ندوة فكرية احياء لذكرى اربعينية الامام الحسين عليه السلام - فيديو - مركز الأمة الواحدة
ندوة فكرية احياء لذكرى اربعينية الامام الحسين عليه السلام - فيديو

ندوة فكرية احياء لذكرى اربعينية الامام الحسين عليه السلام - فيديو

شارك المقال


عقد مركز الأمة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية ،بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدولية،ندوة فكرية عبر منصة زوم الالكترونية ،تحت عنوان ،الاربعين يوم عالمي للانسانية إحياء لاربعينية الامام الحسين عليه السلام ،وال بيته الميامين ،،شارك في الندوة الفكرية نخبة من الباحثين والعلماء من العالمين العربي والاسلامي.

افتتحت الندوة بايات من الذكر الحكيم للقارىء الدولي محمد شحيمي ،وكلمة ترحيبية لرئيس مركز الامة الواحدة جناب السيد فادي السيد ،الذي تحدث فيه عن اهداف نهضة الامام الحسين عليه السلام ودوافعها الانسانية مشيرا الى محتواها ومضامينها العالية في تحقيق العدالة الانسانية ، لا سيما وان الامام الحسين عليه السلام قدم اغلى ما عنده حبا لله تعالى ،وقد عبر عن ذلك بقوله ،ارضيت يا رب خذ حتى ترضى ،وتوقف سماحة السيد فادي عند هذه العبارة للحسين ليبين الابعاد الايمانية والعقائدية في نهضة الامام الحسين عليه السلام ،معتبران ان ثورته ثورة لاجل احقاق الحق الذي استولى عليه اعداء الامة ،وارادوا اماتة وحي الله تعالى والغاء ذكر النبي واله.

كما كانت لسماحته دعوة الى كل الدول العربية والاسلامية والعالم اجمع لجعل ذكرى الاربعين مناسبة عالمية ، لتكون لجميع البشر ، لان الحسين عليه السلام جاء لجميع البشر واراد بدمائه ان يوقظ الناس من سباتها العميق ورضاها بالفساد والفاسدين ، وختم القول ، بعدة اقتراحات أممية ، على مستوى العالم اجمع ، والامم المتحدة ،بان يجعل يوم الاربعين يوما عالميا لكل العالم ، داعيا لتشكيل فريق دولي يعمل على تنفيذ اهداف نهضة الحسين ،وسن القوانين ومتابعتها ليكون يوم الاربعين يوما عالميا للانسانية.

وفي كلمته الافتتاحية ، قدم جناب آية الله الشيخ محمد حسن أختري ،رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية مقاربة قرانية في مشروعية الزيارة الاربعينية ،مستدلا بمجموعة من الروايات والقصص الداعمة للزيارة من كبار العلماء والقراء الذين كانوا لا يخرجون من مكة الا لزيارة الامام الحسين عليه السلام ،معتبرا ان زيارة الاربعين فرصة ملهمة من الله للعباده ويحثهم على عبادته ،واوضح فضيلته ان آل البيت هم باب الله الذي منه يوتى ،واليه يتوجه الاولياء ، واضاف اية الله اختري ،ان الزيارة الاربعينية ،قد أكد عليها كل العلماء في عصرنا الحاضر ،وكذلك الامام الخميني والخامنئي الذين اعتبروا هذه الزيارة بمثابة مؤتمر دولي يجتمع فيه كل البشر من مختلف الطوائف ،لمواساة النبي الاكرم بشهادة سبطه الذبيح ،ولياكدوا ان الثورة الحسينية ثورة جامعة لكل الناس لاسيما المستضعفين منهم والمظلومين ،لذا ان ثورة الحسين ثورة المظلوم على الظالم في كل زمان واينما وجد مظلوم في كل بقاع العالم ،هناك ثورة ونهضة للدفاع عن كرامة الانسان ، وختم بالقول ،انه لا بد من اتخاذ مناسبة الاربعين يوما دوليا لكافة الشعوب ،وجعلها مناسبة انسانية بمل ما للكلمة من معنى ،لان الحسين عليه السلام جمع القلوب ووحد الانسانية المظلومة بدمه.

   المفكر والباحث الاسلامي المصري ،الدكتور راسم النفيس ،قدم ثورة الامام الحسين والاربعين من خلال بحث قرآني منطلقا من آية (إني آنست نارا ،،،)..حيث قدم المعاني اللغوية التعدينية والتامينية لمفردة النار ،ثم المصطلح البياني لمفردة النار التي هي الهداية للانسان كما جاءت على لسان نبي الله موسى ،الهداية للخير ،والارشاد ،وانارة طريقه وغيرها من معاني الهداية والارشاد ،
مقاربا بين الهداية القرانية وثورة الحسين ،فالحسين عليه السلام نهض بثورته بعد ان استعبد الانسان وعم الفساد في الارض ،فالنار الحسينية هي النور والهداية ،نور وهدى عم ارجاء العالم المظلوم ،
فهي نور يهدي الله بها من يشاء من عباده ،،
وختم بالقول ،ان نهضة الحسين ،هي النور الالهي الذي يريد الله ان يحققه للبشرية ،بان تكون حرة غير مستعبدة ،


الباحثة الإسلامية السيدة هدى الموسوي اعتبرت أن هذه الاربعينية لحضرة الامام الحسين عليه السلام بكل إنسانيتها ، صنيعة الحسين (ع) هذه هي الحضارة تحرير النفس من القيود الدنيوية،كما قال:سيد الشهداء (كونوا أحراراً في دنياكم) معتبرة ان مدرسة الحسين (ع) وصل صداها الى كلّ العالم ، بأن من سار في طريق الحق سار الحق معه ، وكل ما نراه من تجسيدٍ للقيّم الانسانية ، فهو ثمرة كربلاء الحسين (ع) الذي هو المصباح الذي اَضاء درب الامة ، ليّصلح لها طريقها ويعيد لها عزتّها وكرامتّها ، فأربعنية الامام (ع) رسمّت للعالم لوحةٍ فنيةٍ ذات قيمةٍ إنسانية ِ بلون الابيض والاسود ، وبحجم الكبير والصغير والمعوّق يحمل ألوان َ القيّم الانسانية.

وفي ختام كلمتها قدمت الشكر والتقدير لاهل العراق الذين يقدمون أسمى النماذج الإنسانية في خدمة زوار حضرة الحسين حبا وكرامة الامام عليه السلام .

الباحث والكاتب اسلام أوزكان ، من تركيا ،قدم بحثا لغويا حول مفردتي الحداد والبكاء ،حيث ميز بينهما من خلال توظيفهما لاجل الانسانية ،شرط ان لا نختزلها في مكان او زمان ،فالبكاء على الحسين الشهيد الذي ثار لاجل الانسان حول الدمعة الى عطاء دائما ،ورفع مستوى الوعي الانساني الى ان يثور ضد الظلم مهما بلغت قوة الحاكم وشدة ظلمه ، معتبرا ان الحداد واقامة شعائر الحسين وعزاء الحسين انما هو تاكيد على الولاء المطلق لمشروع الامام الحسين عليه السلام الذي جاء لانقاذ البشرية من الظلم والفساد الذي كان مستشرية انذاك ، وختم بالقول ،ان ثورة الامام الحسين عليه السلام واربعينية الحسين انما هي نهضة انسانية بحد ذاتها لما تمثله من انموذج انساني حضاري لكل زمان ومكان ،،

الاستاذ عبد الامير القريشي مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث ،تحدث في كلمته عن الفكر والعقيدة التي تجسدها المعاني الحسينية بعد شهادة الامام الحسين عليه السلام ،وما الاربعينية الا تخليد لذات النهج القراني الذي نهض الحسين عليه السلام من اجل بقائه حيًا بعد ان اراده المشروع الاموي ميتا غير موجود على الاطلاق ،معتبرا ان حقيقة القيم العظيمة التي خلدها الامام الحسين عليه السلام تبقى حية في كل زائر من زوار قبر الحسين عليه السلام ، والارقى في استمراريتها ان يعيش الزائر هذه الحقيقة الحسينية في سلوكه على مدار السنة.

ولا شك ان مسيرة الاربعين اصبحت تحظى باهتمام كبير من قبل الدوائر الاستخباراتية الاجنبية, لدراستها وبحثها وماذا يمكن ان تشكل هذه التظاهرة والمسيرة المليونية من نهضة فكرية وثورية ضد الهيمنة والاستعمار, والعمل على وضع الخطط لعرقلة هذا المسيرة وتشتيتها بكل الاساليب الاعلامية والامنية والثقافية. 

نعم ايها الاحبة , يوم الاربعين اصبح يوم عالمي للانسانية, يجتمع فيه كل محب للقسط والعدل والاحسان والكرم والجود والتضحية والايثار واهل الايمان, وكل مقاوم لكل اشكال العدوان والعنصرية والاحتلال, هذا اليوم الذي نتطلع الى ان نكحل اعيننا بظهور مولانا صاحب العصر والزمان ارواحنا لمقدمه الفداء, وينتظره العالم ليملأ العالم قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا.  


الاعلامي الاستاذ حسين الديراني من استراليا ..اعتبر في كلمته أن شهادة الامام الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه في العاشر من شهر محرم الحرام في سنة 61 هجرية في كربلاء اكبر فاجعة ماساوية في تاريخ البشرية, وما زالت الى يومنا هذا, واضاف ان لشخصية الامام الحسين عليه السلام خصوصية خاصة عند جميع المسلمين , فهو حفيد رسول الله وريحانيته, والذي قال فيه " حسين مني وانا من حسين", وهو سيد شباب اهل الجنة كما ورد في حديث جده المصطفى صلى الله عليه واله " الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة ", وهو الامام المفروض الطاعة له, كما جاء في حديث اخر " الحسن والحسين امامان قاما او قعدا", وهو ابن امير المؤمنين, ويعسوب الدين, اسد الله الغالب علي بن ابي طالب سلام الله عليه, وهو ابن البتول الزهراء المظلومة سيدة نساء العالمين , وهو اخو الامام الحسن المجتبى عليه السلام , فلذلك اصبح الامام الحسين عليه السلام بعد شهادته  ايقونة الثائرين , وصوت المستضعفين, وملجأ المقهورين , ومنهج المقاومين , وضمير الانسانية جمعاء. 

وتابع القول ،بان سيرته عليه السلام الثورية والتي كانت بحكم الله وامره , وبحكم تكليفه كامام معصوم, استلهم الكثير من قادة هذه الامة من روح ثورته ونهضته ونهجه , وخاضوا ثورات ضد الظلم والقهر والطغيان , فمنهم من تعثر لظروف ميدانية ومادية , ومنهم من افلح وانتصر , وخير شاهد على ذلك في في هذا العصر , ما حققه الامام السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف من ثورة اسلامية عظيمة ما زلنا نشهد قوتها ونجاحها الى يومنا هذا, وبعد مرور اكثر من اربعة عقودٍ على انتصارها وثباتها, بقيادتها الربانية المتمثلة بقائد الثورة الامام السيد علي الخامنئي دام ظله الشريف . وحضورها في المشهد السياسي العالمي , والتأثير في صناعة القرار الدولي السياسي والامني والثقافي , وجميعنا يتذكر قول الامام الراحل قدس سره الشريف الخالد " ان كل ما لدينا من عاشوراء وكربلاء " وهذا يؤكد ان كل الانتصارات التي تحققت هي من بركة ووهج وسيرة الامام الحسين عليه السلام الثورية والاخلاقية والدينية والسياسية. 

فمنذ ذلك اليوم الحزين بعد اربعين يوما من استشهاد الامام الحسين عليه السلام حين جاء الصحابي الجليل جابر الأنصاري في يوم العشرين من صفر وقف على القبر الشريف لأبي عبد الله الحسين فأجهش بالبكاء وقال يا حسين ثلاثاً، ثم قال حبيب لا يجيب حبيبه وأنّى لك بالجواب وقد شطحت أوداجك على أنباجك، وفُرقَّ بين رأسك وبدنك، فأشهد أنك ابن خاتم النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكساء وابن سيد النقباء وابن فاطمة سيدة النساء، وكيف لا تكون هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين، وربيت في حجر المتقين، ورضعت من ثدي الإيمان وفطمت بالإسلام فطبت حياً وطبت ميتاً غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك ولا شاكة في الخيرة لك، فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد انك مضيت على ما مضى عليه أخوك المجتبى ابن زكريا. 

ثم اجال ببصره نحو القبور وقال السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلّت بفناء الحسين وأناخت برحله، وأشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمداً بالحق نبيا، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه. 

وقد أشار الديراني ،انه من الزيارة الاربعينية للصحابي الجليل جابر الانصاري رضوان الله تعالى عليه عام 61 هجرية انطلقت مسيرة الاربعين.  واستمرت على مر العصور حيث يؤكد المؤرخون الى ان هذه الزيارة اقترنت بتحديات جمة وموانع كبيرة أوجدها الحكام ممن يرون في هذا المرقد، ومن يزوره خطراً محدقاً على شرعيتهم السياسية، فقد تعرض المرقد في زمن الامويين والعباسيين للتجريف وغمر بالمياه، واصدرت اوامر بقتل من يصل اليه، وقطع يده أو ساقه، الا ان الزيارة استمرت حتى أيقن الجميع أن لا هاجس يخيف الزائرين. 

وفي زمن النظام الصدامي المقبور تعرض زوار قبر الامام الحسين عليهم السلام الى ابشع انواع التعذيب والقتل وكانت الحكومة وبالخصوص في زيارة الاربعين تستنفر جميع قواتها وتوجهها الى كربلاء وتنشرها على الطرق المؤدية للمدينة وكأنها دخلت في حرب ضروس، ترافقها حملات اعتقال وتعذيب عشوائية ومضايقات جمة الا ان جميع تلك الممارسات والمحاولات باءت بالفشل كذلك. 

وحتى بعد سقوط الطاغية صدام لم يسلم الزوار من استهدافهم من قبل التنظيمات الارهابية المدعومة من قبل الادارة الامريكية والدول الخليجية الوهابية. 

لكن بعد القضاء على هذه التنظيمات الارهابية ودحرها من قبل الحشد الشعبي العراقي والقوات المسلحة العراقية, وبعد التضحيات الجسيمة وتقديم عشرات الالاف من الشهداء والجرحى في طريق تحرير العراق من الجماعات الارهابية لعودة الامن والاستقرار له, شهدنا ما يشبه المعجزة , بل المعجزة بعينها حيث يتوافد سنويا الملايين من الزائرين في يوم الاربعين من كافة انحاء العالم, مشاهد زيارة الاربعين اذهلت العالم ولم تستطيع وسائل الاعلام العالمية حجب هذه المشاهد عن العالم, وهي اشبه بطوفان بشري وصل عدده الى اكثر من 25 مليون زائرا من كافة اقطار العالم وجنسياتها وحتى طوائفها ومذاهبها لتكون في حضرة الامام الحسين عليه السلام تظاهرة عالمية, اضافة الى المسيرات التي تنطلق في كافة مدن العالم, ولتهتف جميعها" لبيك يا حسين " وعندما تهتف لبيك يا حسين, يعني ان الامام الحسين عليه السلام يطلب شيئ والملايين تلبي النداء, فما هو طلب الامام الحسين عليه السلام غير مقاومة الظلم والطغيان والقهر والعبودية والتسلط والتجبر والتكبر والاستعلاء, والعودة الى اسماء الله الحسنى الرحمن الرحيم الملك القدوس العزيز السلام المؤمن المهيمن؟. 

ولا شك ان مسيرة الاربعين اصبحت تحظى باهتمام كبير من قبل الدوائر الاستخباراتية الاجنبية, لدراستها وبحثها وماذا يمكن ان تشكل هذه التظاهرة والمسيرة المليونية من نهضة فكرية وثورية ضد الهيمنة والاستعمار, والعمل على وضع الخطط لعرقلة هذا المسيرة وتشتيتها بكل الاساليب الاعلامية والامنية والثقافية. 

وختم القول , يوم الاربعين اصبح يوم عالمي للانسانية, يجتمع فيه كل محب للقسط والعدل والاحسان والكرم والجود والتضحية والايثار واهل الايمان, وكل مقاوم لكل اشكال العدوان والعنصرية والاحتلال, هذا اليوم الذي نتطلع الى ان نكحل اعيننا بظهور مولانا صاحب العصرليملا الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا..

وفي كلمته تحدث الكاتب والباحث الاسلامي جناب الشيخ توفيق علوية عن دور الاربعين في تمثيل الحقيقة الانسانية ، حيث اعتبر ان القيم من امثال الحرية والصدق والامانة والعزة والوفاء وما اشبه هي قيم انسانية ولا تختص بدين من الاديان ، فهذا من البديهيات ، وهذا ما عرفناه بمبحث المستقلات العقلية ، ولكنني اود القول ان بعض القيم كما لا يخفى مما لا غنى عنها في الدنيا حتى عند الانظمة التي تنكر الدين او تفصله عن الدنيا مثل الصدق ، فإنهم وجدوا ان الصدق قيمة اساسية لعمارة الحياة وعدم خرابها ، ولهذا لم تستغن عنه الدول في سلوكيات حياة افرادها ومجتمعاتها بالرغم من ان بعض هذه الانظمة تستخدم الكذب في الدعاية والاعلام ضد الشعوب المناهضة للصهيونية وللهيمنة الامريكية ولكن مجتمعاتها لا تستطيع الاستغناء عن الصدق كمفردة مهمة من مفردات صلاح حياة المجتمع ، وكذلك احترام المواعيد ، وهذا يذكر بحديث الامام علي عليه السلام حيث قال : فهب إنه لا ثواب يرجى ولا عقاب يتقى ، أفتزهدون في مكارم الأخلاق. واضاف ان بمثل هذا اللسان اي افتراض عدم وجود معاد وعدم صلاح الدنيا الا بالقيم والاخلاق مشيرا الى عدة روايات يمكن الاسترشاد بها لهذا المطلب ومنها ايضا قول الامام علي عليه السلام حيث قال : لو كنا لا نرجو جنة ، ولا نخشى نارا ولا ثوابا ولا عقابا لكان ينبغي أن نطلب مكارم الأخلاق ، فإنها مما تدل على سبيل النجاح. وتابع سماحته القول مقدما تساؤلات عديدة حول القيم الثابتة والمتغير أو المتزلزلة ..

- هل القيم ثابتة او متزلزلة هناك اراء حول ذلك الا ان راينا واضح وهو انها ثابتة وغير متزلزلة ، ورفع اليد عن بعضها عند الاضطرار تطبيقا لا يجعل منها متزلزلة من ناحية المفهوم ، كما ينبغي الاشارة الى ان القيم غير الحقوق ، فالقيم لا يمكن التنازل عنها بخلاف الحقوق .

 اذا قمنا بجولة موجزة حول القيم نجد ان القيم كانت اغلى من الدماء والاموال والمناصب عند بعض الشخصيات التاريخية ولا يخلو الحاضر منها بطبيعة الحال ، فعلى سبيل المثال كان السموأل معروفا بالوفاء اذ انه ارتضى ذبح ولده ولم يرتض تسليم امانة قد اؤتمن عليها فعرف بالوفاء ، وكان قوس حاجب بن زرارة مثلا عاليا في الامانة ورد الحقوق ، فاذا كان قوس حاجب بن زرارة ضمانة لاخذ اي مبلغ من المال فلا يتردد صاحب المال في اعطاء قرض لمن معه كفالة وضمانة قوس حاجب بن زرارة والاهمية بطبيعة الحال لقيمة الامانة عند صاحب القوس لا لنفس القوس ، وهكذا .

واعتبر سماحته ان عاشوراء اعلت شأن القيم اكثر بكثير مما كانت عليه عند العرب وتلك الشخصيات التي ذكرت ، وجعلت القيم اجلى واعلى واغلى بحيث ان القيم بعد عاشوراء مهما لوثها الملوثون ومهما استهان بها المستهينون ومهما ضيعها المضيعون فإنهم لن يستطيعوا تغييبها ولاطمسها والسر واضح : لقد تم بذل اغلى دم في الوجود لاجل سموها ورفعتها وديمومتها فمن الذي سيرخصها او يطمسها بعد ارتباطها بالحسين عليه السلام وكوكبة من اهل بيته واصحابه ، ونحن هنا لا نحصر بذل الدم الحسيني والعاشورائي بمسألة اعلاء شأن القيم وانما نتحدث عن القيم من باب احد اوجه اهداف النهضة الحسينية والا فإن بذل الدم الحسيني كان لاجل اعلاء القيم ولاجل قضايا ارفع واهم منها ما يرتبط بأصل الحكمة من خلق الخلق ، ومنها ما يرتبط بنجاة كل انسان في الوجود ومنها ما هو غير ذلك ، لكننا لاجل تخصيص البحث عن القيم قصرنا الحديث عن التضحية الحسينية لاجل القيم .

كما وأكد على مفهوم القيم الحقة بقوله ان اي انسان ان تحققت فيه قيمة من القبم فإنها لا شك ستقوده الى الحق وستجعله مع الحسين عليه السلام ومع الائمة عليهم السلام في عصورهم ومع الامام المهدي عجل الله فرجه ومن ينوب عنه في غيبته ، فعلى سبيل المثال لقد كان الحر الرياحي يختزن بداخله قيمة الحرية وقيمة الحب للسيدة الزهراء عليها السلام ومع وجود هاتين القيمتين انقلب الحر من معسكر الاعداء الى معسكر الحسين عليه السلام بمجرد تلقيه نظرة حسينية خاصة قلبت كيانه ، وهكذا اي شخص حر في العالم الان كل من يمتلك قيمة الصدق او الامانة او الحرية او الانصاف او الكرم فإنه سيكون مع كل مناهض لامريكا ومع كل معاد للصهيونية ، بل ان هذه القيم الحقة ستوصله الى الهداية للدين الحق بمن من الله وموفقية . وهذا مدلول قوله صلى الله عليه وآله وسلم : لما خلق الله تعالى الإيمان قال: اللهم قوني فقواه بحسن الخلق والسخاء ، ولما خلق الله الكفر قال: اللهم قوني فقواه بالبخل وسوء الخلق.

ويظهر ومن هذا المنطلق ان الذين حاربوا الحسين عليه السلام وتجهزوا لقتاله كانوا في حالة انعدام تام من القيم ولهذا مارسوا كل تلك الجرائم المهولة بلا اي رحمة وفي بعض التعابير ان تلك اللحظات الكربلائية العاشورائية كانت منزوعة كليا من الرحمة الانسانية ومن اي قيمة انسانية ،والدليل على ذلك ان الحسين عليه السلام خاطبهم بالقيم والاخلاق بعد المفروغية من خلوهم من الدين بقوله كما نقل الخوارزمي : ويحكم ، يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحرارا في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون .

وبطبيعة الحال فان مواقفهم اظهرت خلوهم من القيم بعد خلوهم من الدين ، واي واحد فينا عندما لا تبقى فيه اي قيمة انسانية فإنه بالتأكيد لن يكون في معسكر المهدي عجل الله فرجه حتى لو رفع الشعارات .

اختتمت بالندوة بزيارة الامام الحسين عليه السلام ، والشكر الجزيل لكل من شارك في نجاح هذه الندوة والدعاء لله تعالى بقبول صالح الاعمال. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق