ندوة فكرية بذكرى حلول شهر رمضان المبارك تحت عنوان "شهر رمضان مضمار الاستثمار" - مركز الأمة الواحدة
ندوة فكرية بذكرى حلول شهر رمضان المبارك تحت عنوان "شهر رمضان مضمار الاستثمار"

ندوة فكرية بذكرى حلول شهر رمضان المبارك تحت عنوان "شهر رمضان مضمار الاستثمار"

شارك المقال



نظم مركز الأمة الواحدة للدراسات الفكرية الاستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدوليّة والعتبة الرضوية المقدسة ندوةً فكريّة تحت عنوان "شهر رمضان مضمار الاستثمار" وذلك مساء يوم الأحد ٣ آبريل ٢٠٢٢ بحضور نخبة من العلماء والشخصيات الإسلاميّة والثقافية من العالمين العربي والإسلامي، وأدراتها الاعلاميّة الأستاذة أوجينا دهيني.


بدايةً مع كلمة رئيس مركز الأمّة الواحدة السّيّد للدراسات الفكرية والاستراتيجية فادي السيّد والتي اكد فيها على أن فلسفة الصوم لا تتحقق الا بتهذيب الروح وسائر الجوارح معتبرا ان فهم الصوم يتطلب فهمًا يحقق سلامة القلب والضمير والبصيرة. وتابع سماحته بأن العناية بالقرآن الكريم والتدبر بآياته يحيّ الروح والقلب فلا يكون الإنسان أسيرًا للطعام ، فالجوع يروض الروح ويقرب الإنسان من مقام أهل السير والعرفان. السيد أردف بأن الصوم عبادة تحرر الإنسان من حالة العبودية والبهيمية وينقله إلى حالة القرب والرضا.


بدوره قال رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين في لبنان، الشيخ غازي حنينة، بأن القرأن الكريم هو المعجزة الخالدة التي شرّف وكرّم الله بها الإنسانية، ويتعين بالتالي علينا أن نستنير بنور القرآن كي نبلغ مراتب الملائكة وتصفو أنفسنا وتنفتح بصائرنا فهو مشعل هداية ومنهج أخلاقي تربوي محمدي. الشيخ حنينة لفت إلى أن التمسك والاعتزاز بالقرآن يحفظ الأمة من الفساد والانحراف سيما في هذا الزمن، مؤكدًا على أن القرآن سيّد الدساتير الذي أوصى الرسول باعتباره أحد الثقلين وضمان النصر والعزّة والظفر. واعتبر بأن الالتزام بسلوكيات القرآن وهديه سبيلًا لتحصين المجتمع وفوزه.


الشيخ الدكتور محمد صالح الموعد، الناطق الرسمي باسم مجلس علماء فلسطين بارك العمليات الفدائية النوعيّة التي شهدتها فلسطين والتي أسقطت آمال المطبعين الخونة ، وأضاف بأن هؤلاء يتأمرون على القرآن والإسلام بما يقومون به من محاولات لتغريب القرآن. الموعد اشار إلى أن أبواب المغفرة والرحمة مفتوحة لصقل النفوس ، وأثنى على تضافر الجهود وعلى النموذج التكافلي الذي قدمته المقاومة في لبنان في خضم ما تشهده السّاحة من أزمات. وحثّ الموعد على ضرورة أن يحسن الصائمون استثمار هذه المحطة بفهم وتحديد الهدف الذي يقربهم من الله. الموعد لفت إلى أن يكون الإقبال على الله وتجديد التوبة ومحاسبة النفس والاقلاع عن المحرمات لا بد أن يكون على درجة متقدمة من الخشوع. ونوّه بأن شهر رمضان هو شهر الإقبال على الجهاد والعطاء والجود والانفاق والايثار والتكافل،  وهو شهر وحدة الصف ومواجهة الكيان الصهيوني المؤقت والمطبعين الخونة الذين باعوا المقدسات.


ايزابيل سمية بريل، نائب الرئيس السابق للسلطة التنفيذية لمسلمي بلجيكا قالت إن الصوم يصلح جسد الإنسان خاصة في هذه الأيام حيث تتسبب الأنماط الغذائية غير المنظمة بأمراض خطيرة. وعددت أنواع الصوم التي تقوي مناعة الجسد وتنظفه من السموم وتخلصه من القلق والكآبة، واستطردت بريل في شرح فوائد الصوم في محاربة السرطان كما تؤكد أحدث المراكز الصحية المتقدمة حول العالم. وختمت بأن توصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالصوم يؤكد أهمية هذه العبادة في مساعدة الإنسان على تحقيق هدفه التكاملي على الأرض. 


ومن الحجاز، أشار الشيخ عبد العزيز الشريف إلى أن الصيام مظهر من مظاهر وحدة المسلمين ومحطة إعداد وتدريب على الصبر والتحمل طمعًا بالآجر والثواب. ونوّه الشّريف إلى ضرورة الرفق بالآخرين وحسن الظّن بهم والسعي بالنصيحة والتوجيه والكلمة الطيبة. 


من الأردن، أشار الشيخ مصطفى أبو رمان إلى تعظيم حرمات الله في الأيام الرمضانية المعدودات تتحقق بالهداية وتهذيب القلوب والشكر والتوجه إلى مقام القرب الإلهي وطرد الشياطين والتخلق بأخلاق الصيام والقيام. وتابع بأن هذا الاستثمار يجب أن يكون على نحو عام يعزز الوحدة والمودة بين أبناء الأمة الواحدة.


الأب الدكتور حنّا اسكندر، عميد كلية الدراسات الشرق اوسطية في جامعة سليمان الدوليّة وأستاذ التاريخ واللغات القديمة أكدّ على أن الصيام يحرر الروح من أغلال الشهوات والراحة الدنيويّة المادية ويطوّعها. وأضاف بأن هذه العبادة تعزز لدى الإنسان حسّ التكافل والشعور بالآخر.


من البحرين، أكد الشاعر سلمان عبد الحسين على أهمية تحصين المجتمع وتفعيل حالة الوعي وترسيخ المفاهيم، وهي مسؤولية واجبة وحساسة على كاهل الفاعلين في الساحة الثقافية والعقائدية في خضم التيارات المعادية للأدب الملتزم والتي تسخر أطروحات وأدوات دعائية هائلة عبر المنصات الإعلامية وغيرها. ونوّه إلى أن هناك جهات مناوئة للفكر الإسلامي الأصيل، تمتلك مقومات هدفها الرئيس تمييع العقيدة والحطّ بها واستمالة طاقاتنا الإبداعية، وبالتالي فهذا يتطلب التصدي الممنهج وتشكيل كوادر مختصة ملتزمة ومخلصة اذ أن حجم الاجتهاد خطير ومرهق جدًا. 


الشيخ حيدر المهاجر، من بلجيكا، أوضح بأن الصوم يزكي البدن والروح ويحرر الإنسان في سبيل الرقي الإلهي، كما كان خاتم الانبياء (ص). وتابع بأن الصوم يعين على مجابهة الظالمين وأهل الباطل وحزب الشيطان والمتثمل اليوم بالولايات المتحدة، وبالتالي فإن من يعادي هذا التيار وينصر أهل اليمن وكل المظلومين حول العالم يحققون الصوم الحقيقي وشرائطه سيما شرط الالتزام بخط الحق خط الأنبياء والمرسلين.


عضو تجمع العلماء المسلمين، الشيخ توفيق علوية لفت إلى أن الصوم عبادة فاعِلِية كما عبر الفقهاء، فلا بد أن تكون كل العبادات بفاعلية أكبر، فالصوم يهندس عبادة الإنسان وعمله وسائر نشاطاته بطريقة جدوائية أكثر، فلا يجوز أن يترافق الصيام مع الكسل والتعب والتقوقع بل مع القيام والاخلاص. واستطرد علوية بأن رفض السياسات والاملاءات الأمريكية ونصرة الشعوب المظلومة من شرائط تحقق جهاد الصوم. 


في الختام، ألقت الإعلامية سندس الأسعد توصيات مركز الأمة الواحدة مؤكدةً على أن شهر رمضان محطة عظيمة من محطات التزود بالإيمان والتحرر من العداوة والبغضاء والشحناء. وأضافت بأن الصوم فريضةٌ جعلت من الإنسان مَلكًا كُلّما ازداد في تهذيب روحه وكان عاملًا بكلِّ شرائط الصوم كُلّما ارتقى واقترب إلى الله.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق