لقد خص الرسول الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله أهل اليمن بما لم يخص غيرهم من الشعوب فقال "اليمن يمان والحكمة يمانية". واعتمد عليهم في الخطط الدفاعية وكانوا راس الحربة في كل الخطط الهجومية. فأصبح الدفاع عن الدين والأرض والعرض صفة وراثية يتسمون ويفتخرون بها وقد توارثوها عبر الأجيال حتى أصبحت اليمن مقبرة الغزاة عبر التاريخ.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم عدنان علامة
لقد انتفض المؤمنون حين شن جار السوء عدواناً كونياً على اليمن ولم يهابوا كثرة عديدهم وضخامة عدتهم. فقدموا الشهيد تلو الشهيد ولا زالوا مستعدين لتقديم المزيد لتحقيق النصر الآلهي التي بات قاب قوسين أو أدنى ببركة دماء الشهداء.
لقد كان خيار المواجهة واجباً كفائياً على كل يمني يرفض الذل. كيف لا وهم أبناء علي عليه السلام الذي قال عن الجهاد والتكاسل عن مواجهة العدوان ببليغ الكلام؛ فقال في أهمية الجهاد :
" أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى وَدِرْعُ اللَّهِ الْحَصِينَةُ وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ وَشَمِلَهُ الْبَلَاءُ وَدُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَالْقَمَاءَةِ وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالْإِسْهَابِ وَأُدِيلَ الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ وَسِيمَ الْخَسْفَ وَمُنِعَ النَّصَفَ".
وأضاف عليه السلام في إستنهاض الناس:
"أَلَا وَإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَيْلًا وَنَهَاراً وَسِرّاً وَإِعْلَاناً وَقُلْتُ لَكُمُ اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ فَوَاللَّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا".
وهم أيضاً من مدرسة كربلاء بحيث أصبح الطفل اليمني يردد "كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء، وهيهات منا الذلة".
وعن مكانة الشهيد قال الله سبحانه وتعالى :
{وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ} (البقرة-154)
{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (الحديد-19)
ومن أقوال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله عن الشهيد بشكله الأوسع : (من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون نفسه في سبيل الله فهو شهيد).
وقال الشهيد السيد عباس الموسوي كلمته الشهيرة : "دمُ الشهيد إذا سقط فبيد الله يسقط، وإذا سقط بيد الله فإنه ينمو ويكبر".
وقد وثق الإعلام الحربي ملاحم البطولة والشجاعة والإقدام في ميادين القتال. وساهمت هذه الفيديوهات في إذلال العدو ذلاً لا ذل بعده. وقد رسخت هذه الإنجازات في ذاكرة التاريخ عنيت بملحمة بطل الحجارة والمجاهد الذي حمل رفيقه الجريح مسافة 500 متر غير آبه بالرصاص الكثيف الذي أطلق نحوه وقد رأينا بعضه من خلال أثار الغبار. وقد إستشهدا لاحقاً. فملاحم الشهداء وقصصهم في الساحل الغربي وجبهات القتال لا يتسع المجال لذكرها.
تعجز الكلمات والتقديمات عن الإيفاء بحق الشهيد علينا. فقد بذل روحه لننعم بالعزة والحرية والكرامة والإباء وتحقيق النصر.
فهنيئاً للشهداء بما حققوا لنا ولهم.
وإن غداً لناظره قريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق