كي لا نقع في فخ القول الطليق والفعل المقعد - مركز الأمة الواحدة
كي لا نقع في فخ القول الطليق والفعل المقعد

كي لا نقع في فخ القول الطليق والفعل المقعد

شارك المقال

في مسجد الامام المهدي عجل الله فرجه ، تحدث الشيخ توفيق علوية في خطبة الجمعة عن السيدة الزهراء عليها السلام بالانطلاق من قوله تعالى :[ ُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ ].

 فلا زلنا في اجواء السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ، في اجواء البرزخ بين ذكرى استشهادها وذكرى ولادتها . 

 ونحط رحالنا في يوم جمعتنا عند الاقتداء والسلوك بسيرة السيدة الزهراء عليها السلام !!فنحن احوج ما نحتاج في زماننا هذا الى سير وسلوك مطابق للسان قؤول صدوق لا الى قول طليق وفعل مقعد 

 السير والسلوك على وفق ما اقتص من سيرة الزهراء عليها السلام وان كان للمراة في ذلك كل المسؤولية لكونها عليها السلام امراة ؛ الا ان هذا عام للرجال والنساء لان الزهراء عليها السلام باتفاق الامة سنة وشيعة افضل من المرأتين المقدستين اللتين اعتبرهما الله المتعال قدوة عامة لعموم الرجال والنساء حيث يقول : [وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ¶ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ]. لاحظ [ للذين امنوا ]. 

 وقد يتوهم متوهم بانني ساكون مكثارا في استقصاء ما اقتص من سيرة الزهراء عليها السلام لاجل وضع خطة للسير والسلوك على هديها الا انني ساتحدث فقط عن الصلاة من هدي فاطمة عليها السلام

 فقد ورد عن سيدتنا ومولاتنا  فاطمة الزهراء عليها السلام في خطبة لها ان الله المتعال فرض  الصلاة تنزيها من الكبر .

 فالكبر بسكون الباء والتكبر من اعقد مشاكل البشرية التي ادت الى سفك الدم الحرام وانتهاك العرض الحرام وانتهاب المال الحرام واذلال الشعوب ؛ والاهم من كل ذلك الى اضلالهم !! فالكبر هو الذي تاسس عليه اساس ابليس وهو الذي منع خصوم علي والزهراء عليهما السلام من قبول الحق والاعتراف بمقامات اولياء الله المتعال ، وهو الذي جعل معاوية يمتنع عن ذكر محمد وال محمد والصلاة عليهم لان في وجهه القبيح انفا يتكبر عن ذلك كما صرح هو بذلك ! وبسبب الكبر انقسمت البشرية الى قسمين احدهما قليل مستكبر والاخر كثير مستضعف ووعد الله المتعال اهل الاستضعاف بالنصر الساحق !!

ولا تقف خطورة الكبر عن الدائرة الاستراتيجية العامة كما يتوهم الناس بل تتعداها الى دوائرنا الضيقة والجانبية !! الى بيوتنا واسرنا وكل احوالنا الشخصية !! عندما يحدثنا احد عن محرم من المحرمات وعن واجب من الواجبات وعن قيمة من القيم وعن حق من الحقوق وعما ينبغي وعما لا ينبغي ولا نقبل الحديث انتصارا لكبريائنا فاننا نقع في خطورة الكبر !! وهذا بحد ذاته يكشف عن عدم خضوعنا لله المتعال على نحو الحقيقة في الصلاة !! لاننا لو نزهنا انفسنا عن الكبر في الصلاة كما حدثتنا الزهراء عليها السلام لنزهنا انفسنا ايضا عن الكبر في قبول الحق والتواضع له في غير الصلاة !

 فمن نتواضع له ونسجد له ونخشع في الصلاة هو الرب ذاته الذي ينهانا عن الباطل ويطلب منا الخشوع للحق خارج الصلاة في الامور التي تتعلق باموالنا واخلاقنا وعلاقاتنا وتبادلاتنا .

ان من لا يذعن للحق ويتكبر عن قبوله لعظمة يراها في نفسه او لكبرياء يمنعه عن ذلك ليست صلاته منزهة عن الكبر !! انه بذلك لا يفعل كما فعلت الذلفاء _ وهي من الجمال والعظمة ما لا يوصف _  التي خشعت وتواضعت لامر الرسول صلى الله عليه واله وسلم عندما عرض عليها الزواج من جويبر وهو العبد الاسود !! بل هو ابدا يجعل اصابعه في اذنيه ويستغشي ثيابه ويصر على عدم قبول الحق بسبب الاستكبار تماما كما كان اصحاب نوح عليه السلام حيث قال تعالى حكاية عنه : [ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا] .

 عندما تاتي الى صلاتك يعني انك تخشع وتخضع وتسلم وتزيل كل شؤون الكبر من نفسك وتعيش التسليم المطلق للحق !! فتقبله حتى لو كان عند اصاغر الناس وترفض ضده حتى ولو كان عند اعاظم الناس !! حيتئذ تكون صلاتك منزهة عن الكبر !! 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق