سيرة أم البنين (ع) - مركز الأمة الواحدة
سيرة أم البنين (ع)

سيرة أم البنين (ع)

شارك المقال

 


يقول : الصادق (ع) إحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ~


إنّ إحياء ذكرى أم البنين هو إحياء للسيرة الحسينية ، لان هذه المرأة العظيمة ، كان لها الدور الكبير في تجسيد الرزايا الكربلائية الولائية،

من حيث ما قدمته من تضحيات جسيمة في سبيل الله 

وفي سبيل إعلان كلمة الحق ،

التي ركزها الامام الحسين (ع)

في كربلاء لكي يستقيم دين جده المصطفى (ص) 

من هي أم البنين ؟

ولماذا أخذت حيزاً كبيراً عند أئمة الهدى ، حتى ملكت قلوبهم ،ونالت وسام شرفٍ عظيم عند الله تعالى،

فأصبحت باباً الى الله يتوسل بها كل الناس ، كيف أخذت هذه المكانة ، ولماذا تعلق بها أهل البيت دون غيرها ؟

حتى فُند لها زيارة ، وشهدوا بفضلها وعظمتها ، أهل البيت(ع)

الجواب : لأنها كانت تحمل صفات عالية ،في السماحة وطيب النفس والرقّي الاخلاقي والالتزام 

الديني ، ممّا جعلها ترتقي في سلم الكمال واول بروز لتلك الصفات الحميدة ، عند زواجها من علي (ع) جاءت الى بيته تطرق الباب  ؛

وتقول : هل تقبلوني خادمة عندكم ؟

أنا لستُ بدلأً عن أمكما فاطمة والله نساء الدنيا كلّها لا تساوي 

مقدار أنمُلة من فاطمة الزهراء

جئتُ خادمة لكم ،

قالوا: البيت بيتُك اُدخلي الصفة الثانية ؛ التي برزت منها ،

من أول يوم قالت: يا علي لا تناديني بإسمي ، قال: لماذا ؟

هذا الاسم يُذكرني بفاطمة الزهراء  ، قالت ؛ حتى لا يتأذيا

الحسن والحسين (ع) وليلة زفافها اَثرت الحسنان على ليلتها لانهما كانا مريضان ، أخذت تُلاطف القول معهما وتلقي إليهما طيب الكلام ما يأخذ بجوامع القلوب ، فكانت تحن عليهم حنان الام على اولادها ،

فهذه السيدة الجليلة التي حباها الله تعالى ، إرثاً أصيلاً في الشرف والسيادة والرفعة والمكانة ، فهي فاطمة بنت حزام الكلابية  ،

التي اختارها أمير المؤمنين (ع) 

زوجة لتلد غلاماً ينصر ولده الحسين بكربلاء ، 

لان قومها عُرفوا بالشجاعة والفروسية من أشجع العرب ،

فأمير المؤمنين (ع) كان يعّد أم البنين إعداداً،رسالياً وفكرياً ،

لتسليم مهام الرسالة ، وأم البنين قامت بدورها الريادي في كشف الانحراف الحاصل بعد ثورة الطف ،كما أنها أصبحت القدوة المثالية للنساء والرجال،

على حدٍ سواء ، لِما قدمته من تفان ٍ وإخلاص في سبيل الدعوة الاسلامية ، ولما قدمته من نصيحة وإخلاص ، لقد كانت تكّن في نفسها من المودة والحب للحسن والحسين عليهما السلام ،

ما لا تكنّه لاولادها ، 

اللذين كانوا ملىء العين في كمالهم وأدابهم ، هذا النموذج من شخصية ام البنين ينبغي ان نسلط الضوء عليه ،

ونسأل أنفسنا هل يوجد إمراة مثالية من نوعها ، على وجه التاريخ ، من حيث تفانيها وحبها وإخلاصها للامامة ،

حتى أنها بدورها كزوجة تناست  نفسها امام الخط الولائي الحسيني ، ايّ زوجة تُربي أولادها خداماً لاولاد زوجها ، وتُفضل اولاد زوجها على أولادها الى درجة ، انها قالت : يا علي ليلة لي وليلة لاولادك ، ولم تقبل ان يناديها إلا بكنيتها إحتراماً لمشاعرهم ، لماذا : لا نقتدي بها 

ونحذو حذوها ، 

ام البنين لم تحظى بالعصمة 

لم تكن معصومة بالعصمة التكوينيه بل هي عصمت نفسها؛

وهذه أعظم حجة علينا ، ومع هذا كلّه وصلت ونالت اعلى المقامات الروحية والمعنوية 

وشرف الدنيا والاخرة ،

اليس جديرٌ بنا ان نحتذي بها 

ام البنين كل ما وصلت إليه ،

من تقدير إلهي ،

بسبب ترفعها عن حبّ الانا ،

لا تعرف طريقاً لنفسها امام مقام الامامة ، تُريد بذلك ان تعطينا درساً في الولاء الحقيقي،

في تربية انفسنا ، ومجتمعنا 

لتقول : لنا في قبال المعشوق 

لا وجود لذاتك ولرغباتك ، وعاداتك ،  لماذا نجعل لانفسنا 

إعتباراً ومكانة في حضرة الله تعالى ؛ نُريد رفعة وعزاً وشرفاً

إذا تخلينا عن حبّ الذات التي هي سبب هلاكنا وضياعنا وفساد مجتمعنا ، 

ففي الحديث : 《من أراد عزاً بلا جاه وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذّل معصية الله الى عزّ طاعة الله 》

هذه المرأة الرسالية عاشت مع الله ولله وفي سبيل الله لم تاخذها في الله لومة لائم ،

فهي زوجة علي الكرار ، وام البدور السواطع الابرار ، 

إنّ هذه الصفات الروحية جعلتها مستعدة لان تكون تلميذة في مدرسة سيد الوصيين وباب علم أمير المؤمنين لتلقي كل العلوم بصورة مباشرة فكانت أهلاً لذلك

فخصها الامام بما تستحق لتتربّى

تربية نبوية إلهية ، باعتبار أن علياً 

ربّاه النبي ،

إنّ هذا الفيض العلمي الذي تلقته

من علي (ع) 

إنعكس على شخصيتها ، فكانت إنموذجاً للزوجة الصالحة ،

وعلمت ان الحسنين هما إمامان قاما او قعدا ،

وإبنا رسول الله محمد (ص)

والزهراء وهي سيدتها وسيدة نساء العالمين ، فكان عملها ينطلق من هذا الامر ، حتى نقلت هذا العلم لابنائها ، علمتهم حبّ إمام زمانهم وطاعة أخويهم وربتّهم 

على أنهم سادتهم ، فلا يصح مخاطبتهم إلا بكلمة سيدي

وليس بأخي ، فكل موقف صدر 

من العباس بكربلاء وأخوته في الطف فيه بصمة لأم البنين واضحة ،

في تربيتهم وهذا اعظم دليل على بصمتها الواضحة ،

فيهم حيث جعلتهم يذوبون في حبّ أل البيت وهذا التجسيد الولائي الخالص لله تعالى ،

برز جليّ بعد شهادة الحسين (ع)

وبعد رجوع السبايا الى المدينة

حيث ان زينب (ع) ما كانت تأذن لاحد ان يدخل عليها من النساء إلا أم البنين ،

ناهيك عن حزنها على الحسين (ع) حينما تلقت الخبر من بشر سقطت مغشياً عليها عندما علمت بشهادة الحسين (ع)

وعملت قبور لاولادها في البقيع

رمزية ، وقبر منفرد للحسين (ع)

فكانت تعطي ظهرها لقبور أولادها وتستقل بقبر الحسين بالبكاء فكانت تناديه يا ولدي وكذلك الامر كان الحسين (ع)

يناديها يا اماه ،

من بين زوجات أبيه ، هي الوحيدة التي كان يناديها يا اماه

ويكّن لها كلّ الحب والاحترام ،


فسلام عليك سيدتي  يوم ولدت ويوم توفيّت ويوم تبعثين حية


إشفعي لنا عند الله ، 

خادمتكم هدى الموسوي،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق