مابين تطبيع الإمارات.. وشموخ الإمام الحسين - مركز الأمة الواحدة
مابين تطبيع الإمارات.. وشموخ الإمام الحسين

مابين تطبيع الإمارات.. وشموخ الإمام الحسين

شارك المقال

مابين تطبيع الإمارات.. وشموخ الإمام الحسين

بقلم /#أمين_المتوكل 


أجمل ما أودع الله في هذهِ الحياة لهذا الإنسان هي نعمة العقل.. وألهمه المعرفة.. وجعل علاقته مع الدنيا علاقة تتسم بالبناء والنهضة.. وأودع الله في هذهِ الحياة عناصر البناء من أشياء ظاهرية فيزيقية ومن قوانين وشروط تطلب من الإنسان أن يحرك عقله في عملية المعرفة حتى يشيد بناء الحضارات


فالمعرفة حياة.. وأدوات المعرفة هي أدوات أراد الله لنا أن نشكره عليها من عقل وسمع وبصر.. وجعل هذهِ الأدوات محط حساب يوم القيامة يحاسبنا عليها.. فإن أحسنّا استخدامها كان لنا الثواب وإن أسأنا استخدامها كانت عاقبة أمرنا الخسران


من مهام المعرفة الأساسية هي التمييز بين الصح والخطأ.. وبين ماهو ملائم وماهو غير ملائم.. فيتوجه الإنسان بعد المعرفة إلى النجاة ويدرأ عن نفسه الأخطار


الإنسان يدرك في حياته التباينات.. فإذا سألته ماهو عكس اللون الأسود لقال اللون الأبيض.. وإن قلت ماهو عكس الارتفاع لقال الانخفاض.. وحين يعيش الإنسان المسؤولية لبناء معرفته على أساس هدى الله انكشفت عنه تباينات كثيرة ماكان ليدركها


يقول الإمام الحسين عليه السلام أمام عرض الطغاة حين طلبوا منه إما أن يستسلم أو يعرض نفسه للقتل فقال ( هيهات منا الذلة.. يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت ونفوس أبية وأنوف حمية.. على أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)


هنا نجد أيها الإخوة الاكارم أن هنالك تباين بين مصطلحين في كلمات الإمام الحسين عليه السلام.. هذا التباين بين كلمة الكرام وكلمة اللئام

ولأن المعرفة هي أساس تقدم الحياة أراد الإمام الحسين عليه السلام أن يبين فئتين في الحياة وهما الكرام واللئام.. وأراد أن يبين ماهية كل فئة متباينة وخصائص كل طرف متباين.. فالامام الحسين عليه السلام أكد بأن الفئة الكريمة ليست من خصائصها أن تركع وتُذل أمام الفئات اللئيمة.. لأن المعرفة التي قرأت التجارب والأخلاق والسجايا والنفسيات والمكارم والفضائل والواقع والمقدمات والنتائج وعلوم الوحي وسنة الله في الأرض خرجت بنتيجة مفادها بأن من المستحيل أن تخضع النفس الكريمة أمام النفس اللئيمة وإن كان ثمن ذلك الدم


لذلك دائماً نقرأ بأن الإمام الحسين عليه السلام يخاطب فطرة أولئك الذين جاءوا يقاتلونه ويقول لهم ( إن لم تكونوا تخافوا المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم)

لأن المعرفة تتطلب أن تدرس كل مواقع الحرية فتنجذب لخصائصها وتدرس كل مواقع العبودية فتنفر منها


في هذا الزمن غاب صوت العقل.. وتم تدجين سبل المعرفة ومصباتها ومجراها بكتل من الحرب الناعمة حتى صار الكثير من أبناء هذهِ الأمة لا يعيشون روحية تحفيز منطق التباين بين الفضيلة والرذيلة

اليوم صارت إسرائيل صديق وإيران عدو. وصار المجاهد في سبيل الله إرهابي ومن يقتل النساء والأطفال على مر عشرات السنين صانع سلام


كنا نقول عن غياب حالة عدم معرفة التباين والتمييز بين الحق والباطل كارثة ولكن الأشد كارثية هي أن يصبح الباطل حقاً والحق باطلاً


قبل أكثر من عشر سنوات تم قتل الطفل محمد الدرة في فلسطين، وكانت هذهِ القضية محل سخط عربي كبير داخل الجماهير العربية والشعوب العربية وتحركت المظاهرات وتم حمل الأسلحة والنداء بالذهاب إلى فلسطين


تخيلوا معي لو أن الإمارات في ذلك الزمن أعلنت التطبيع مع إسرائيل.. سيكون الأمر مختلف جداً عن حالة السكون واللامبالاة التي تعيشها الشعوب العربية اليوم


غابت النظرة السليمة والثاقبة تحت براثن الحرب الناعمة التي جعلتنا لا نرى أن إسرائيل كيان لئيم وبأننا منبع الكرامة

بالأمس يقول الإمام الحسين عليه السلام هيهات أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام لأنه يعرف حجم عدوه وسمو موقعه وهذا ماغاب عن الأمة الإسلامية اليوم فصارت أمة الإسلام اليوم تعيش تحت وطأة حكامها الذين يقدمون قرابين الرضا لكيان اللؤم الصهيوني


ولذلك فإن عقاب الله شديد لأولئك الذين يقولون يوم القيامة

(وَقَالُوا۟ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِیۤ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ)


#حسابي_منبر_حسيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق