المفكرة الاماراتية فاطمة عبد الله : ام البنين قدمت اولادها خدمة لقافلة الاصلاح التي قادها الامام الحسين عليه السلام - مركز الأمة الواحدة
المفكرة الاماراتية  فاطمة عبد الله : ام البنين قدمت اولادها خدمة لقافلة الاصلاح التي قادها الامام الحسين عليه السلام

المفكرة الاماراتية فاطمة عبد الله : ام البنين قدمت اولادها خدمة لقافلة الاصلاح التي قادها الامام الحسين عليه السلام

شارك المقال

 

شاعت هذه الصورة كثيرا في الشبكة العالمية للمعلومات، وتداولتها وسائل التواصل الاجتماعي 

يقال إن هذه الغزالة الأم التي كانت مع أطفالها حين أحست باقتراب الفهود الجائعة منها وعجزها عن الهرب منهم دون تعريض أولادها للخطر فإنها قد وقفت بشموخ بين الفهود وسمحت لأنيابهم أن تنال منها لكي تعطي أولادها فرصة الهرب ولكي تشغل وتشبع الفهود فلا تطارد الأطفال.

هذه الأم مثل كل أم تضحي بنفسها من أجل حياة أولادها

وهكذا كانت أم البنين السيدة فاطمة بنت حزام عليها السلام، كانت أما لأربعة من أطهر الشباب وأجملهم، هم أولاد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

كانت أمّا تحب لأولادها الحياة، وتستعد للتضحية بنفسها من أجل أن يحيوا.. ولكن أي حياة؟

تريدهم أن يحيوا حياة طاهرة نقية في ظل مبادئ الإسلام

حياة يريدها الله لعباده في الأرض وهو القائل سبحانه:

"لقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ" الحديد 25

هذه الحياة التي يسعد الأب والأم أن يحيا أبناؤهم فيها، عدالة وصلاح وتوازن في ظل شرع الله 

لكن أم البنين وجدت أمامها وضعا كارثيا يكاد يودي بالدين والشرع ويقضي على كل ما جاء به الوحي، ووجدت أمامها سبط النبوة يتصدى لطلب الإصلاح في أمة جده صلى الله عليه وسلم، وهنا وجدت ضالتها، هنا قدمت أبناءها ليكونوا جندا تحت إمرة أخيهم الحسين، لأن هناك هدفا أسمى، وغاية نبيلة نريد إيجادها في الحياة، ومن أجل هذه الغاية الجليلة نضحي بأبنائنا.

أم البنين حين كان الناعي يخبرها باستشهاد أولادها واحدا واحدا لم تكن تتأثر، بل تسأل عن القائد، عن الحسين.

نعم كان ذلك حبا وولاء، حب الأم لابنها، وولاء الموالي لقائده ومولاه وسيده

لكن أيضا الحسين هنا لم يكن شخصا، لقد كان الحسين رمزا عظيما للنهوض ضد الظلم، ومحاربة الطغيان، ومقاومة التحريف في الدين

كان الحسين طالبا لنهضة إسلامية، كان مصلحا يريد إعادة المسار إلى ما يريده الله ورسوله

فهان على الأم أن تقدم شبابها الأربعة جندا وخدما في قافلة الإصلاح

كان قول الله حاضرا في الأذهان (ليقوم الناس بالقسط) وكانت تريد تحقيقه في الواقع وأن يكون لأولادها شرف المشاركة في ذلك ولو خسروا حياتهم خسارة بالمعنى الأرضي

لكنه قمة الربح في جميع المستويات


وهكذا هي الاسرة المسلمة تكون عندها هذه هي أهم ركيزة في التربية ... ان يربوا ابناءهم على ان تكون لهم مهمة اعلى وقضية سامية تملأ قلوبهم

ويعملون من اجلها ويدافعون عنها

وهذه المهمة التي يغرسونها فيهم 

 هي التي ستعصمهم من توافه الامور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق