على بيعتي للشاعر البحريني سلمان عبد الحسين

على بيعتي مولايَ دون تبدُّلِ

أقولُ: علياًّ .. ثم أخضع يا علي

أنا لَستُ أُحْنِي الرأسَ إلاَّ لخالقي

ولم أنخبنْ خمر الهوى بتذلُّلِ

وعندكَ اُحني الرأس إذ أنت محضنٌ

أيا محضن الأقمار .. حبُّك مُنزلِي

تذلَّلتُ .. من حبٍّ ذلول .. ولم يكنْ

بحبِّك ذُلِّي .. إنمَّا الذُلُّ مقتلي

وإنْ كان فيك القتل مولاي عادة

فأحياءُ خمر القتل في حال مثملِ

تراهم سُكارى قتلة مستحيلة

وما هم سكارى قاتل مُتخيّلِ

تعدَّدَ فيهم قاتل بعد قَاتلِ

وإنْ يذكروا .. كانوا غُثاء التغوُّلِ

وهم بعد خمر القتل .. أحياء .. هوَّموا

وقاموا .. فهذا القتل فعل تأوُّلِ

تجوز علينا طعنة بعد طعنة

وأجسادنا في الطعن من قطف مشتلِ

يجوز علينا السيف حداًّ مبضِّعاً

لنجتاز هذا الحدَّ كالمفرغِ الخلي

وحبُّك مملوء بأبضاع لحمنا

وأنخاب خمر مطفئٍ مثل مُشْعَلِ

وما أفرغوا منَّا هواكم بطعنة

ولم نرضَ إِلاَّ أنْ نرى حبَّكم ملي

**
عليٌّ .. ودهر العاصفات يحوطنا

وبيعتكم قرَّت وناخت بكلكلِ

وقمنا وقد نخنا بخيمة بيعة

لنعصف بالدنيا وباسمك نصطلي

فلست على درب القعود تريدنا

ولم تنتظر فينا دعاة التعلُّلِ

أردت جواب الأمر منك لعاشقٍ

بأنَّكَ مولىً .. حيث لا يُتركُ الولي

فكنَّا جوابا مثبتا جبَّ دهرنا

وما زال رهن التلبيات .. ولم يَلِ

فأولنا ذيل لتالٍ بأمركم

وقد يصبح التالي على عهد أوَّلِ

وكنت قرارا قد تعتَّقَ وعده

وما كان في أيامنا بمؤجَّلِ

عرفنا الألى لجّوا بأمرك سيِّدي

ومن قيحوا منك الفؤاد بمنصلِ

وأنت بعصر العاشقين إذا افتدوا

رأيت لهم قلبا على شكل أفعلِ

يفدّون في صمت وفي طقس منسك

تنطَّق في جرح بلا نطق مقولِ

لهم هيبة الطود الذي يعتلونه

وعرفانهم فيهم حيي التمثُّلِ

ولكنهم إنْ يجبهون إلى العدا

فمثلك .. نخَّالون ضرباً بمنخلِ

وقد نخلوا كل الرجال بضربة

نخالة سيف فَارِعٍ وَمُجَدِّلِ

فكل الألى والوك يعلو لواؤهم

وإنَّ الذي عاداك من نخل أسفلِ
**

على بيعتي .. والفرز من ضمن بيعتي

ودون تمام الفرز بايعتُ مِعْوَلي

وبايعتُ أوهامي على شكل قامة

وكفَّاي قد مُدَّت لطبع تطفُّلي

إذا الحبُّ لم يفرز مُحَباًّ بطبعه

فكل طباع الحبِّ رهن التشكُّلِ

وقد يصنع الحب الغرير فتى إذا

تنادى أنا المولى على أمرنا ولي

أحبُّك يا مولاي حبَّ بصيرة

فما أنت رغم الحبِّ أعمى تغزُّلي

ولكن .. إذا ما قلت أنَّك حبلنا

إلى الله .. أبشرْ .. أنت من حَبْكِ مغزلي

ومن وَقْدِ عرفاني إذا يغفل الورى

ومن لوعتي في الحب وقت تأمُّلي

ومن شرفتي لله حين تفتَّحتْ

وبعض هجودي ثائرا وتململي

أنا بيعة مصقولة الوعي .. إنها

فقارك لما بتَّ من قطع صيقلِ

ولم أرض يوما بيعة الختل .. إنها

إذا نفذت في القلب خرق لمعقلي

وكشف لأدوائي ونفس شحيحة

وإنْ كثّرتْ أحلامها بالتبتُّلِ

أحبُّكَ .. لا أهواء في الحبِّ لست لي

سوى طبعة أولى .. وأنت مُعدِّلي

وإنِّك ميزاني .. أميل مُرجِّحا

إليك .. وما ميل الهوى بمزلزلي

سلمان عبدالحسين