روح البراءة من وحي سورة براءة - مركز الأمة الواحدة
روح البراءة من وحي سورة براءة

روح البراءة من وحي سورة براءة

شارك المقال

ان سورة براءة التي تبتدأ بالبراءة من اعداء الله المتعال الذين يجعلون له شركاء هي التي ترشدنا لكي تحل في كياننا الديني روح البراءة من كل ما سوى الله المتعال .

الامة الواحدة- قران

البراءة من الشرك ، والبراءة من اعداء محمد وال محمد عليهم الصلاة والسلام ، والبراءة من الظلم ، والبراءة من الحقد ، والبراءة من المعاصي ، والبراءة من الظالمين والمحتلين والغاصبين والناهبين لثروات الامة والعاملين على تجهيلها وتحويل بوصلتها الحقيقية لاستبدال العدو بالاخ والاخ بالعدو .
تلاوة سورة براءة كانت مهمة صعبة ولهذا لم يقبل الله المتعال بان يقراها شخص غير امير المؤمنين الامام علي عليه السلام ، ولهذا اعطى رسول الله ( ص) لابي بكر الامر بالعدول عن قراءة سورة براءة لصالح الامام علي ( ع) لان الله المتعال لم يرتض لابي بكر ذلك بل ارتضاها حصرا بعلي ( ع) وامر رسوله (ص) عبر جبرائيل ( ع) بذلك .

التبرئ والتولي مفهومان متلازمان لمن يريد التوصف بالاسلام الحقيقي والتشيع الحقيقي ، فقد تكون مواليا ولكنك لا تعيش البراءة من اعداء محمد وال محمد ( ص) فتكون بذلك قد تمسكت بحبال شتى ، وجعلت لك اولياء شتى ، وخلطت بين من امر الله المتعال باتباعهم ومن امر بغضهم والبراءة منهم ، ويصير حالك كحال من قال : هذا قبر سيدنا حجر رضي الله عنه الذي قتله معاوية ( لا استطيع ذكر الترضي ولو من باب الافتراض ) لانه ( اي حجر ) رفض التبري من علي رضي الله عنه .
نعم هكذا يكون حالك ، اما اذا اعلنت البراءة من اعداء محمد وال محمد (ص) فإنك الحال هذه تكون من المختصين بالفوز يوم القيامة مع اهل الجنة منجازا اليهم دون اهل النار .
فكل المسلمين - عدا النواصب والسفيانية - لهم حظ من الولاية ولو على صعيد المحبة لال محمد (ص) ولكن مشكلتهم في انهم ليس لديهم البراة من اعداء ال محمد (ص) ، مع ان الاسلام الحقيقي لا يتقوم الا بالبراءة من اعداء محمد وال محمد (ص) على نحو التحقيق والتدقيق .
فلنتامل قليلا ولو بنحو اجمالي بهذه الاية الكريمة :
{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ] .
انها تتحدث عن صفات حقيقية لحزب الله بالمعنى القراني ، وروح هذه الصفات وجوهرها البراءة والبراءة فقط !! فهؤلاء لا يوادون من حاد الله والرسول ( ص) واهل البيت الطاهرين (ع) حتى ولو كانوا من الاباء والامهات والابناء والاخوان والعشيرة !! اي ان اكثر شيء التصاقا بهم لا يعطونهم المودة ان كانوا اعداء لله ولمحمد وال محمد عليهم صلوات ربي .
واذا تحققت فيهم صفة البراءة من اعداء الله واعداء محمد وال محمد عليهم صلوات ربي فإن الايمان يثبت في قلوبهم ويرسخ بحيث يجعلهم الله المتعال محلا لتأييده وتسديده وبعدها ينالون الجنة الخالدة .
في بعض الروايات سقوطك من امتحان البراءة يتكفل به فقط وفقط ان لا تنكر ولا تنفي الواسطة بين ال سول الاعظم (ص) وبين امير المؤمنين ( ع) ، فإن اثبتت الواسطة ولم تنفها ولم تنكرها فقد سقطت بامتحان البراءة .
في بعض الاخبار ان احد العظماء ربما يهلك لان في نفسه شيئا لفلان الذي كان احد الوسائط الثلاث بزعم من يقول ذلك اعاذنا الله واياكم من الشطط والخطل  والزيغ والاشتباه .
نعم هكذا هي روح البراءة في القران المجيد ، وتجد هذا متكثرا بالقران المجيد نظير قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥١)فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (٥٢)وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (٥٣)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٥٤)إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥)وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }

بقلم 

الشيخ توفيق حسن علوية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق