السيد فادي السيد: الامام الحسن(ع) الشخص الوحيد الذي رسخ الديمقراطية الحقيقة في العالم - مركز الأمة الواحدة
السيد فادي السيد: الامام الحسن(ع) الشخص الوحيد الذي رسخ الديمقراطية الحقيقة  في العالم

السيد فادي السيد: الامام الحسن(ع) الشخص الوحيد الذي رسخ الديمقراطية الحقيقة في العالم

شارك المقال









بسم اللهِ الرّحمن الرحيم ... الحمدُ للهِ ربِ العالمين وافضلُ الصلاةِ واتمُ التسليمِ على المبعوثِ رحمةً للعالمين سيدِنا ونبِّينا حبيبِ الهِ العالمين ابي القاسم محمدٍ وعلى الهِ الطيبينَ الطاهرينَ واللعنةُ الدائمةُ على اعدائِهم الى قيامِ يومِ الدين.

نتقدمُ من الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف ومن المراجع العظام والحوازات الدينية والعلماء الافاضل ومن الامةِ العربيةِ والاسلاميةِ بأسمى اياتِ التبريكاتِ بذكرى ولادة الامام الحسن بن علي المجتبى ارواحنا لمقدمه الفداء نسال الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا في الدنيا زيارته وفي الاخرة شفاعته.
 
اصحابُ السماحةِ والفضيلةِ والاستاذةُ الكرام والحضورُ العزيز السلامُ عليكم ورحمةٌ من اللهِ وبركاته

نرحبُ بحضورِكم الكريم في هذه الندوة المباركة تحتَ عنوان 

'دور الامام الحسن المفصلي في الحياة الاسلامية'

يقول اللهُ في محكمِ ِكتابِهِ

إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ 

في حديث للرسول الاكرم صلى الله عليه وعلى اله ان قال : ”الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا“.

يظهر لنا في خلال هذا الحديث والاية المباركة ان كل تصرفات وافعال الامام الحسن عليه السلام هي افعال الهية وان كل تصرفات وافعال الامام الحسين عليه السلام تصرفات الهية فالامام الحسن المجتبى فيه كل الصفات المهمة لكن لضيق الوقت لايسعنا ان نتحدث عن هذا الامر وانما في هذه المقام اريد ان اتطرق لشخصية الامام من خلال ثلاث نقاط

النقطة الاولى: ان كل من واكب الامام الحسن عليه السلام يقر بان الامام  كان لديه شخصية جامعة لهيبة وسيماء الملوك وصفات الانبياء ووقار الأوصياء وهذا النوع من الشخصيات لاتتوفر سوى باهل البيت عليهم السلام والتصور الذي صوره اعداء الدين واعداء الامام مخالف للحقيقة والواقع لان الامام سلام الله عليه كان اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله فكان عليه السلام حليما، ورعاً، فاضلاً، سيداً، كريماً، ذا سكينة ووقار وحشمة، جواداً ممدوحاً ، وقيل له عليه السلام  فيك عظمة ، قال عليه السلام في عزة «ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين» (المنافقون:8)

وهذا يتطلب ان نصنع الشخصية القيادية في الامة من خلال الاية الكريمة اولا (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) 

ومن خلال الدعاء ثانيا فورد في دعاء الافتتاح ان (( اللّهُمَّ إنّا نَرغَبُ إلَيكَ في دَولَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الإِسلامَ وأهلَهُ وتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وأهلَهُ وتَجعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إلى طاعَتِكَ وَالقادَةِ إلى سَبيلِكَ)) وهذا يحث على اهمية صناعة القادة والنخب في مجتمعاتنا

فاهم الدروس والعبر التي يمكن ان نتعلمها من الامام الحسن عليه السلام هي صناعة الشخصية الفردية القوية والقيادية فكان لديه شخصية قوية جامعة للصفات العالية.

ونلاحظ ذلك من خلال صفات الامام الحسن عليه السلام كما ورد في بعض الروايات بانه عليه السلام كان عليه هيبة الملوك وصفات الانبياء وهذه لم نجدها باي حاكم في التاريخ عدا اهل البيت عليهم السلام وهذا باعتراف كل من عاصر الامام.

كان يجمع بين هيبة السلاطين وصفات الانبياء والمرسلين وبالعكس بالنسبة للملوك والسلاطين يوجد البعض منهم صالحين وغير شجعان والبعض الاخر منهم ظالمون وحمقاء بافعالهم وشخصياتهم لكن الامام فعله وقوله فعل الهية كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم،الذي قال في حقّ الإمام الحسن عليه السلام: 'هو سيّد شباب أهل الجنّة، وحجّة الله على الأمّة، أمره أمري، وقوله قولي، من تبعه فإنّه منّي، ومن عصاه فإنّه ليس منّي...'.

النقطة الثانية: يظهر من خلال قول الرسول صلى الله عليه واله ان”الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا“ ان هناك فرق كبير بين المزاج الشعبي وقرارات القائد وهناك أمر مهم قد يصوب المزاج الشعبي قرارات الحاكم وهذا امر جيد لكنه نادر جدا خصوصا في ظل الائمة المعصومين

وفي عهد الامام الحسن عليه السلام برز بشكل واضح المزاج الشعبي  المتقلب والممزوج بالنفاق والخداع والمخالف لقرارات القائد والذي ادى الى اضعاف موقف الامة امام معاوية والدليل على ذلك ان من اعترض على صلح الامام الحسن عليه السلام مع معاوية هم انفسهم خذلوا الامام وانتقدوا الامام بشدة حتى وصل الامر ببعضهم ان يخاطب الامام سلام الله عليه السلام عليك يا مذل المؤمنين ولو ان هؤلاء اطاعوا الامام عليه السلام وعرفوا حق قدره ومقامه وحكمته ومن قبله ايضا الامام علي  عليه السلام لجعل هذا الامر تحولا في العالم الاسلامي في صراع الحق ضد الباطل.

واليوم في حياتنا نجد الامر نفسه ..... ما اكثر المتخاذلين ، وما اكثر المنفاقين ، والمخادعين وهذا السوس ينخر كاهل الامة والنماذج كثيرة على هذا الامر مثلا اليوم في لبنان هناك استحقاق انتخابي يضع الشعب امام مسؤولية شرعية وقانونية لانتخاب ممثلين له في البرلمان ليس على قاعدة الحسابات  الشخصية الضيقة وانما المعاير الذي يجب ان ياخذ في هذا الامر هو مصلحة الامة بالدرجة الاولى لان الامة تقف امام تحديات خطيرة ومهمة وعلى الشعب ان ياخذ قراراته المصيرية لاختيار الامين والصادق والمخلص حتى ولو نسبيا ليكون في خدمة الامة وليس المنافق والسارق والمخادع الذي يزيد من حجم الازمات جراء حجم التامر على الامة وعلى شعوبها ويفتح البازر السياسي ليبيع قضايا الامة بثمن بخس. 

اما النقطة الثالثة فهي ان الامام الحسن علمنا من عمق التاريخ ان على الامة ان تتحمل المسؤولية 

ومن خلال خطوته علم الامة درسا كيف تتحمل الشعوب مسؤولية قراراتها وسرعان ما تظهر الاثار السلبية لعدو الامام.

فالامام الحسن ايها الاحبة هو اول رجل في التاريخ بعد الامام علي عليهما السلام ترك الشعوب تتحمل مسؤولية قراراتها وخصوصا المصيرية منها لكي تتعلم الدروس والعبر 

تريدون الجهاد عليكم تهيئة الظروف لذلك ترفضون خفض الرواتب عليكم ان تنشطوا في المجال الاقتصادي والزراعي والتجاري والصناعي في سبيل انقاذ الامة من ازماتها المالية والاقتصادية كما يفعل اليوم الشعب الايراني العزيز على مدى اكثر من اربعين عام والمزاج الشعبي يتناغم بشكل كبير مع القيادة الحكيمة والرشيدة والقيادة اصبحت ايضا تعتمد بشكل كبير على المزاج الشعبي في الخيارات الصعبة والمصيرية حتى وصل بالمزاج الشعبي ليكون الحصن الحصين للجمهورية الاسلامية في ايران من اي تهديدات تأتي عليها من قبل اعداء الامة والدين ووجدنا بان الارادة الشعبية لن تنكسر مهما بلغت التحديات والصعوبات وستنتصر عليها ولو بعد حين لذلك علينا ان نقرأ نموذج الجمهورية الاسلامية في ايران بتعمن لندرك مكامن الضعف والهوان الذي تعاني منه الامة العربية والاسلامة خصوصا ان الاستكبار يحرص على تفتيت الامة وشرذمتها لتستمر في جهلها وتبقى الانظمة تحت ترزح تحت وطاة الاستعمار للحفاظ على مصالحه في المنطقة وتترجم ذلك بقمع شعوبها وتحرمها من الحقوق والحريات كما يجري في الكثير من الدول العربية والاسلامية فعلى الشعوب ان تنهض من اجل حريتها في اختيار قائدها ولاتترك الامر للتدخلات الخارجية لان هذا الامر هو عين الاهانة لهذه الشعوب فاعادة الكرامة والحرية تنطلق من خلال اختيار من يحكمها ويؤمن مصالحها وليس مصالح الغرب وفي الخطوة الثانية ان تتناغم هذه الشعوب مزاجيا مع قائدها لتتمكن من مواجهة كافة التحديات ولتمكن القائد من الاعتماد عليها كما يحدث اليوم في ايران الاسلام



 














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق