السيد حامد: الامام موسى الصدر ثروةً للأمة للوطن للإنسانية للمجتمع أجمع - مركز الأمة الواحدة
السيد حامد: الامام موسى الصدر ثروةً للأمة للوطن للإنسانية للمجتمع أجمع

السيد حامد: الامام موسى الصدر ثروةً للأمة للوطن للإنسانية للمجتمع أجمع

شارك المقال



اكد رئيس جمعية الفكر والحياة في لبنان السيد صالح حامد ان الامام موسى الصدر اعتبر دعم القضية الفلسطينية واجب شرعي وخصص خمس اموال المسلمين لحركة فتح.

وخلال كلمته بعنوان "القدس الشريف في فكر الامام المغيب السيد موسى الصدر" التي القاها في الندوة الفكرية عبر العالم الافتراضي الذي دعا اليها مركز حوار الاديان والثقافات في لبنان بالتعاون مع مركز الامة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية في ايران تخليدا للذكرى السنوية 42 لتغييب الإمام الصدر بعنوان "الامام الصدر رسول التسامح والتعايش راي السيد صالح ان الامام الصدر شدد على ضرورة ان تبقى قضية القدس المركزية في ذهن الأمة العربية والإسلامية
لانها هي عنوانُ مستقبلِ المنطقةِ وكرامةَ العربِ مرتبطةٌ بالسيادةِ الوطنية والعربية على القدس.كما اكد السيد صالح ان الامام الصدر يمثل كامل الشعب اللبناني بجميع شرائحه وفئاته مسلمين ومسيحيين معبرا عن شعوره بان الامام كان ثروةً للأمة للوطن للإنسانية للمجتمع أجمع.



نص الكلمة

بذكرى الثانية والأربعين لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه أقيمت ندوة رقمية تحت عنوان: القدس الشريف في فكر الإمام موسى الصدر. كانت مداخلة لرئيس جمعية الفكر والحياة السيد صالح حامد جاء فيها :شكّلت فلسطينُ نبضَ فكرِ وعقلِ ووجدانِ وقلبِ وروح الإمام موسى الصدر،واستحضرَ لأجلها كل عناوينها،وأعلنَ أنَّ دعمَ القضية الفلسطينية واجبٌ شرعي،وخصص الخُمُس من الأموال لحركة فتح في حينها،ولخَّصَ مواقفَه في كلماتٍ قِصارٍ نقتطف منها شذراتِ العَرْف،أبرزها( إنَّ القدسَ هي قِبلتُنا،وملتقى قيمنا وتجسيد وحدتنا ومعراج رسالتنا،إنها قدسنا وقضيتنا)،وكتب على اليافطة بالخط العريض (إنَّ حياتَنا من دونِ القدسِ موتٌ ومذلة)،وقال ناصحاً للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات: خُذْ عِلماً يا أبا عمَّار بأنّ شرفَ القدسِ يأبَى أن يتحرر إلاّ على أيدي المؤمنين الأحرار. وَأَجْمَلَ القولَ بأنّ السندَ الحقيقيَّ للثورة الفلسطينية هي عمامتي ومحرابي ومنبري،وبيَّنَ بأنَّ القدسَ هي قضية لبنان الأولى،حيث القدس في فكر الإمام ترمز إلى تلاقي الإسلام مع الأديان الأخرى،وبتفاعل الدين مع الثقافات والحضارات القديمة والمتجددة. وأبَلَغُ تصريحٍ صريحٍ حين قال:  سنُثبِتُ للصديق قبل العدو،وللعرب جميعاً قبلَ العالَمِ كلِّه أنَّ القضيةَ اللبنانيةَ والقضيةَ الفلسطينيةَ وجهانِ لحقيقةٍ واحدة. ففلسطين عند الإمام الصدر كالنص الديني الثابتِ  لا يقبلُ الجدلَ والتأويلَ،ويرى أن القدسَ عقدةُ الصّراعِ،وأكبر من أن تكون بلدةً أو مدينةً بل هي عنوانُ مستقبلِ المنطقةِ  ومصيرِها،وأنّ كرامةَ العربِ مرتبطةٌ بحرية القدس والسيادةِ الوطنية والعربية عليها،وهي بالتالي في صلب معتقدات وقناعات الإمام،وقد أعلن في أكثرَ من لقاءٍ أنه عندما يتنازل المسلمُ أو المسيحيُّ عن القدس فهو يتنازل عن دينه،وأن قضية القدس المركزية يجب أن تبقى موجودةً في ذهن الأمة العربية والإسلامية. فالقدس شَغَلَت حيِّزاً هاماً من وجدانِ الإمام مما جعلها حاضرةً في كلماتِه وبياناتِه وأدبياتِه،لأنها تشكل هويةَ وثقافةَ الأمةِ والأممِ حتى صارت ذاكرةً لأجيالِ الحاضرِ والمستقبل. فالأمام يرى أن العلاقة بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني قد تعمدت بالدم على أرض الصنوبر والأرز والشموخ والعز والعنفوان وخصوصاً في عاصمة أم الشرائع بيروت. وهنا نُرسل التحية والتقدير لحامل أمانة الإمام الصدر دولة  الرئيس القائد نبيه بري،الذي يشكل رمزاً لبنانياً وعربياً في مسيرة التنمية والنضال الوطني. فالبُعدُ الفلسطيني أحدُ عناصرِ أدبيات الإمام من خلال مسيرته ومواقفهِ  السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية والمدنية على المستوى النظري والفكري والتطبيقي من خلال شعار(  دعم القدسِ خيرٌ مطلق).وعمل الإمامُ على جعل القدس في متن ميثاق حركة المحرومين،وهو الميثاق الذي يشكل الأساسَ الفكري للإنتماء التنظيمي كما جاء في البند السادس،وهو الذي أطلقَ أوسعَ حملةِ تنويرٍ في الوسط الشيعي اللبناني من خلال حركة أمل.فالقدس عند الأمام عِشقٌ مقدسٌ لقضيةٍ مقدّسة،ومن أجلها خلَع عباءَتَه وارتدى ثوبَ الدفاع والمحاماة عن القضية الفلسطينية،وارتبطَ مناصراً لحركة فتح كممثل شرعي للشعب الفلسطيني ارتباطَ ميدانٍ وورشِ عملٍ مفتوحةٍ خدمةً للقضية المركزية باعتبارها مركزَ الاجماعِ العربي والإسلامي. ونأسف القولَ بأنّ الذين حماهم ودافعَ عنهم بعمَّتِهِ وجبَّتِهِ وعباءَتِهِ هي التي قاتلَتْه مرتينِ في الحضورِ والغياب،بعد رحلةٍ شاقةٍ من العلاقات التي بدأت في خندقٍ واحدٍ وانتهتْ في خنادقَ متقابلَة تم من خلالها استهدافُ السيد موسى الصدر وَأَرْدَوْهُ في غياهب الغياب وفخ القذافي،وإنّ خسارتَه لتوازي خسارةَ وطنٍ من المهد إلى اللحد،وأن غابَ فالعدالةُ لن تغيب،وقضيتُه لن تموت،وهي عصيّةٌ على النكران والنسيان،وإنْ أخذَتْها سِنَةٌ من النوم لكنها ستستيقظ يوماً.والإمام دان بشدةٍ التمييز الطائفي والتمزيق الوطني ودافع عن صيغة العيش المشترك. فقد كان يمثّل كاملَ الشعبِ اللبناني بجميع شرائحه المجتمعية وفئاتِهِ مسلمين ومسيحيين ومناطقِهِ التي التزم الإمامُ المغيب قضاياها خلال مسيرته الرائدة.يقيننا أنه كان ثروةً للأمة للوطن للإنسانية للمجتمع أجمع. شكرًا لمن أتاح فرصة الحديث عن إمام الوطن والأمة.على أمل أن نُكحّل أعيُنَنا برؤيته كما استَنشَقَ يعقوبَ قميصَ يوسفَ فارْتَدَّ بصيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق