منظومة الأمام الحسن العسكري (ع) التي حققت حُلم الانبياء والاوصياء - مركز الأمة الواحدة
منظومة الأمام الحسن العسكري (ع) التي حققت حُلم الانبياء والاوصياء

منظومة الأمام الحسن العسكري (ع) التي حققت حُلم الانبياء والاوصياء

شارك المقال

 


منظومة صنعها الله على غايته وأتقنها بعلمه فجاء صرحاً جميلاً يأخذ بمجامع القلوب وكوامن العقول 

إنه الامام الحادي عشر من نسل 

رسول الله الاعظم الذي بُعث رحمة للعالمين هو الامام التقي النقي 

هو ابنُ فاطمة الزهراء وابن علي الكرار الوقّاد دون نار ،

هو الامام العسكري والد  الامام

 الحجة المهدي عج▪︎

هو النور الذي شعشع ضياء الارض 

هو روح البتول وعين الرسول ومصباح

الدجى هوالامام الممهد لدولة صاحب الزمان  المخلص ومنقذ الناس من غيابات الجّب وجور العدى  هو امل الامة هو شمسها ونجوم سمائها

الوضاء وتحريرها من قيود الاعداء

هو القران الناطق والعلم الفاخر

ذاك العسكري والد مخلصنا ومنقذنا 

ومُشرق ارضنا هو الحاضر والناظر 

هو الراعي والحامي والداعي الى الله


إنه الامام المظلوم الذي حاربوه وسجنوه وحرموا ولده المهدي من رؤية ابيه حتى قُدّر له أن يعيش يتيماً بعيداً مُتخفياً عن أنظار محبيه 

ومواليه ،

عاش امامنا في ظروف قاسية

حكامها عديمي الشفقة والرحمة

في ظل استبداد وبطش حكم العباسي الجائر ،تحت الاقامة الجبرية 

ورأى بأم عينه ما جرى من ظلم على أبيه الهادي (ع)

الذي طالته ايادي الظالمة ولم  يعرفوا له حُرمة حتى سجنوه وقتلوه بالسم 

وهذه الشهادة هي فخر أئمتنا 

والسجن والقتل ليس شيئاً غريباً عليهم ، فمنهم من قتل بالسيف 

ومنهم بالسم ، وإلى الله المشتكى حرموا الناس من حكمهم وعدالتهم

عاش امامنا العسكري (ع)

تسعاً وعشرين سنة رحل عن الدنيا في ريعان شبابه لكن عمره الشريف 

إتّسع لأدارة أمور الشيعة المنتشرين

في البلاد وترسيخ عقائدهم وتقوية

وجودهم وحَفل بمقاومة خطط الخلفاء لقتله قبل أن يُولد المهدي

الموعود الذي سيُزيل حكم الجبابرة 

ففرضوا على الامام الاقامة الجبرية

وكانوا يراقبون كل تحركاته

حتى الذين كانوا يدخلون عليه 

يُخاطرون بأرواحهم  ،

لكي يلتقوا بشخص الامام ، فمن بين هؤلاء الذين سلطتهم الحاكم على بيت الامام كانوا يتأثرون به الى درجة تقديسه ،

فمن اهم إنجازاته هو التخطيط الحادق لصيانة ولده المهدي (ع)

من ايدي العتاة العابثين الذين كانوا يتربصون به دوائر منذ عقود قبل ولادته ومن هنا كان التمهيدات 

التي اتخذها بفضل جهود ائمتنا السابقين وقد خُفيّت ولادته حتى على اقرب القريبين من الامام على عمته فكانت لاتدري بحمل نرجس

حرصاً منه على حياته ،

فكانت ولادته في ظروف سرّية للغاية 

وبعد منتصف الليل وعند طلوع الفجر 

وفي وقت الذي لايستيقظ فيه إلا الخواص من المؤمنين فضلاً عن غيرهم وقد خطط الامام لذلك حتى يبقى ولده حياً بعيداً عن الانظار كما وُلِد خِفية ولم يُطلع عليه أو أخصّ الخواص من شيعته ،

فنحن مدينون للامام العسكري 

في ذكرى ولادته الميمونة أقل ما يمكن ان نطّلع على سيرته ونتصفح

بها ونُمعن النظر جيداً في حياته

وسيرته المباركة كيف عانى وكيف ضحى وكيف اُستشهد في سبيل 

رفعة الاسلام وكيف خطط ومهّد 

الطريق امام ولده وأوصى خواص الخواص به من وكلائه ونوابه

كل ذلك حتى يُثمر الطريق امامنا

ويُنقذنا من ظلم الاعداء المستبدين الظالمين الذين  لاحقوا ائمتنا تحت

كل حجر ومدر وشردوا شيعتهم ومواليهم في الصحاري والفيافي 

من اجل حبهم لاهل بيت محمد (ص)

ان سيرة هذا الاما م غنية بالمعارف والعلوم الالهية وهي تحمل في طياتها ابعاد فلسفية وروحية واجتماعية وسياسية وتربوية بكل ما للكلمة من معنى ،

فكان يوجه الناس وهو في قعر السجون يُرشدهم ، يّقضي حوائجهم يحّل مشاكلهم ،

خصوصاً الشباب الذين حُرموا من ادنى حقوقهم المعيشة فأودى ببعضهم

الى حالة من اليأس فكانوا ياتون للامام ليُريحهم ويفيض عليهم من 

خزان علمه ،

يُقال: أنه دخل عليه شاب يعيش حالة الكأبة :

فقال:  له الامام بعض ان طلب من الامام العلاج ،

فعالجه بكلمتين :

ياهذا لاتنظر الى ما هو فوقك ولكن انظر الى ما هو دونك:

فهذه الكلمات دُرر من اقواله :

لابد لنا ونحن نعيش في ظروف 

الحصار المفروض علينا  والازمة  الاقتصادية العالمية :

فالجوع والفقر غزى بيوتنا فكيف 

نستطيع التغلب على الواقع المفروض علينا وننجو من هذه المحن العصيبة بسلام من ديننا ،

فالحل عند وصايا امامنا وائمتنا والاقتداء بنهجهم وسيرتهم الذهبية

هؤلاء بصبرهم وصلابتهم وجهادهم استطاعوا ان يُغيروا مسار الامة بكاملها ويقلبوا العالم على الاعداء الجبابرة ،

ليعطونا درساً في الثبات والنضال والدفاع عن بيضة الاسلام ،

وقد سطّر لنا التاريخ بأحرف من نور االانجازات الرائعة التي قام بها الامام

في مجال تحصين القواعد المؤمنة

وفي التمهيد للغيبة ، وفي التصدي 

لدعوات الإلحاد والتشكيك التي كانت

انذاك قد تودي بحياة الامة الى الهلاك

لو لم يتدارك الامام الامر خصوصاً ذاك الفيلسوف الكندي الذي اشغل نفسه في بيان يتناقض مع القران فالامام تصدى له بكل قواه الايمانية

ووقف في وجهه مدافعاً عن كتاب الله ولولا ذلك لكان هناك الان كتاب مناقض للقران بين ايدينا ،

فالامام عالج الامر بكل حنكة وذكاء 

 

فمن وصاياه لشيعته برسالته لاحد.محبيه  يدعى علي بن الحسين بن بابويه القمي ،

《عليك بالصبر وانتظار الفرج الذي اوصى به النبي 《أفضل اعمال أمتي إنتظار الفرج ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي يملأ الارض قسطا وعدلأ كما ملئت ظلما وجورا》

فاصبر يا شيخي وأمُر جميع شيعتي بالصبر فإن الارض يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين 》


فأقل ما يمكن ان نقدمه هدية للامام الحسن العسكري (ع)

في ذكرى ولادته ، هو ان نحفظ إمام زماننا بدعائنا له صباحا ومساءا ونتصدق عنه وندعو له ونمهّد له الارضية المناسبة ونكون على جهوزية تامة لنصرته وان نوطّد علاقتنا به كعلاقة العاشق والمعشوق ويكون امامنا شُغلنا الشاغل في كل حركتنا 

وان نعيش حالة الهم والحزن لفراقه

ونتقرب منه بأعمال صالحة تُرض قلبه وتُسكن روعه فهو الحاضر 

والناظر وهو الاب الحنون الذي يبكي علينا ويتألم لألمنا ويحزن لحُزننا 

اكثر من حزن ابائنا علينا 

فبذلك نكون من الممهدين لدولته والمحامين عنه والمنتظرين الحقيقين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه

وأوفوا بالعهد للامام صاحب الزمان


سيدي ومولاي اشفعي عند الله

وكتبني من انصار ولدك المهدي


خادمتكم هدى الموسوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق