قطع الطرقات وإطلاق النار على موكب الوزير الغريب في قبر شمون والبساتين لم يكن صدفة - مركز الأمة الواحدة
قطع الطرقات وإطلاق النار على موكب الوزير الغريب في قبر شمون والبساتين لم يكن صدفة

قطع الطرقات وإطلاق النار على موكب الوزير الغريب في قبر شمون والبساتين لم يكن صدفة

شارك المقال

لقد وصلت إلى هذه الإستنتاج بناء لغياب السيد وليد جنبلاط كلياً عن السمع أثناء الحوادث الأليمة في قبرشمون والبساتين، وقطع الطرقات في معظم قرى قضاء عاليه والشحار الغربي. إضافة إلى تصريحي وزير التربية والشيخ نعيم حسن حول خصوصية الجبل.

مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم عدنان علامه

فتصريح الوزير أكرم شهيب عن دخول البلدات من أبوابها  وليس بخلع الأبواب والدخول  إليها . وتصريح الشيخ نعيم حسن بضرورة الحفاظ على خصوصية الجبل يؤكدان بوجود قرار  مركزي بمنع زيارة باسيل بأي ثمن . وتغريدة جنبلاط لاحقاً حول حديثي النعمة بالسياسة  يعزز ذلك . وقد غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السيد وليد جنبلاط عبر تويتر فقال: "لن أدخل في أي سجال إعلامي حول ما جرى .أطالب بالتحقيق  حول ما جرى بعيدا عن الأبواق الاعلامية . وأتمنى على حديثي النعمة في السياسة أن يدركوا الموازين الدقيقة التي تحكم هذا الجبل المنفتح على كل التيارات السياسية  دون استثناء لكن الذي يرفض لغة نبش الاحقاد وتصفية الحسابات والتحجيم". 

ويبدو أن تصريحات باسيل في الكحالة والتي أشار إليها جنبلاط في تغريدته كانت العذر في إيصال الرسالة بضرورة "إدراك حديثي العهد بالسياسة الموازين الدقيقة التي تحكم هذا الجبل المنفتح على كل التيارات". فكان الإنفتاح بإقفال الطرقات وإشعال الإطارات وإطلاق الرصاص .

 إن الوزير الغريب إبن كفرمتى قد علم  بالتحركات غير العادية  لمنع زيارة باسيل إلى بلدته.فاتفق معه على اللقاء  في منطقة بعيدة عن التوتر . فسلك الطريق الإجباري  عبر عبيه وقبرشمون وصولاً إلى شملان وتم الإتفاق على إلغاء الزيارة إلى كفر متى والعشاء  التكريمي في دارة خلدة .

ولا بد من الإشارة إلى أن كافة قرى الجبل والشحار  الغربي تتألف من مزيج سياسي متنوع وموكب الوزبر غريب مشخص . وعند وصول الموكب إلى أحد المفارق إلى قبر شمون ليعود إلى بلدته تفاجأت السيارة الأولى في الموكب إلى إقفال الطريق بسيارة الأمر الذي يعد في المفهوم الأمني "إعاقة متعمدة" للموكب الذي دفع بمسؤول المرافقة إلى تأمين الطريق للموكب بمراقبة المحيط فترجل من السيارة متقدماً وكان الباديء  بإطلاق النار ترهيباً في الهواء مستطلعاً المحيط بعين الخبير. ولما نجح الموكب في دفع السيارة  جانباً؛ إتخذ القرار بتغيير وجهة  سير الموكب باتجاه البساتين مع إطلاق نار كثيف من مرافقي الوزير الغريب في الهواء ترهيباً لتأمين سلامته وكانت إعاقة متعمدة أيضاً برش مادة المازوت أو الزيت على مفترق الطريق المتوي سلوكه حسب إفادة الوزير نفسه. ونهاية شريط الفيديو يؤكد إطلاق النار على موكب الوزير والكلام واضح.
وأما بالنسبة  للفيديو موضوع دعوى الحزب الإشتراكي فهو عمل مونتاج إحترافي بإمتياز لتضليل الرأي العام حيث كان يتم تقطيع الصورة أو ما يعرف بمصطلحات المونتاج اللقطة او "الفرام" لحظة تغيير إتجاه المرافق إطلاق الرصاص  فكان المشهد عند توقيف الصورة يبدو كأنه بوجه سلاحه على مستوى جسده للجهة المقابلة. علماً بأنه لم يتم الإبلاغ عن سقوط إصابات بين المواطنين . والصوت على الصورة( Voice over ) يعزز الإعتقاد بتوجيه إطلاق النار باتجاه المواطنين الأمر الذي أدى إلى ردة فعل طبيعية. وقد تم حذف نهاية الفيديو المسلم إلى القضاء؛ حيث يبدو 3 أشخاص بعد إطلاق النار مع سؤال إستنكاري عن الجهة التي أطلق عليها النار  .  

وننتقل إلى بعض الفقرات من خطاب وزير الخارجية  في الكحالة  والتي يقال إنها كانت الشرارة التي أشعلت التوتر في الشحار الغربي

 .......ألقى باسيل كلمة، قال فيها: “عندما نأتي الى منطقة عاليه، نتوقف دائما في الكحالة، وكوع الكحالة مكتوب له أن تتوقف كل الناس عنده، لأن هذا الكوع له الكثير من الدلالات والأمثلة التاريخية، وفي هذه القاعة التي نحن فيها لقاؤنا اليوم يعبر عن معنى وجودنا، وعن دور الكحالة التاريخي وكيف صمدت وكيف أحبت وضحت وأعطت، وكيف كانت دائما معبرا للصمود وفي نفس الوقت معبرا للتلاقي، اذ انكم لم تقفلوا الطريق ولا مرة بوجه أحد، انما كانت مفتوحة على الدوام، واليوم نموذج الصمود الذي تعطونه تفتحون من خلاله الطريق لباقي القرى من هنا الى البقاع لتكون العودة لها عودة ناجزة وتامة، وكما أنتم بقيتم في بلدتكم وصمدتم، كان قراركم هنا، أنتم قررتم البقاء والصمود، وبقيتم وصمدتم، وهذا الكوع لنا فيه ذكريات كثيرة نحن في التيار، فمن هذا الكوع كانت شرارة توقيفنا في آب 2001، ودائما كان هذا الكوع مركز احداث فيها نضال وتضحية ومؤشرات تاريخية مهمة. المهم اننا بقينا، بقينا نموذجا، بقينا منفتحين ومحافظين على حالنا وعلى خصوصيتنا”.

وتوجه الى رئيس البلدية قائلا: “كون أكيد رئيس جان كما انت تحبنا نحن نحبك، وكما انت حريص على بلدتك وهذه واجباتك، نحن ايضا، والبلدة التي لم تستطع الحرب تهجير أهلها لن يأتي اوتوستراد ليهجرهم، وكذلك هي لن تقفل أراضيها ولا قلوبها للناس وستبقى دائما ممرا لكي شيء فيه خير، الخير الذي يحفظ هذه الضيعة وخصوصيتها والناس فيها، ويحفظ للناس ان يمروا، وهذا الأمر لن يعصى علينا وسنجد الحل الذي يرضيكم وإن شار الله في عهد فخامة الرئيس الذي تعرفون محبته لهذه البلدة، وكم كانت الكحالة وضهر الوحش وسوق الغرب وكل هذا الشريط هو حماية للشرعية اللبنانية، هنا الشرعية جرى حمايتها، لو سقطت الكحالة، كانت سقطت الشرعية اللبنانية بمعناها العميق والتي نحن حتى اليوم ندافع عنها ولا نزال نمثلها بأي موقع كنا، وحتى عندما كنا بالنفي الجسدي والسياسي، لم نخرج عن الشرعية والقانون او عن الدستور، حتى عندما فرض قبلنا به لانه على الدوام خلفيتنا الفكرية هي الشرعية والدولة والدستور والقانون.

وللأسف فأن باسيل في معظم تصريحاته وخطاباته يصرح بمواضيع مثيرة  للجدل وتفرق بدلا من أن توحد . كالجمع بين الخصوصية والإنفتاح . والحفاظ على الشريك الآخر ومنع تثبيت الناجحين في مباريات مجلس الخدمة المدنية بحجة عدم التوازن؛ علماً بأن درجة تلك الوظائف لا تخضع للتوازن الطائفي.

وللأسف فإن تبعات معالجة ذيول الحادثة الأليمة لا تزال ره‍ينة التجاذبات السياسية. فالبرغم من الإتفاق على تسليم المطلوبين وتكليف فرع المعلومات بالتحقيق  إلا أن الخلاف يكمن في الجهة التي بجب  أن تفصل في الموضوع هل هو المجلس العدلي أو القضاء العادي؟ علماً بأن رئيس الحكومة لا يرى فائدة من تحويل الملف إلى المجلس العدلي  وأصبح هناك فريقين ولا بد من التصويت لحسم الأمر في مجلس الوزراء. وقد بدأت الجولات السياسية المكوكية لتعزيز عدم تحويل الملف إلى المجلس العدلي لتضيف هذه الحادثة  الأليمة موضوعاً خلافياً ببن المكونات الرئيسية  للحكومة.

يكفي المواطن ما عاناه ويعانيه من خلاف أهل الحكم . فعلى الغيارى على مصلحة الوطن والمواطن  التدخل المباشر للحفاظ على الحد الأدنى من الإستقرار وضمان  وصول المواطنين إلى منازلهم بحرية تامة في كافة أنحاء لبنان .

وإن غداً لناظره قريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق