السيد فادي السيد يدعو الى صناعة الحياة الرسالية من وحي المبعث النبوي الشريف - مركز الأمة الواحدة
السيد فادي السيد يدعو الى صناعة الحياة الرسالية من وحي المبعث النبوي الشريف

السيد فادي السيد يدعو الى صناعة الحياة الرسالية من وحي المبعث النبوي الشريف

شارك المقال

 


اعتبر رئيس مركز الامة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية سماحة السيد فادي السيد ان رسالة النبي صلى الله عليه وآله السماوية دحضت المعتقدات الباطلة وحاربت الخرفات التي كانت سائدة في المجتمعات خصوصا بشبه الجزيرة العربية آنذاك ، تمهيدا لتحقيق العدالة الإلهية التي جاء من اجل الانبياء والمرسلين.

وخلال كلمته الترحبية  في الندوة الفكرية الافتراضية احياء لذكرى المبعث النبوي الشريف دعا سماحته الى صناعة الحياة الرسالية من وحي المبعث النبوي الشريف لنؤكد لكل الحكام في العالم ما قاله الامام علي عليه السلام لعثمان بن عفان الناس الى عدلك أحوج منها الى قتلك.


نص الكلمة في الاسفل


اعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم


بسم اللهِ الرّحمن الرحيم ... الحمدُ للهِ ربِ العالمين وافضلُ الصلاةِ واتمُ التسليمِ على المبعوثِ رحمةً للعالمين سيدِنا ونبِّينا حبيبِ الهِ العالمين ابي القاسم محمدٍ وعلى الهِ الطيبينَ الطاهرينَ واللعنةُ الدائمةُ على اعدائِهم الى قيامِ يومِ الدين.


نتقدمُ من الحجةِ المنتظر الامامِ المهدي عجلَ اللهُ فرجَه الشريف والمراجعِ العظام والحوزاتِ الدينيةِ والعلماءِ الافاضلِ ومن الامةِ العربيةِ والاسلاميةِ بأسمى اياتِ التبريكاتِ بذكرى المبعث النبوي الشريف


اصحابُ السماحةِ والفضيلةِ والاستاذةُ الكرام والحضورُ العزيز السلامُ عليكم ورحمةٌ من اللهِ وبركاته


نرحبُ بحضورِكم الكريم في هذا المؤتمر الحواري المبارك تحتَ عنوان 'المبعث النبوي الشريف وتجلي الرحمة الالهية'


يقول الله في محكم كتابه


( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) 


المبعث هو الانقياد لمقتضيات البعثة موجبة للجمع بين الدنيا والاخرة من قال ان البعثة للاخرة فقط وهذا الدين للاخرة فقط فالنبي اول ما بعث قال ان جئتكم بعز الدنيا وشرف الاخرة وهذه روية نقلها ابن الجوزة في الموضوعات الجزء الاول صفحة مئة وواحد وسبعين ((قال رسول الله: ان الله بعثني رسولا الى خلقه فأتيت قريش فقلت لهم يا معاشر قريش إني قد جئتكم بعز الدنيا وشرف الاخرة)) 


لذلك الانسان يستطيع في هذا المورد ان يجمع الدنيا والاخرة .... فكرة ان الدين فقط للاخرة وانه مزرعة للاخرة وان الاعمال فقط للاخرة هذا ليس بصحيح ...انت تستيطع ان تحصل على السلطة والمال والجاه ببركة الدين المحمد الاصيل لان النبي الاكرم صلوات الله عليه وعلى اله اراد من خلال ذلك ان يجسد الرحمة الالهية لجميع البشر لذلك البعثة تفيد الانسان الذي يستطيع من خلالها ان يحصل على الدنيا والاخرة معا 


لكن لهذا الامر عدة شروط 


الشرط الاول والاساس هو تحكيم مناهج الانبياء والمرسلين واهل البيت عليهم السلام خصوصا نهج النبي محمد صلى الله عليه واله للاستفادة من هذا الامر لانه مع عدم تحكيم هذه المناهج ستؤدى الى عواقب وخيمة على نفس الانسان وحياته في الدنيا قبل الاخرة لذلك ارتفاع نسبة الانحراف الاخلاقي والديني سببه الاساس الابتعاد عن مناهج الانبياء والاوصياء.


اذا المشكلة ليست مشكلة افراد وانما المشكلة هي مشكلة منهجيات ..... واحدة من تلك المشاكل الاساسية يأتي البعض ليقول لماذا تتحدث عن التاريخ ونحن في الحاضر لنترك المضى ونمضي الى الحاضر دون العودة الى التاريخ ... هذا الاعتراض ليس بمحله لان المنهج التاريخي اسس للحاضر لذلك عليك الغاء الاخطاء التي وقعت في الماضي لتلافي تكرارها في الحاضر من اجل ان يتقدم الانسان في الحياة الدنيا ويتعلم من اخطاء الماضي ليتطور ولولا ذلك سيمضي حياته في الجهالة. لذلك علينا الغاء المنهجيات السقيمة في التاريخ لنعزز المنهجيات الصحيحة.


ثانيا لكي يجمع الانسان بين الدنيا والاخرة عليه ان يهمل الدنيا في قلبه وان يسعى في الدنيا وهذا لا يتعارض مع السعي وفقا لقول الامام علي عليه السلام عن الدنيا ((وَمَنْ سَاعَاهَا فَاتَتْهُ وَمَنْ قَعَدَ عَنْهَا وَاتَتْهُ وَمَنْ أَبْصَرَ بِهَا بَصَّرَتْهُ وَمَنْ أَبْصَرَ إِلَيْهَا أَعْمَتْهُ)) لذلك يجب ان نختار الاسلم للجمع بين الدنيا والاخرة والكلام الذي يتحدث عن ان الدنيا ليس لك والاخرة فقط لك ليس بصحيح وغير سليم لماذا واجه الانبياء والمرسلين الحكام الظالمين والحكومات الجائرة لكي يحقوقون العدالة الانسانية للبشرية من اجل تأمين حكام عادلين وحكومات عادلة تكون في خدمة البشر ... الدنيا هي عالم وجودي له قيمته الحقيقة لذلك يجب عليك ان تقوم بوظيفتك في هذه الدنيا طالما انت على قيد الحياة عبر تحقيق العدل وادخال السرور على الناس وتأمين الرزق لهم وازالة الموانع عن الجريمة والقتل والسرقة والاحتكار وهذا الامر لن يتحقيق الا في ظل الحكومات العادلة.


فرسالة النبي صلى الله عليه وآله السماوية دحضت المعتقدات الباطلة وحاربت الخرفات التي كانت سائدة في المجتمعات خصوصا بشبه الجزيرة العربية آنذاك. ، تمهيدا لتحقيق العدالة الإلهية التي جاء من اجل الانبياء والمرسلين. 


لذلك ندعو الى صناعة الحياة الرسالية من وحي المبعث النبوي الشريف ونقول لكل الحكام في العالم ما قاله امير المؤمنين الامام علي عليه السلام لعثمان بن عفان الناس الى عدلك احوج منها الى قتلك.


فالمطلوب ايها الاحبة استبدال الحكومات الظالمة بالحكومات العادلة قدر الامكان وكل حاكم اذا ترك الظلم والفساد والتحق بهذا المنهج لن يسلب منه ملكه 

 

لذلك نخاطب في هذا المؤتمر الحكام في الدول العربية والاسلامية الناس احوج الى عدلكم ورحمتكم والى عدم فسادكم وعدم سرقتكم وعدم تبعيتكم للاستكبار من عزلكم وقتلكم فالكثير من الحكام يخشون العزل جراء تبعيتهم للاستكبار يذهبون باموال الشعوب المسروقة الى الخارج ويستخدمون اجهزة امنية طويلة عريضة لتحقيق امنهم الخاص لانهم يخشون اللحظة التي ياتي فيها الامر من اسيادهم  باستبدالهم بحاكم اخرين لكن في نهاية المطاف اذا وقعت الواقعة نجد هؤلاء الحكام عندما يرحلون حتى الامن الخاص لن يدافع عنهم ولن يستفيدوا حتى من الاموال الطائلة التي هربوها الى الخارج لان الاميركي سيطر عليها فمن الاساس افتحوا علاقات مع الناس وابنو الجسور مع الشعوب لانها الوحيدة التي يمكنها ان تحمي حكامها.


لماذا الحكام يدركون جيدا بانهم غير مقبولين شعبيا لانهم لايتجروأن على العمل ضد اميركا ولايستطيعون اعلان العداء للكيان الصهيوني لان اي دولة تعلن العداء للاحتلال الاسرائيلي يتزلزل حكمها من الداخل وتخرب ويحارب اقتصادها في كل العالم والشواهد كثيرة في هذا الشأن الاستكبار والاحتلال رسخ قاعدة عامة بهذا الخصوص لذلك هؤلاء الحكام دورهم الاساس هو الحرص على المصالح الاميركية في بلادهم ويبحثون عن امن الاحتلال الاسرائيلي قبل الحفاظ على مصالح وامن شعوبهم طبعا هنا ستكون العواقب وخيمة على هؤلاء الحكام لانهم لايتمتعون بالشرعية الشعبية. 


















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق