لطالما دُون في دفاترنا مصطلح العروبة ،وحقيقة من العرب !وكم أبدع معلمنا بشرحها حين استشهد بعروبة أجدادنا، وحضارتهم القديمة، ،واستوحى من لغتهم ومناقبهم الجليلة ،مقولة سديدة تقول: حيثما كنت ،تقدم، وارفع رأسك فأنت عربي .
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم عفاف البعداني
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم عفاف البعداني
ولكن تقادم درس معلمي، وكبرنا واكتشفنا أن العروبة، مجرد استعارة مكنية على أرض الواقع ،وترتبط إرتباط وثيق بالتاريخ ،والحين بريء منها تمامًا فحين توسعت مداركنا وسعينا مجدين أن نبحث عن العروبة في أفعال و مواقف فعلية تجسد مانبحث عنه، وجدنا العرب ولم نجد العروبة.
وبقينا أقصد نحن العرب ،بقينا متمسكين بالاسم فقط، وخارجين عن المسمى ، فنحن عادةً نقدس المعقول ،ونتدارك السهل ،ونكتفي باﻷشياء المُسلم بها ،ونترك اﻷشياء المختلف فيها، ونخاف من المستعصى، والعلة العظمى!! أننا نكتفي عما قيل ويقال ،ونساق نحو ظواهر اﻷشياء ،وندع البواطن الخفية التي تحمل تفاسير جمة بحجة أنها أضغاث أحلام ؛ ندعها ﻷصحابها المفكرين أوالمفرِطين حد زعمنا، متنحين عنهم تمامًا،ندعها لعنكبوت التاريخ فهو أذكى منا في عنايته بمعرفة اﻷشياء الخفية، وتوظيف طاقته الاستياعبية .
لذا مقتضى الضد والاختلاف والتنحي مغيب نوعًا ما عن العرب وهو ماشكل حائل في تعايش الشعوب ونشب الحروب فيما بينهم ،مع أن بداية اليوم لايمر بلا شروق ،ونهاية اليوم لا يمربلا غروب ولكن كما يقال"لاحياة لمن تنادي "وتبقى النظرة البُعيدة للأشياء ،والتمعن العميق ببواطن المجريات، هي وحدها من ستنهج الطريقة المثلى للخلافة، و للاستحقاق الوجودي لهذا الفكر الذي أودعه الله فينا نحن البشر منذ بداية الخلق،
ولن نرى بُدّا أو خلاصًا للحياة المنزوية ،واﻷحكام المسبقة عند العرب ، إلا إن نظرنا للأمور من كافة جوانبها، ولا ندع مجال للفكر في أن يتربع على عرش هش من التحجر المعيشي والجهة المحددة، والاعتقاد الروتيني ،فبمرور الوقت سيتفاقم اﻷمر ويقوم العقل الباطن بتنصيب نفسه على مملكة سائدة تلتقي بأشباهها باليوم ألف مرة، بجهة اعتقادية واحدة، وحدث واقعي معين، وتقيد فكري مخصص ومحسوب ،عما يقال وينقل اعتقاد منه أنه خــــوارزمي زمانه، ونابليــــون عصره ، لا سيدي المؤقر أنت مخطئ!! و هل تعرف أن نابليون كان متفرد، وحر ولايشبه أحد ولم يلتقي بشبيه إلا بعد الف عام.
والغريب فينا نحن أشباه العرب، أننا مجرد أن نرى شخص غيرمسلم وخارج عن ملتنا، ترتاع الحجج، وتتزاحم اﻷحكام المسبقة، وربّ ملة غير مسلمة ،خير من مسلمة في العمل والتصنيع.
ولو عدنا للمرجعية الحقة في كينونة الوجود؛ ﻷدركنا أن العقل أكبر، وأشمل ،وأوسع، وأجدر ، وأمكن من أن نقيده بأرجوحة مصيرية مجملة في الكتابة،أو أي عمل،أو ربمابرأي متفق عليه.
العقل يبقى مطلق وله العنان إن حررناه من جمل الاعتياد، و لولا الاختلافات،و شذوذ العقل، واختراقه للمألوف لماظهرلنا عالم ولا بدا لنا مخترع، فبرأيكم أين سأجد العروبة ومن العرب؟؟؟ .
#اتحاد_كاتبات_اليمن
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي المركز وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي المركز وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق