المراة القدوة والسيدة فاطمة المعصومة كنموذج واقعي - مركز الأمة الواحدة
المراة القدوة والسيدة فاطمة المعصومة كنموذج واقعي

المراة القدوة والسيدة فاطمة المعصومة كنموذج واقعي

شارك المقال

المراة كائن انساني عظيم كالرجل دون اي فرق لا بأصل الخلقة ولا بالاهداف الغائية للخلق ، اللهم سوى بالتركيبة الجسدية التي 
.تتميز عن الرجل لتحقيق التكامل والتكاثر وتنوع الادوار والوظائف

مركز الامة الواحدة- اسلاميات بقلم الشيخ توفيق علوية

وخلال خطبة الجمعة اكد الشيخ توفيق ان المراة  هي مستقلة في اصل الخلقة فلم تخلق من ضلع ادم القصير كما هو الشائع تأثرا بالاسرائيليات السامة ، فقد نفى امامنا الصادق ( ع) ذلك لمحاذير عديدة منها تضييق دائرة القدرة الالهية ونسبة العجز اليه ، ومنها موافقة هذه المقولة المنحرفة لاعتقادات من يعتقد بإباحة زواج الاخوة والاخوات من بعضهم البعض
فخلق المراة اصيل ومستقل عن خلق الرجل ، وقول الله المتعال في اول سورة النساء : { وخلق منها زوجها } يفيد الانشاء لا التبعيض ، اي ان [ من ] في { منها } هي من الانشائية لا التبعيضية كما ذكرنا في تضاعيف بعض كتبنا .
كما اود الالفات الى اننا لا نقبل بمقولة اغواء حواء لادم بالتفاحة ، لان القران تحدث عن ادم وحواء بالمثنى اي انهما معا في تحمل ما حصل معهما ، ولان مقولة كون الشجرة شجرة تفاح لم تثبت بطرقنا الخاصة ، اضافة الى امور اخرى تثبت عدم ذلك ، وانما كل هذه القضية مخترعة ممن يتوافق مع الاسرائيليات البغيضة السامة .
ودور المراة من ناحية المجموع يوازي دور الرجل من ناحية المجموع وان اختلفا من ناحية الوسائل التي تفرضها التركيبة الجسدية ، كما انه لا فرق من حيث الافضلية بالتقوى بين الرجل والمراة من ناحية الكم والكيف ، فالمراة المؤمنة التقية الخلوقة خير من الرجل المتصف باضداد هذه الصفات كما ان الرجل المتصف بهذه الصفات خير من المراة المتصفة بأضدادها .
ان تاريخنا الانساني حافل بنساء حلقن بسماء العلم والفضيلة والاخلاق وطرن بعالمي العلم والعمل بل وحظين بوسام الشهادة .
وان اعظم النساء بشكل مطلق السيدة فاطمة الزهراء عليها سلام الله ، والحديث عنها عليها السلام خارج عن نطاق خطبتنا ، واذا ما تحدثنا عمن دونها في العظمة ساعتئذ فلنترك لخيالنا ان يتصور شيئا من فضل فاطمة الزهراء عليها السلام .
انظروا الى سمية ام عمار التي استشهدت على ايدي السفيانيين الاوائل ، فقد كانت ارادتها في التوحيد قوية الى درجة انها صبرت على القتل بابشع صور القتل طلبا لوجه الله المتعال ، وقد فعلت ذلك بالرغم من انها ادركت الشهادة قبل ان تصل الى مرحلة وصول المنظومة الاسلامية الكاملة اليها ، فلم تدرك نزول كامل القران ، ولم تدرك كامل التفاصيل العقائدية وكامل نزول الشريعة ! كانت ارادتها صلبة بالرغم من عدم ادراكها الا كلمة التوحيد والشهادة بالرسالة للرسول الاعظم ( ص) !! فما بالك لو ادركت كامل القران وكامل الشريعة ؟؟!! نعم كانت في غاية الاصرار والتحمل رغم التعذيب بالرغم من تراجع الرجال الرجال وعدم تحملهم !!
ان القران تحدث عن المراة تارة بالاسماء واخرى بالصفات ، ولا مزية لصاحبة الاسم على صاحبة الصفة كما هو عليه التحقيق ، والا لكان لتكثير اسماء بعض الانبياء والمرسلين – والعياذ بالله – مزية على سيدهم رسول الله ( ص) مع ان اسمه الشريف صريحا قد ورد بصورة اقل !!
بل ان عدم ذكر الخضر ( ع) بالاسم من اهم الادلة على ان ذكر الشخص بالوصف افضل من ذكره بالاسم ، وكذا ذكر من عنده علم من الكتاب بالوصف لا بالاسم ، وهناك تحقيق لطيف لاحد المحققين حول ذلك ينبغي مراجعته .
لقد ضرب الله المتعال المراة السيئة كمثل للرجال والنساء الاشرار ، وكذا ضرب الله المتعال المرأة الصالحة كمثل للرجال والنساء الاخيار .
قال الله المتعال في القران المجيد : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (١٠)وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١١)وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ } .
المراة السيئة قد تكون نموذجا سيئا حتى للرجال وليس للنساء فحسب وينبغي عدم حذو حذوها من قبل الرجال ، والمرأة الصالحة قد تكون نموذجا صالحا حتى للرجال وينبغي عليهم حذو حذوها .
فالرجل السيء المطلوب منه قرانيا ان لا يكون خائنا للمبادئ الحقة وخائنا لتعاليم الرسالة السماوية ، وخائنا بالخيانة الشائعة كزوجتي نوح ولوط ( ع) حتى لو كان قريبا من صالحين وحتى لو لو كانت لديه عادات وتقاليد تطالبه بعدم اتباع الحق ! والرجل الصالح المطلوب منه قرانيا ان يكون صالحا ومنحازا للصلاح والحق حتى لو كان في بيئة سيئة اقتداء وتأسيا باسية بنت مزاحم زوجة فرعون ، وكذا عليه ان يكون تقيا عابدا عفيفا قانتا راكعا ساجدا تاسيا بمريم العذراء عليها السلام .
وكنموذج واقعي على المراة الصالحة القدوة لدينا السيدة فاطمة الملقبة بالمعصومة [ ١ ذو القعدة ١٧٣ هجري – ١٠ رييع الثاني ٢٠١ هجري ] .
وهي فاطمة بنت موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام .
فلجلالة موقعها ومكانتها السامية حملت القابا عديدة تدل على شرافتها وعظمتها ، والتي منها المعصومة وقد ورد هذا اللقب بحديث الامام الرضا ( ع) الذي قال : من زار المعصومة بقم كمن زارني . ومنها : كريمة اهل البيت . ومنها : اخت الرضا لانها كانت شديدة الالتصاق باخيها الامام الرضا ( ع) الى حد انها لما ودعته حينما هاجر الى طوس صعدت الى السطح ولم تنزل حتى غاب عن نظرها مع ما عانته من غصة الفراق والم الوداع . ومنها البرة ، والرشيدة ، والنقية والتقية والرضية والرضية والطاهرة والصديقة وغيرها .
ولمكانتها العظيمة كانت محورا لحديث اربعة من الائمة المعصومين ( ع) وهم ( الصادق والكاظم والرضا والجواد عليهم السلام ) .
وقد ورد ان وفدا من اهل الري وفدوا الى الامام الصادق ( ع) ، فرحب بهم الامام ( ع) اجمل ترحيب ، ثم قال : ان لله حرما وهو مكة ، وان لرسول الله حرما وهو المدينة ، وان لامير المؤمنين ( ع) حرما وهو الكوفة ، وان لنا حرما وهو بلدة قم ، وستدفن فيها امراة من اولادي تسمى فاطمة فمن زارها وجبت لها الجنة .
وقد ورد عن الامام الرضا ( ع) انه قال لسعد الاشعري القمي : يا سعد : عندكم لنا قبر ؟ قلت له : جعلت فداك . قبر فاطمة بنت موسى . قال ( ع) : نعم ، من زارها عارفا بحقها فله الجنة . وقد ورد في حديث للامام الجواد (ع) كما في كامل الزيارات : من زار قبر عمتي بقم فله الجنة .
لقد كانت فاطمة المعصومة ( ع) ممن تحمل علما ثقيلا كما في قصة اجوبتها لمسائل الشيعة وقول الامام الكاظم ( ع) بعد اطلاعه على اجوبتها : فداها ابوها . كررها ثلاث مرات .
لقد ورد ان فاطمة المعصومة ( ع) كما في قصة معروفة ؛ قدمت الى خراسان للقاء اخيها الامام الرضا (ع) مع ركب مشتمل على اخوتها وذراريهم وجمع من مريدي ال محمد (ص) ، ولما وصلت الى منطقة ساوة تعرضوا لهجوم حصلت فيه مجزرة ، فمرضت هناك ، ومن ثم انتقلت الى قم ومكثت ١٧ يوما فقط في دار موسى بن خزرج الاشعري القمي وما لبثت ان فارقت الحياة وقيل ماتت مسمومة ، وتم مواراة جسدها الشريف في نفس البقعة الموجودة فيها الان بقم المقدسة وصدق ما اخبر به الامام الصادق ( ع) .
ان اجمال ما وصل الينا من سيرة ومسيرة فاطمة المعصومة ( ع) يعطينا دروسا عديدة منها اهمية الارتباط الوثيق بالشخص العالم الرباني الموجود في بيئتنا فوجوده نعمة الهية كبرى ، وهذا درس عملي نتعلمه من ارتباط فاطمة المعصومة (ع) باخيها الامام الرضا ( ع) ، ومنها علو الهمة وتحصيل التقوى الذاتية فلا تنفع القرابة من دون تقوى وصلاح ، ومنها ان الالقاب التي ياخذها الانسان ينبغي ان تكون عملية وبعد التوصف بها لا ان تكون اعلامية فارغة جوفاء لا جوهرية فيها ، ومنها ان يكون للانسان الاهداف المثالية التي يسعى للوصول اليها ، ففاطمة المعصومة ( ع) كان هدفها لقاء الامام الرضا ( ع) المعصوم وبطبيعة الحال كان لها لياقة عظيمة تؤهلها التشرف بلقاء المعصوم ( ع) ونحن نتعلم منها ان نحمل اللياقات التي تؤهلنا للقاء المعصوم ( ع) والتشرف بنصرته والكون في عديد جنده .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق