ندوة فكرية احياء لذكرى المولد النبوي الشريف وتعزيزا لاسبوع الوحدة الاسلامية - مركز الأمة الواحدة
ندوة فكرية احياء لذكرى المولد النبوي الشريف وتعزيزا لاسبوع الوحدة الاسلامية

ندوة فكرية احياء لذكرى المولد النبوي الشريف وتعزيزا لاسبوع الوحدة الاسلامية

شارك المقال




عقد مركز الامة الواحدة للدراسات الاسلامية والفكرية،بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدولية والعتبة الرضوية ندوة فكرية ، احياء لذكرى المولد النبوي الشريف ، وولادة الامام الصادق عليه السلام، وتعزيزا لاسبوع الوحدة الاسلامية.

شارك في الندوة الفكرية ثلة من العلماء والباحثين من العالمين العربي والاسلامي ،تحت عنوان "الرسول الأكرم نهج حياة وأمان"

افتتحت الندوة بآيات من الذكر الحكيم للقارىء الدولي محمد شحيمي وكلمة ترحيبية لرئيس مركز الامة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية سماحة  السيد فادي السيد ،ركز فيها على مفهوم الاسوة والقدوة الحسنة في حياة الانسانية ، مؤكدا ان النبي صلى الله عليه واله ،جسد مفاهيم القران الكريم ،

وفي كلمة له ،ركز رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية اية الله الشيخ محمد حسن أختري ،على الأبعاد الانسانية في سيرة النبي الاكرم صلى الله عليه واله ، والدروس المستقاة من السيرة النبوية المباركة  معتبرا ان الاسلام رسالة حياة ،والرسول الاكرم صلى الله عليه واله القدوة والاسوة لهذه الرسالة فهو رسول حياة ،وقدوة للحياة الانسانية ،ودعا لمن يريد التعرف على نهج رسول الله الاطلاع على القران ، لان الله خلق النبي الاكرم صلى الله عليه واله ، وخلق معه الكمالات والقيم الانسانية والاخلاقية الجامعة لتعاليم الله تعالى ، والمنهج الالهي لبناء الانسان الاخلاقي ،وقد عبر القران الكريم ، عن ذلك بالقول (يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحيكم ) فلابد من الالتفات الى كافة تلك الابعاد لاسيما ما يتعلق بعلاقة الانسان بربه والمجتمع والناس لان دعوة رسول الله التي انطلق فيها من القران الكريم والشريعة التي انزلها الله ، بكافة معانيها الانسانية والروحية  هي دعوة الى الحياة ، ودعوة الاسلام ، مشددا على ضرورة ان يعي المرء ان العبودية لله تعالى ، وختم فضليته كلمته بالتاكيد على ضرورة تطبيق تعاليم الله تعالى ورسالة الاسلام المحمدي والقيم الانسانية من صدق وعدالة وغيرها ، في المجتمع ، فاذا اراد الانسان ان يحيا عليه اتباع نهج رسول الله وتعاليمه لانها اتت لبناء حياة انسانية ترفع من قيمة الانسان بانسانيته.

وفي كلمة له قدم  الداعية الاسلامي الشيخ عبد العزيز الشريف من المملكة العربية السعودية ،مقاربة  قرآنية ،حول مفهوم الوحدة الاسلامية ، والحديث النبوي المبارك ، مشددا على مفهوم الوحدة التطبيقي العملي لاسيما في الاونة الاخيرة ،التي تشهد الامة التفرقة بين المسلمين ،معربا عن طموحه باتحاد المسلمين بقوة كما أمر الله سبحانه وتعالى بان يتحد المسلمون ويعتصموا بكتابه الكريم، ليكون المسلمون رحماء فيما بينهم ،كالجسد الواحد وصفا واحدا ، داعيا الى الالتزام بأدبيات الحوار الهادىء المنطقي ، بالاعتماد على القران الكريم ،وشدد الشيخ الشريف على عدم مصادرة افكار الاخرين ،منتقدا القنوات التكفيرية الداعية لتكفير الناس بمجرد اختلاف وجهات النظر فيما بينهما ، دون مراعاة للاثار السلبية جراء التكفير ، وجدد الشيخ الشريف دعوته الى الالتزام بالوحدة وعدم التفرقة ، والعمل بتعاليم النبي الاكرم صلى الله عليه واله ، والمحافظة على اخلاقه الشريفة وأدبياته ،مقدما ادلة وبراهين حول رفض الاسلام للتكفير ،لاسيما وان النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله هو رحمة العالمين تجمتع فيه كل الرحمات التي توجب الرحمة ،حيث ان النبي يكره العنف ويدعو للسلام والمحبة ، لاسيما وان المسلم يكمل اخاه المسلم ،والمؤمن يكمل اخاه المؤمن.

الرئيس الروحي لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك ،في رام الله ،الاب عبد الله يوليو ،تحدث حول القيم الاخلاقية السامية التي من شانها ان ترفع من قيمة الانسان ، معتبرا ان كل الانبياء نزلوا للتبليغ وهداية الانسان والدعوة للوحدة الانسانية ،واوضح ان الاسلام هو جزء ديني وجزء اجتماعي ، ورسالة شاملة عامة ، لكل الناس ،ولفت الى ان الاسلام وحد نصارى العرب بهذه الشمولية الانسانية ، بالرحمة والمحبة كما نشر دعوته وجعلها تسمو لتلامس روح الانسان ،لينعم بحياة انسانية واخلاقية ، وختم الاب يوليو مع فلسطين ،حيث الاقصى والقدس باتت اقرب من اي وقت مضى بفضل دماء الشهداء ،والتمسك بالتعاليم الدينية والقيم الوطنية والاخلاقية.

الاستاذة رانية سلطان من الاردن اكدت على اهمية التوافق والانسجام بين السلوك المحمدية والافعال الانسانية للذين ينتمون الى مدرسة الاسلام والامة الواحدة    وخاصة في هذه الاونة بالذات حيث نجد العديد من الشخصيات لا تتوافق اقوالهم مع سلوكياتهم ،ويشكلون ازمة حقيقة في تشكيل الوعي لدى ابناء الامة لا سيما شريحة الشباب ، داعية المسؤولين والعلماء الى تحمل مسؤولياتهم اتجاه الشباب ،والقضية الفلسطينية واتخاذ العبر من التاريخ ،ومحاربة الفتاوى السلبية التي من شانها زعزعة الصف وتعزيز الفتن وتأجيج الحروب الفكرية وحتى العسكرية ،مشيرة الى توحيد صفوف المسلمين ،واعادة توجيه البوصلة نحو فلسطين القضية ،داعية العلماء والمثقفين لمواجهة الحرب الاعلامية التكفيرية والعمل على التوعية الاجتماعية الانسانية للمجتمع وجيل الشباب خاصة في الازمات الراهنة ،
وختمت بالشكر الجزيل لمركز الامة الواحدة على راسه رئيس المركز السيد فادي السيد على اقامة هكذا لقاءات مثمرة.

وفي كلمة له ،اكد الباحث الاسلامي الشيخ رسول باقري على معاني ومفاهيم الرحمة التي اتى بها النبي الاكرم صلى الله عليه واله ،مستعرضا الايات القرانية الداعمة لهذا المفهوم ،الالهي العظيم ،مشيرا الى ان السبب الذي جاء من اجله النبي بالدليل القراني ، لقد جاءكم من انفسكم رسول (هذا الوجود للنبي انما جاء لعامة البشر ،فهو حريص على البشرية والانسانية جمعاء ،ليس لطائفة او مذهب ،او جماعة ،انما جاء لكافة البشر مبشرا بالحق والخير والقيم الانسانية التي من شانها ان ترفع قيمة الانسان بانسانيته ، وختم بالقول ، ان الوحدة الاسلامية ، ليست بين المسلمين فقط ، انما هي مفهوم قرآني لكافة الناس ، فالمسلمون يتوحدون بالمشاركة لنفس الهدف الديني او الثقافي ، ولكن الوحدة بين جميع البشر تكون من خلال الوحدة بالقضايا الانسانية ، والقضايا المصيرية للناس كافة وعلى جميع المستويات ،داعيا الطوائف والمذاهب الاسلامية ،لتدارس بعضها البعض ،بشكل علمي موضوعي ،فالسنة تدرس في الحوزات الشيعية ،والشيعة تدرس في المعهد الشرعية السنية.

الدكتورة هويدا حبق ،رئيسة المجمع النسائي العالمي لمحبي اهل البيت في اوروبا ،طرحت مفهوم الرحمة الالهية المحمدية من منظور قراني ، مقاربة بين المعاني التي تتضمنها اية ان ارسلناك رحمة للعالمين ،فالعالمية المحمدية هي الهدف الالهي من ختم النبوات بحضرة رسول الله صلى الله عليه واله ،حيث الرحمة تجسدت بالنبي واجمعت في امة محمد العالمية الرحمانية ،وختمت كلمتها باقتراح ان يكون هناك اسبوعا لوحدة الامة وليس اسبوعا للوحدة الاسلامي.

اختتمت الندوة بقصائد شعرية للشاعرين الشاعرة فاطمة السحمراني من لبنان ،والشاعر سلمان عبد الحسين من البحرين ،وتواشيح ومدائح نبوية للموسيقار الشاعر حسين زعيتر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق