السيد فادي السيد : الامام المهدي (عج) هو رسول الاديان السماوية وخاتم الاوصياء - مركز الأمة الواحدة
 السيد فادي السيد : الامام المهدي (عج) هو رسول الاديان السماوية وخاتم الاوصياء

السيد فادي السيد : الامام المهدي (عج) هو رسول الاديان السماوية وخاتم الاوصياء

شارك المقال

 


اعتبر رئيس مركز الامة الواحدة للدراسات الفكرية والاسترايتجية السيد فادي السيد ان الامام المهدي عجل الله فرج الشريف هو رسول الاديان السماوية وخاتم الاوصياء والمرسلين لان ظهوره الشريف ليس من اجل طائفة او شعب او عشيرة. 

وخلال مشاركته في ندوة فكرية عقدها مركز الامة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدولية والعتبة الرضوية بعنوان ""الانتظار بين الفهم الخاطئ والصحيح"" راي سماحته ان الفهم الخاطئ لمعني الانتظار والمنتظر سيؤدي الى نتائج كارثية على صعيد المجتمع واوضح السيد فادي السيد ان الانتظار هو اطار عملي اوصي به القران الكريم ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)) كما لفت سماحته الى تحذير الامام علي من انتشار المنكر والفساد وعدم ردِّه، لما يحمل ذلك أي عدم النهي من تبعات خطيره على الأمة في الدنيا والآخرة.


ونص الكلمة في الاسفل 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدُ الله رب العالمين بارئ الخلائق أجمعين وباعث الانبياء والمرسلين الذي بعد فلا يرى وقرب فشهد النجوى تبارك وتعالى ثم الصلاة والسلام على العبد المؤيد والرسول المسدد المصطفى الامجد المحمود الاحمد حبيب اله العالمين ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم الى قيام يوم الدين. 


في البداية نتقدم من المراجع العظام والعلماء الافاضل ومن الامة العربية والاسلامية باسمى ايات التبريكات في ذكرى ولادة وليِّ الله في أرضه (الإمام المهدي المنتظر)عجل الله فرجه الشريف. 


اصحاب السماحة والعلماء الافاضل الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  


السلام عليكم ورحمة الل وبركاته. 


في البداية نرحب بحضورك الكريم في هذه الندوة المباركة بعنوان " "الانتظار بين الفهم الخاطئ والصحيح"


يقول الله في محكم كتابه


((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ))


الاية المباركة التي تتحدث عن وارث الانبياء والمرسلين سيدنا وامامنا الامام الحجة المنتظر روحي لتراب مقدمه الفداء تحتم علينا ان نبحث في قضية الانتظار بين الفهم الخاطئ والصحيح لان ظهوره المبارك ليس من اجل طائفة او شعب او عشيرة او قبيلة دون اخرى بل هو رسول الاديان السماوية وخاتم الاوصياء ، لان كل الديانات السماوية وغير السماوية ، حتى غير أهل الديانات تؤمن بوجود مخلص سيُصلح البشرية.


في البداية لابد لنا ان نعرف معنى الانتظار والمنتظِر ، حيث أن معرفة المعنى الصحيح لهذين المصطلحين يعتبر مقدمة ضرورية لمعرفة سمات المنتظر ، وذلك لأن الفهم الخاطيء للمصطلحين المذكورين يؤدي الى نتائج كارثية على صعيد المجتمع على قاعدة الشرعية ما بني على باطل فهو باطل لذلك .


فالفهم الخاطئ لمعنى الانتظار للكثير من الناس الذين لديهم اعتقاد بأن المراد بالانتظار هو التسليم للواقع المُّر والرضا به دون اي خشية من الإنجراف مع موجات الفساد العارمة والوقوف على حياد امام التيارات الفكرية الجارفة لانه باعتقادهم ليس عليهم مسؤولية لان الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) هو المأمور برفع الظلم عن شعوب العالم وإقامة دولة الحق.


وهناك البعض الاخر ممن يعتقد بأن معنى الإنتظار هو الامتناع عن أي عمل إصلاحي تربوي أو إجتماعي أو سياسي من شأنه إصلاح ما فسد من أمر الأمة ، أو تغيير الفاسد إلى الحَسن ، ويمتنعون عن مقاومة المنكر والفساد والظلم  ، كل ذلك بحجة أن مثل هذه الأمور سوف تؤخر قيام دولة الإمام المهدي ( عليه السَّلام ) الذي لا يظهر إلا بعد أن تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ، وذلك لما ورد في الحديث عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) أنَّهُ قال : " ... يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً " واعتقادهم ان سكوتهم سيزيد الظلم والجور في الارض تمهيدا لظهور الإمام ( عليه السَّلام ) فيملأها قسطاً وعدلاً. 


لكن لو قمنا بادنى مراجعة للأحاديث الشريفة يظهر لنا أن هذا الفهم لا يتطابق مع روح الإسلام وتعاليمه البناءة ،لان الفهم الخاطئ مغاير للتعاليم الإسلامية والنصوص الدينية الصريحة هذا من ناحية المفهم الخاطئ.


اما من ناحية الفهم الصحيح لمعنى الانتظار.


فالأحاديث الشريفة التي تتحدث عن حقيقة الانتظار ، ووظيفة المنتظر ، سوف ندرك بأن الإنتظار هو اطار عملي اوصي به القران والائمة الاطهار عليهم السلام لاعداد اجيال مميزة تتماشى مع الاية الكريمة: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)) ولقد حذر الإمام علي‏ عليه السلام من انتشار المنكر والفساد وعدم ردِّه، لما يحمل ذلك أي عدم النهي من تبعات خطيره على الأمة في الدنيا والآخرة.


فقال عليه السلام من قلب متوجِّع: "فإنا للّه وإنا إليه راجعون ، ظهر الفساد، فلا منكر مغيِّر، ولا زاجر مزدجر، أفبهذا تريدون أن تجاوروا اللّه في دار قدسه ، وتكونوا أعز أوليائه عنده؟ هيهات! لا يخدع اللّه عن جنتّه..."


والمنتظر ايها الاحبة يتربي في مدرسة الإنتظار من اعداد نفسه على قدر من تحمل أعلى مراتب المسؤولية كمقدمة لتحلى بصفات المؤمن الصادق الذي لا تأخذه في الله لومة لائم.


والمدرسة جسدها امير المؤمنين عليه السلام في وصفه علاقته برسول الله صلى اله عليه وعلى اله (( لَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُه اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّه، يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِه عَلَماً، ويَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِه،أَرَى نُورَ الْوَحْيِ والرِّسَالَةِ وأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ ، عَلَّمَنِي رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَلْفَ بَابٍ مِنَ اَلْعِلْمِ، فَفُتِحَ لِي مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ.)) 


المدرسة تجسدت ايضا في علاقة العبد جون بأبي ذر الذي رافقه بمراحل حياته المليئة بالجهاد , وهو يقارع الظلم والاضطهاد ,سار على هدى سيده فجسّد أروع معاني الوفاء, والتضحية, والنبل حينما رفض ان يترك الامام الحسين وقد أحاط به الأعداء من كل جانب بل اصر على الاستشهاد بين يديه حتى يختلط دمه الاسود مع دماء اهل البيت عليهم السلام. 


فسجل التاريخ بحقه وبحق اصحاب الامام الحسين عليه السلام كلمات خالدة (رضوان الله عليهم) من فم سيد الشهداء(عليه السلام) عندما قال:

 

«فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَصْحَاباً أَوْفَى وَلَا خَيْراً مِنْ أَصْحَابِي وَلَا أَهْلَ بَيْتٍ أَبَرَّ وَلَا أَوْصَلَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَجَزَاكُمُ اللَّهُ عَنِّي خَيْرا».


فالانسان ايها الاحبة يحتاج الى اعداد نفسه في مدرسة اهل البيت عليهم السلام ليصبح على مستوى وقدر اصحاب الامام الحسين عليه السلام في معركة الطف من خلال جهاد النفس والورع والتقوى 

والأخلاق الإسلامية ، ليكون عبداً صالحاً مطيعاً لله ورسوله والأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، ومقتدياً بإمام زمانه ( عليه السَّلام ) فيصح ساعتئذ أن يُطلق عليه لقب " المنتظِر " ويكون مؤهلاً لأن يكون من أعوان الإمام المهدي المنتظَر وأنصاره ( عليه السَّلام ) حال غيبته ولدى ظهوره.


وأمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) يحدد صفات المنتظر بالقول : " الْآخِذُ بِأَمْرِنَا مَعَنَا غَداً فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ ، وَالْمُنْتَظِرُ لِأَمْرِنَا كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " .


فالمنتظر يحتم عليه ان يكون دائماً على استعداد تام للإمتثال لأوامر الإمام حال ظهوره وحال غيبته على حد سواء ، فحاله حال من يعيش مع الإمام المهدي ( عليه السَّلام ) ويرتبط به ارتباطاً وثيقاً ، بل كمن يلازم الإمام ( عليه السَّلام ) في غرفة قيادته.


الامام عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) يتحدث عن مقام المنتظرين يقول : إِنَّ أَهْلَ زَمَانِ غَيْبَتِهِ الْقَائِلُونَ بِإِمَامَتِهِ الْمُنْتَظِرُونَ لِظُهُورِهِ ، أَفْضَلُ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَعْطَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ وَالْأَفْهَامِ وَالْمَعْرِفَةِ مَا صَارَتْ بِهِ الْغَيْبَةُ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمُشَاهَدَةِ ، وَجَعَلَهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِينَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) بِالسَّيْفِ ، أُولَئِكَ الْمُخْلَصُونَ حَقّاً ، وَشِيعَتُنَا صِدْقاً ، وَالدُّعَاةُ إِلَى دِينِ اللَّهِ سِرّاً وَ جَهْراً ".


اما دور المنتظرين في غيبة الامام  فحدده الامام أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ‏ عَلِيٍّ 5 ( عليه السَّلام ) عندما اوصى جَمَاعَة كانت تقضى نسكها.


فَقَالَ عليه السلام: " لِيُعِنْ قَوِيُّكُمْ ضَعِيفَكُمْ ، وَلْيَعْطِفْ غَنِيُّكُمْ عَلَى فَقِيرِكُمْ ، وَلْيَنْصَحِ الرَّجُلُ أَخَاهُ كَنُصْحِهِ لِنَفْسِهِ ، وَاكْتُمُوا أَسْرَارَنَا ، وَلَاتَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَى أَعْنَاقِنَا ، وَانْظُرُوا أَمْرَنَا وَمَا جَاءَكُمْ عَنَّا فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُ فِي الْقُرْآنِ مُوَافِقاً فَخُذُوا بِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مُوَافِقاً فَرُدُّوهُ.


2 ـ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ أنَّهُ قَالَ : قَالَ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ ( عليه السَّلام ) : " مَنْ ثَبَتَ عَلَى وَلَايَتِنَا فِي غَيْبَةِ قَائِمِنَا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ أَلْفِ شَهِيدٍ مِثْلِ شُهَدَاءِ بَدْرٍ وَأُحُدٍ ".


3- قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنَ مُحَمَّدٍ ( عليه السَّلام ) فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿ ... يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ... ﴾ : "طُوبَى لِشِيعَةِ قَائِمِنَا الْمُنْتَظِرِينَ لِظُهُورِهِ فِي غَيْبَتِهِ ، وَالْمُطِيعِينَ لَهُ فِي ظُهُورِهِ ، أُولَئِكَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ 

وَلاهُمْ يَحْزَنُونَ‏ " .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق