه الظالم سقط على يد الامام والاسلام الحنيف ولذلك نجب علينا ان نقيّم كل حالة اسلامية على مستوى العالم الاسلامي

ينبغي ان ننطلق بتقيمها من خلال هذه الزاوية زاوية الولادة المحمدية الرحيمية بكل نورانيتها وقداستها الوجودية هذا هو الاسلام المحمدي الاصيل الاسلام الثوري العدالي الذي تحدى الجبابرة والطواغيت والقوى الاستكبارية العالمية بكل غطرستها وهيمنتها سقطت ؛ واليوم نجد النموذج المثالي الاقتدائي بالنهج المحمدي العلوي إستطاع بفضل هذا الاسلام وبفضل إنصياعه للقيادة الحكيمة التي حيرت عقول المستكبرين في العالم ان تهز عروشهم وتكسر شوكتهم واصبحت قوى إقليمية العالمية يحسب لها العدو الداخلي والخارجي الف حساب كل ذلك تولد بفضل جهود نبينا محمد الذي خاض اكثر من ثلاث وثمانين معركة وعانى ما عان من ظلم واذى كل ذلك ليصل إلينا الاسلام ناصعا مشرقا وضاءا لكي نحيا حياة طيبة ونتحرر من قيود الاستعمار والاستكبار العالمي

السلام عليك يا ناصر الاسلام ومحيي معالم الدين وحافظ وحدة المسلمين وناصر الاسلام بجسده وروحه ومقدم 

اغلى القرابين لنعيش بسعادة حقيقية 

خادمة اهل البيت هدى الموسوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق