امسية شعرية بذكرى ولادة السيدة زينب عليها السلام - مركز الأمة الواحدة
امسية شعرية بذكرى ولادة السيدة زينب عليها السلام

امسية شعرية بذكرى ولادة السيدة زينب عليها السلام

شارك المقال

 

نظم مركز الأمة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية ، بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدولية ، أمسية شعرية تحت عنوان السيدة قبلة القصيدة  ، احياء لذكرى ميلاد السيدة زينب عليها السلام 


شارك في الامسية شخصيات دينية وفكرية ثلة من شعراء العالم العربي والاسلامي يتقدمهم رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية اية الله الشيخ محمد حسن اخترى ورئيس مركز الامة الواحدة سماحة السيد فادي السيد 


  افتتحت الأمسية بآيات من الذكر الحكيم للقارىء الدولي السيد عباس شرف الدين.


وفي كلمته الترحيبية تناول رئيس مركز الأمة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية سماحة السيد فادي السيد ،الشعر والشعراء في القرآن الكريم واهمية الدور الرسالي الذي يقوم به الشاعر الرسالي ، شارحا آيات من سورة الرحمن الاية الاولى حتى الرابعة ، متوقفا عند آية (علمه البيان) موضحا الاية من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه واله ، (إن من البيان لسحرا-أو إن بعض البيان سحر)


وعرج سماحته على البلاغة والادب في اللغة العربية مبينا معنى علم البيان وعلم المعاني وهما من مباحث علوم البلاغة ، وميز السيد فادي السيد بين أنواع الشعر في اللغة العربية بانه نوع من الكلام المنمّق الموزون الذي يؤثر في النفوس سلبا او ايجابا من باب الحكمة والأخلاق وتابع بالقول ان حديث رسول الله صلى الله عليه واله (إن من البيان )، اي ان بعض انواع الكلام المنطوق نطقا بيانيا ، باجتماع الفصاحة والبلاغة وذكاء القلب واللسان ، ما يكون سحرا ، وذلك لحدّة عمله في سامعه ، وسرعة قبول القلب له ، واوضح ان هذا الكلام يضرب في استحسان المنطق وايراد الحجة البالغة في مقابل بعض انواع الشعر الذي يبغي اصحابه الجاه والسلطان ، ولا يتقيدون بدين او شرع او اخلاق وهم الذين عبر عنهم الله تعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون).


كما ميز سماحته بين اقسام الشعراء متوقفا عند الشعراءُ الذين يعشَقون الشعرَ ويستمتعون به لكن من دونِ رسالةٍ ومن دونِ هدف ، ولفت السيد فادي السيد ان الشعراءُ الذين جعلوا من القصيدةِ وسيلةً لتِبيان انتصارِ الحقِ والحقيقةِ ومساندتِهما كالكميد ودعبل الخزاعي والحميري هؤلاءِ لولا انهم نذروا انفسَهم ليكونَ شعرُهم لمحمدٍ والِهِ الطاهرين لكانوا اشعرَ شعراءِ العربِ وأعلاهم شأنا ..لكن للاسفِ الشديد لانهم كانوا مع اهلِ البيتِ عليهم السلام فتمَّ اقصائُهم وتهميشُهم وملاحقتُهم ورغمَ ذلك لم يرضخوا ولم يستكينوا لانهم تعلموا من مدرسةِ السيدةِ زينب عليها السلام الصبرَ والاستقامةَ والثباتَ كسلاحٍ فاعلٍ ومؤثرٍ في مسيرةِ المشقّاتِ والصعوباتِ التي يواجهُها الإنسانُ في حياتِه لاسيما مع اعداءِ الدينِ وكذخيرةٍ للجهادِ في سبيلِ اللهِ تعالى لإعلاءِ كلمةِ الحقّ ِمن جهة ، وفضحِ زَيفِ أعداءِ الإسلامِ وقُبحِ أفعالِهم من جهةٍ ثانية ، والتاريخُ شاهدٌ على هذا الأمرِ. 


واعتبر السيد فادي السيد أن أولياءَ اللهِ سبحانه وتعالى ومن جملتِهم السيدةُ زينب الكبرى وأبوها وأمها وأَخَواها رغم ما تعرّضوا لأنواعِ المصائب والابتلاءاتِ قدّموا نماذجَ في الصبرِ  راضِين بالبلاءِ لأنهم ينظرونَ إليهِ بعينِ الرضا والجمالِ ،لذلك عقيلة الطالبيين عليها السلام وبعدَ تحملِها للمصائبِ والمشقاتِ التي انهالَت عليها وعلى أهلِ بيتِها، قالت ليزيدَ لعنةُ الِله عليه : "ما رأيتُ إلا جميلاً".


ودعا رئيس مركز الامة الواحدة الى تأصيلِ الشعرِ الرساليِّ الهادفِ وجعلِ الموسيقى في خدمةِ القصيدةِ لا أن تكون القصيدةُ في خدمةِ الموسيقى. كما طالب الجهاتِ التي تتوفرُ لديها الامكانياتُ لدعمِ الشعراءِ الرساليين الهادفين.


واكد ان المركز يعمل بشكلٍ حثيثٍ ودائمٍ لرفدِ الشعراءِ لنشرِ ابداعاتِهم وجهودِهم القيمة..شاكرا بالوقت نفسه الشعراءَ الذين يشاركونَ في هذه الامسيةِ الذين هم بحقٍ يحيون بشعرِهم نهجَ محمدٍ والِ محمد ويناصرونَ نهجَ أهلِ البيتِ ويدافعون عن الدينِ المحمدي الاصيل بإبداعِهم البلاغي.


وفي كلمته الافتتاحية تحدث جناب رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية آية الله الشيخ محمد حسن اختري عن فضائل السيدة زينب عليها السلام ،وكيفية اتخاذها قدوة  في حياة المسلمين لا سيما المراة مشيرا الى ابرز المهمات الرسالية التي تقوم بها المراة في سبيل الاسلام وقضايا مجتمعها وأمتها ،واكد اية الله اختري على الدور الريادي  للعقيلة زينب لا سيما في كربلاء واليوم العاشر من المحرم ، وتحدث سماحته ايضا عن مزايا الشعراء واهمية دورهم في بناء وتشكيل وعي الأمة وتطوير منابع افكارهم ،معتبرا الشعراء لا تقل مهماتهم أهمية عن مهمة العلماء والمعلمين ،لا سيما الشعراء الذين يحملون قضايا مجتمعاتهم وأمتهم والدفاع عنها من خلال شعرهم وقصائدهم ،وبث الروح الثورية والجهادية في نفوس الناس ،


وعرّج سماحته على وضع الشعر والشعراء في ظل العولمة الثقافية والاجتياح الكاسر للمعلوماتية ،مقدما دعمه الكلي للشعراء ،واكد ان مؤسسة عاشوراء الدولية هي بخدمة الشعراء والادباء،داعيا لمزيد من التعاون بين المؤسسات والمراكز الثقافية لتوطيد اواصر المحبة وتعزيز اللغة ورفع مستوى اداء الشعراء لتقديم الاعمال الابداعية .


رئيسة قسم الدراسات في مركز الأمة الواحدة الدكتورة ليندا طبّوش ،تناولت في كلمتها ،محورين في حياة السيدة زينب عليها السلام 


*في المحور الاول قدمت مقاربة فكرية  بين شخصية السيدة الزهراء والسيدة زينب عليهما السلام


*وفي المحور الثاني تطرقت الى أبرز عناصر الاسوة والقدوة في شخصية السيدة زينب عليها السلام  معتبرة السيدة زينب عليها السلام مدربة عظيمة  على مهارات لقد برزت العناصر  الحسنة في شخصية زينب عليها السلام وحياتها،بالاتي :


- الإيمان الحق بالله سبحانه ومعرفته وعبادته بمفهوم العبادة الواسع الذي يشمل كل أعمال الإنسان وأحواله، والأنس بذكره عزّ وجلّ، فبذكره تبارك وتقدّس تطمئن النفوس والقلوب " أَلا بِذِكرِ اللهِ تَطمَئِنُّ القُلُوب " سورة الرعد/ 28.

- تحصيل المعارف والعلوم الإسلامية الأصيلة، فلا تبليغ بلا علم ومعرفة.

- تطهير النفس من التعلّق بالدنيا الذي يقود الإنسان إلى الرذائل الخلقية، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : " حب الدنيا رأس الفتن وأصل المحن " 

- معرفة أحوال المجتمع وقضاياه وهمومه، وآليات مخاطبته وإرشاده. - الجهاد في سبيل الله لبناء الذات والمجتمع على المنهج الإلهي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومكافحة الفساد وسلوك المفسدين.


 وختمت الدكتورة كلمتها بتوصيات جاء منها :

 

- ان شخصية السيدة زينب عليها السلام غنية بجوانب القدوة للمرأة الرسالية المنفتحة على الحقائق الربانية، وأساليب عصرها في آليات التواصل الفعال مع الأفراد والمجتمع، فلا بد من إعادة البحث والكتابة والتدوين حول شخصيتها الرسالية التي نذرت نفسها لإسعاد البشرية بمنهجية جديدة تستبطن الخفايا العميقة، والرسائل الإيجابية بلسان العصر ،ومن خلال البناء الروحي والواقعي المرتبط بالله سبحانه والاستمداد من قدرته المتعالية.على تنمية الذات وتطوير وتمكين المراة علميا وثقافيا فهي صانعة الرجال ،بانية الانسان.


- الاستعانة باسلوب المهارات التدريبية، والتعليم التفاعلي لتجسيد شخصية وحياة وأهداف زينب عليها السلام في أذهان ونفوس الأجيال المعاصرة.ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي والاستفادة من الوسائل الاعلامية الحديثة ،في بيان ادوار حضرة العقيلة للاطفال والناشئة 


- حضرة  الحوراء زينب  عليها السلام أنموذجا فذا للمرأة المسلمة في التوفيق بين دورها الأسري كزوجة وأم، ودورها في بناء وتنمية الحياة العامة في مجتمعها،  فالمرأة المسلمة الرسالية ،ذات المشرع الأممي ،تستطيع أن تسترشد بنجاح واقتدار في إعطاء كل ذي حق حقه. فهي الاحتواء والكهف والانس والسكن ،ومن حضنها تخرج الرجال الرجال .


-ندعو الباحثات والباحثين ،لاسيما اصحاب الاختصاصات التنموية البشرية وعلم النفس ،لدراسة شخصية العقيلة دراسة موضوعية والاستفادة من الادوار التي قامت بها حضرة العقيلة على مستوى علم النفس والحرب النفسية ،والحرب الناعمة مع يزيد ،او على مستوى الصحة النفسية والدعم النفسي خلال كربلاء وبعد العاشر من المحرم …فالسيدة زينب لبؤة الطالبيين موسوعة فكرية في الذكاءات المتعددة ومدربة عظيمة  على مهارات الحياة،،


وقدم الشعراء قصائدهم تباعا ،في محضر السيدة زينب عليها السلام وسط جو أدبي روحي مفعم بحب النبي الاكرم صلى الله عليه وعلى اله وسلم 


واختتمت الامسية بقصيدة لمقدمة الحفل الدكتورة عهود العكيلي من وحي المناسبة


كل الشكر والتقدير ،لمن ساهم في نجاح هذه الامسية وكل من عمل في الاعداد ونقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الاعلام في لبنان وأفريقيا وايران ، باسم مركز الامة الواحدة ادارة وهيئات علمية وثقافية ،نستذكر فقيدنا الشاعر الاديب المرحوم الشيخ فضل مخدر الذي وافته المنية في نهاية شهر ربيع الثاني ،والذي كان مشاركا العام الماضي في ندوة احياء لذكرى ولادة السيدة زينب عليها السلام،،لروحه وارواح العلماء والشهداء  الف تحية وازكى السلام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق