الشيخ توفيق علوية في خطبة الجمعة : الفاطمية الثالثة دروس ومواقف
في خطبة الجمعة بمسجد الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف تحدث الشيخ توفيق علوية عن ذكرى الفاطمية الثالثة بمناسبة شهادة سيدة نساء العالمين السيدة الزهراء عليها السلام ، وهي من المناسبات الفاطمية التي تنطلق من الثالث عشر من جمادى الاولى وتنتهي في الثالث من جمادى الثانية . وذلك عبر ثلاث نقاط :
النقطة الاولى : هناك ثلاثة اقوال حول استشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام :
القول الاول : ما ورد عن استشهادها بعد اربعين يوما من استشهاد الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم . والظاهر ان هذه الرواية محمولة على اربعين يوما او ازيد بعد مرضها الذي روي ان فاطمة عليها السلام مرضت بعد خمسين يوما من رحيل ابيها صلى الله عليه واله وسلم وبقيت مريضة اربعين يوما او ازيد !! فيكون هذا القول مرجحا على هذا التفسير للقول الثالث .
القول الثاني : ما ورد ان استشهادها كان بعد خمسة وسبعين يوما من استشهاد الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم . اي في الثالث عشر من شهر جمادى الاول .
القول الثالث : ما ورد ان استشهادها عليها السلام في الثالث من جمادى الاخرة . ومن البديهي ان القول الاول اضعف الاقوال فيدور البحث ترجيحا ومرجوحية حول القولين الاخيرين . والافضل احياء امرها عليها السلام في كلا التاريخين جمعا بينهما !! ومن هنا نشأت تسمية هذه الايام والليالي بالايام والليالي الفاطمية !!
على انه بناء على رواية ال 75 يوما تكون شهادتها في ١٣ من جمادى الاولى . والظاهر من تبني القول الثالث ان هناك تصحيفا من قولهم : خمسة وسبعين يوما ، والصحيح خمسة وتسعين يوما ؛ فالتصحيف حاصل بين كلمة سبعين وتسعين !!
وعلى اي فمن الافضل احياء كل الليالي والايام بين الثالث عشر من جمادى الاول والثالث من جمادى الثانية فهذا اقل القليل بحق الزهراء روحي فداها !!
النقطة الثانية : حول اسرار الاسماء :
من المعلوم ان الاسماء تارة تكون مرتجلة واعتباطية كمن يسمونه سعيدا وهو شقي ومن يسمونه اسدا وهو جبان ، واخرى تكون ببركة صفات صاحب الاسم ، واسماء السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام انما هي اسماء وضعها الله المتعال للزهراء عليها السلام لعظمتها الالهية !! وهي حاكية عن صفاتها وخصائصها !! ولهذا هي سر الاسرار !! ونور الانوار !! لم يسبقها في المجد سابق ولم يلحقها لاحق !! ولو اننا اتينا فقط وفقط على ذكر الاسماء التي سماها الله المتعال بها لولجنا بحرا من الانوار لا تنتهي اطرافه ولا نسبر اعماقه !!
ومن المعلوم ان للسيدة الزهراء عليها السلام اسماء ارضية واسماء سماوية ، ومن اسماء السيدة الزهراء عليها السلام في السماء : 1- الحانية . 2- النورية ( من النور ).3- السماوية .
ومن اسماء الزهراء عليها السلام الارضية عدا عن القابها ما يلي : (فاطمة -الصديقة – المباركة – الطاهرة – الزكية – الراضية – المرضية – المحدثة – الزهراء – الحصان ” من الاحصان ” – العذراء – مريم الكبرى – الحوراء – الحرة – السيدة ) ناهيك عن الالقاب كلقب سيدة نساء اهل الجنة وسيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين !! وهذه الاسماء التي تقدم ذكرها موجودة في بحار الانوار الجزء 43 الصفحة العاشرة وما بعدها لمن اراد المراجعة .
النقطة الثالثة : المظلومية الكبرى :
فالسيدة الزهراء عليها السلام من اشد الناس على مر العصور بل القرون مظلومية ؛ وقد رسمت بمظلوميتها علامة استفهام كبرى في جبين الزمن ولا يمحوها ماح ولا يستطيع احد التنازل عنها مهما بالغ في المداراة والمجاملات والاستدارات !! الله تبارك وتعالى وحده ينظر بمظلوميتها يوم القيامة حيث انصباب اللعنة الحقيقية على ظالميها وكل راض بظلمها او مشارك او حتى مجامل لاعدائها مع قدرته على ترك المجاملة !وادل دليل على ان مظلوميتها لا تزول وتبقى الى يوم القيامة حتى ينظر الله المتعال في قضيتها عليها السلام ان قبرها عليها السلام غير معروف ولا مرئي !! وكم اعجبني جواب ذاك العالم عندما ساله ملك زمانه عن رضاه عن من ظلمها حيث قال بما محصله : اعلم ان الكتب الصحيحة اقرت بأن فاطمة عليها السلام ماتت وهي غضبى !! وبما ان الله المتعال يرضى لرضاها ويغضب لغضبها ؛ فهذا يعني ان الله المتعال غاضب على من ظلمها !! وبناء عليه : فإن فاطمة ماتت وهي على من ظلمها غضبى ولسنا نرضى حتى ترضى !! فما اجمل عبارة : ماتت غضبى ولسنا نرضى حتى نرضى !! فانتم لا تسالوا رضانا بل اذهبوا واطلبوا رضى فاطمة عليها السلام التي رضاها من رضى الله المتعال ونحن مباشرة نرضى بعد رضاها !! ولكن الواقع غير ذلك فهي غاضبة على من ظلمها وبطبيعة الحال فإن الله المتعال غاضب عليهم ونحن تبعا لله المتعال ولفاطمة عليها السلام سنغضب لغضبهما ولن نرضى او نترضى على من ظلمها !! وكيف نرضى على من ظلمها او نترضى وقد فتقوا بطنها وكسروا ضلعها واسقطوا جنينها واسسوا بذلك اصل العزاء الذي تفرع منه عزاء كربلاء !! والشاعر يقول :
لولا سقوط جنين فاطمة = لما اودى لها بكربلاء جنين .
وبكسر ذاك الضلع رضت اضلع = في طيها سر الاله يكون .
وفي رواية عن المعصوم عليه السلام ما محصله ونتيجته : انه لا يوم كيومنا في كربلاء الا ان يوم الرفسة اعظم وادهى لانه اصل يوم العذاب . صدق ولي الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق