المداميك الاربعة المكرسة من قبل الامام الصادق ( ع ) - مركز الأمة الواحدة
المداميك الاربعة المكرسة من قبل الامام الصادق ( ع )

المداميك الاربعة المكرسة من قبل الامام الصادق ( ع )

شارك المقال













الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (١٧ربيع اول ٨٣ هجري – 25 شوال 148 ه.) استطاع تثبيت مجموعة من المداميك والاسس التي لا زلنا ننعم ببركاتها الى الان ، ومن هذه المداميك نذكر اربعة منها اصيلة وثابتة وغير متزلزلة في بناء الانسانية الشامخ

مركز الامة الواحدة -اسلاميات بقلم الشيخ توفيق علوية


الاول : المدماك العلمي
فما من علم الا فتحه واظهره الامام الصادق عليه السلام بحسب ظروف ذاك الزمان !! ومن دون فرق بين علم وعلم ، فقد كان الامام عليه السلام مجليا واوحديا في سائر العلوم !! في علم العقيدة ( الكلام ) كما في علم الفيزياء ، وفي علم الفقه كما في الطب ، وفي علم الحديث كما في الكيمياء !! وهكذا !! ولو كان الامام الصادق عليه السلام في عصرنا لحصد كل طلابه كامل الجوائز العالمية في كل العلوم كجائزة نوبل وغيرها ، ولكانوا من ارقى الناس علما وتطورا واختراعا واكتشافا !! اذ ان الامام الصادق عليه السلام كان ملهم كل العلوم في عصره ، وكان يرشد كل طالب من طلابه الى الاشتغال بتخصص واحد !! وبعض طلابنا الان يظنون ان العبادة والتقوى والدين انما هي منحصرة بالعبادات او بتحصيل العلوم الدينية وهذا خطأ فادح وكبير !! لان العلوم العصىرية التي يطلبونها في الجامعات هي علوم دينية ايضا لانها علم بالاثار ، فالفيزياء والكيمياء والطب والهندسة وغيرها هي علوم بالاثار الدالة على المؤثر اي الله المتعال !! ودراسة هذه العلوم والتفوق فيها والابداع من اوفق القربات لله المتعال ومن احسنها طريقا للوصول الى الله المتعال مع ضميمة الاخلاص ونية خدمة عباد الله المتعال !!

الثاني : المدماك الاخلاقي
فقد ارسى الامام الصادق عليه السلام المدماك الاخلاقي من خلال تهذيب نفوس اتباعه وتحليتها بالفضائل وجعلها متخلية عن الرذائل ، وكان يتعاطى مع شيعته واتباعه ومريديه بهذه الاخلاق بصورة عملية ، وفي بعض الاوقات كان يعطيهم دروسا عملية سلوكية !! فعندما ياتيه احدهم كان يقول له لماذا كنت تشتم والدتك البارحة ؟! وكان يعلمهم التأدب في الطعام والشراب والمجلس واللباس والنظافة وعدم الاسراف !! وكان يرشدهم في طريقة التعاطي الاخلاقي مع ازواجهم واسرهم واولادهم وجيرانهم واخوانهم !! ويوصيهم بصلة الناس والرحم والسير في الجنائز وعيادة المرضى والتصدق والعفو عن المسيء والاحسان الى الجافي وغير ذلك من صور الاخلاق الرفيعة بمضبطة ان كل شخص غير خلوق ليس من شيعة جعفر !!

الثالث : المدماك الروحي
فقد ارسى الامام الصادق عليه السلام حياته العملية على اساس هذه المدماك الروحي العبادي الاصيل !! وقد وصفه احد المعاصرين له بأنه كان اما صائما او قائما او ذاكرا !! وكان عليه السلام صاحب اوراد واذكار دائمة كما اخبر بذلك مريده عنوان البصري !! وكان عليه السلام يرشد اتباعه ومريديه الى ضرورة امتلاك الطاقة الروحية ، وما روايات الادعية الواردة عنه عليه السلام الا خير شاهد على صحة ما بيناه !!

الرابع : المدماك الجهادي
فقد يخيل للبعض ان الامام الصادق عليه السلام كان بمعزل عن السياسة والجهاد ؛ والصحيح انه كان في عمق ذلك !! فمن ثوابته عليه السلام عدم اعطاء مشروعية للحكومات الظالمة كائنة من تكن ومهما تصاعد جبروتها ، وهو القائل للمنصور العباسي الدوانيقي الذي كان سلطان عصره عندما دعاه لزيارته : من اراد ان يصحبك لا ينصحك ومن اراد ان ينصحك لا يصحبك !! بعدما اخبره بأن زيارة قصره لا يرتجى منها اي فائدة !! كما ان الامام الصادق عليه السلام كان حريصا على ايصال الفكر الحسيني الى كل عقل يمكن الوصول اليه !! ولهذا جعل زيارة الحسين عليه السلام مجبولة ومشحونة في كل المناسبات حتى في ليالي القدر والعيدين !! وكان عليه السلام يفتي اصحابه بعدم جواز اعانة الظالمين وعدم جواز ولايتهم وولاية ولاة ولاتهم وولاة الولاة !! وكان يعلل عدم القيام المسلح المباشر بأمرين : عدم توفر النخبة المخلصة ، وعدم صلوح الظرف الزماني !! وحادثة اشعال التنور خير شاهد !! وحادثة الجداء ال ١٧ خير شاهد على ذلك ايضا !! وحادثة احراق رسائل ابي مسلم الخراساني وابي سلمة الخلال خير شاهد على ذلك !! فقد كانا من الشيعة الا ان كل طاقاتهما تم اسرافهما وهدرهما في خدمة الدولة العباسية الظالمة !! والامام الصادق عليه السلام اخبر رسول ابي مسلم الخراساني بانه ليس من رجاله وان الزمان غير زمانه !! اذ ما النفع من اشخاص يدعون التشيع والولاية بعد كل هذا التفاني والاخلاص في بناء وتشييد الدول الظالمة !!

ان هذه المداميك الاصيلة الاربعة اذا توفرت في المجتمع فإنه سيتحول الى مجتمع حضاري نموذجي لا يرتقي اليه اي مجتمع !! فمجتمع الامام الصادق عليه السلام لو كان في عصرنا كما اراد الصادق عليه السلام لكان رائد كل الشعوب والمجتمعات ولشد كل من سواه الرحال اليه !!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق