نبذة من سيرة الامام الكاظم (ع) باب الحوائج الى الله - مركز الأمة الواحدة
 نبذة من سيرة الامام الكاظم (ع) باب الحوائج الى الله

نبذة من سيرة الامام الكاظم (ع) باب الحوائج الى الله

شارك المقال

 


نعزي مولانا الحجة بن الحسن عج والامة الاسلامية، باستشهاد الامام المظلوم الصابر، الذي قضى اكثر من عشرين سنة، نزيل السجون منتقلاً من سجن اظلم الى سجن اظلم حتى قضوا عليه 

بالسّم ورموا جنازته على الجسر ببغداد ونادوا عليه بأبشع نداء

ولم يكتفوا بقتله، شردوا اولاده 

فقتل من قتل ، وسبّي من سبي وجرى القضاء لهم بما يرجى

قتلوهم تحت كلّ حجر ومدر

حتى لا يُبقوا لبيت ابي طالب من باقية، فهذا الامام المظلوم كان هذا الحكم الجائر نصيبه،

حتى عاصر اربعة من خلفاء حكام العباسيين منهم المنصور الدوانيقي وهارون الرشيد، الذي إتّبع سياسة تضييق الخناق على العلويين وبصفة خاصة الامام (ع)

فأتسمت تحركاتهم بالكتمان والسرّية ، ومع هذا إستطاع الامام توجيه أتباعه ومُريديه

وفق المنهج العقائدي، بعدم التعامل مع السلطة الحاكمة،

بسبب عدم شريعتها، ورغم كل الحصار والتضييق، فانّ الامام الكاظم (ع) لم يتوانى عن القيام بتكليفه الديني، بالسعي نحو بيان تعاليم الله تعالى ، ونشر علوم ال

محمد (ص) بين الناس، على قدر إستطاعته،

بما جاء به جدّه نبي الرحمة ليُخرج الناس من ظلمات الجهل الى نور الهداية والايمان،

فكان مُتصفاً بصفات الله تعالى حتى برزت كل تجليات رحمة الله ورأفته في ملأمح شخصيته المباركة فكان نوراً بين الناس

رؤوفاً رحيماً عطوفاً، 

وهذه الصفات الجمالية منسوبة لله تعالى، وجرى عليها الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام

فكانوا مثالاً للرافة والرحمة

حتى على أعدائهم،

وهذا ما لاحظناه في رسالته لهارون الرشيد من داخل السجن،

مُعبراً فيها عن مدى إنقطاعه لله الواحد الاحد، وعن تسليمه لأمر الله، فالأمام كان السجن بالنسبة له، جنة لأن ذاك محل للتفرغ للعبادة والدعاء،

فكان يصلي صلاة الصبح ويبقى ساجدا حتى وقت صلاة الظهر 

ولذا لقب بحليف السجدة الطويلة

فرسالة الامام لهارون الرشيد تحمل في طياتها معاني عظيمة 

ترمز الى ابعاد عقائدية وفلسفية

واخلاقية، بما فيها من دروس توجيهية ،

وهذا يدلل على أوج الرحمة التي كان يتحلى بها الامام ويطبقها حتى مع أعدائه،


من جملة ما جاء في رسالته لهارون:

{وأعلم يا هارون أنه لا ينقضي

عني يوم في البلاء، إلا انقض عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقضي جميعا الى يومٍ ليس له إنقضاء، يخسر فيه المبطلون}


ومن جانب سيرته الاجتماعية أنه كان يعمل على معالجة، كل المشاكل التي كانت تتوق بالمجتمع من حوله، بالحنكة والذكاء، فكان يُوجه كل واحدٍبما يراه من مصلحة للأسلام،

فمن توجيهاته:

لصفوان الجمّال، الذي كان يُؤجر جماله لهارون الرشيد، وذلك: 

ما رواه الكشّي؛ في كتابه قال:

دخلتُ على الامام الكاظم فقال: 

يا صفوان كلّ شيء فيك حسن جميل، ماخلا شيئا واحداً، قلتُ فداك سيدي ما هو ؟

قال: إكراؤك جمالك، من هذا الرجل يقصد هارون،

قلتُ والله ياسيدي ما اكريته اشراًولا بطراً ولكن فقط لهذا الطريق ، يعني للاستفادة، 

فقال: له الامام

الا تُحب بقاءهم حتى يخرج قلتُ:

بلى ، فقال: فمن أحبّ ابقائهم

فهو منهم؛ ومن كان منهم فهو في النار، فبذلك كان ردعاً لصفوان على ما كان يفعله؛

وهنا كان الامام حاسماً مع صفوان الجمال، في ترك عمله، من خلال الايحاء بأنّ القضية ليست قضية، عمل فحسب؛

بل القضية النفسية التي يعيشها

صفوان في الرغبة في بقائهم، حتى تخرج إليه اُجرته،

اي انّ صفوان في بعض الاحيان يصل به الامر الى التعاطف مع أوضاعهم العامة بشكل غير مباشر

وقد تكون هذه الاوضاع، شاملة للظلم والعدوان وارتكاب المحرمات

وعليه يمكن القول؛

انّ صفوان لايتصل بالقضايا العامة للمسلمين اي لم يكن هناك ضرر من خروجه ومن عمله لهم ،

إلا انّ الامام أستثنى علي بن يقطين وزير لهارون كان يمعل في بلاط الحكم العباسي؛

كان وزيرا له بأمرٍ من الامام 

وهذا الامر من الامام جاء وُفق ما تقضيه المصلحة الاسلامية،

إذ وجد الامام (ع) في شخصية علي بن يقطين، الشخصية المخلصة والمُتفانية، لخدمة أهل البيت (ع)

ومواليهم ودفع الأذى والضرر عنهم قدر الامكان،

لذا عندما استشاره علي بن يقطين، في العمل مع السلطة بتركه لهم،

قال: له الامام لاتترك إبقى على ما أنت عليه، ولم يأذن له بذلك؛

قائلا: له لاتفعل؛

فإنّ لنا بك اُنساً ولأخوانك بك عزاً

وعسى ان يجبر  الله بك كسرا

ويكسر بك نائرة المخالفين عن اوليائه؛ يا علي كفارة أعمالكم الاحسان إلى إخوانكم؛

وهذه دروس توجهية لنا من الامام، يا علي ،

إضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثا:

إضمن لي بان لاتلقي احد من اوليائنا إلا قضيت حاجته وأكرمته، وأضمن لك ان لا يظلك سقف سجنٍ ابدا؛

وان لايدخل بيتك فقر ابدا، يا علي من سرّ مؤمنا فبالله بدأ والنبي، ثنى،وبنا ثلث، 

وعلي كان يُمثل مركز قوة في السلطة،

وكان الامام الكاظم (ع) يرى فيه ضمانة كبيرة لدفع الظلم عن اولياء الله وحماية أموالهم وانفسهم، حيث أصبح وجوده ضرورياً، ولذلك لم يرضى له الامام بالاستقالة، بل فرض عليه البقاء بالشروط الشرعية، 

التي تتمثل في السير في هذا الخط، 

فنفهم من إبقاء الامام لعلي بالسلطة، فذلك يؤكد لنا على إختيار بعض الشخصيات الموثوقة التي تمتلك الكفاءة

والامانة الدينية، للدخول في مراكز النفوذ الرسمية،

في الدولة من اجل المصالح الاسلامية العليا على مستوى حماية الاسلام والمسلمين لان وجودها في هذه المواقع يفظ الكثير من الاوضاع والمواقف ويحقق الاهداف التي تصّب في المصلحة الاسلامية،

على كافة الاصعدة،

فالامام (ع) عمل جاهدا بقدر ما أتيح له من فرصة بالسعي نحو 

تنفيذ حكم العدالة الالهية وهدّي الناس وإرشادهم، وتوجيههم نحو المسار الصحيح الذي يُرضي الله عزّ وجل،

ولذا هذا المشروع الالهي الذي سعى الامام لتاسيسه ،

أضرّ بعدوه ولذا قام بابشع عمل لم يسبق له نظير محاولا التخلص منه بهذه الطريقة فاقدم على تنفيذ أفظع جريمة في الاسلام فاغتال حفيد رسول الله ،

عن طريق شاهك السنّدي اللعين

الذي كان شديد القساوة على الامام بسبب شدة بغضه لال بيت رسول الله (ص)

فهذا اللعين مارس ابشع انواع التعذيب مع إمامكم الذي فدى شيعته بسجنه، 

فضيّق عليه السجن وقيّده بسلاسل الحديد، ولم للامام منفس يتنفس منه براحته،

فكان يشتم إمامكم وينهال عليه بالضرب كلما راَه،

واقدم على قتله بامر من هارون بوضع السم للامام، فناول الامام حبات من الرطب واجبره على اكله، فاكل منه الامام وادى ذلك الى استشهاده، وحده في مطامير السجون وحلق القيود، يعاني ألم الُسّم بنفسه وحيدا، غريباً ، مظلوماً، وفاضت روحه الى جوار ربّه ، شهيدا محتسبا،

فسلام عليك مولاي ياباب الحوائج يا موسى بن جعفر يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً،

خادمة اهل البيت

هدى الموسوي 🏴

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق