المراة والجهاد الاعلامي - مركز الأمة الواحدة
المراة والجهاد الاعلامي

المراة والجهاد الاعلامي

شارك المقال


 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطهر الميامين.

من أهم الأساليب والطرق للتأثير على الآخرين، والعمل على تغيير طريقة تفكيرهم، وإقناعهم بما تقتنع به سلباً أو إيجاباً هو طريق الإعلام.

وهذا ما اتخذه معاوية لتغيير الحقائق ولصرف الناس عن الالتفاف حول أمير المؤمنين عليه السلام عمد إلى دفع الأموال الطائلة لأصحاب الأقلام المأجورة ليضعوا أحاديث مكذوبة تقلل من شأن أمير المؤمنين عليه السلام وتظهره بما لا يليق بمقامه الشريف، وهذه الأحاديث يتناقلها الناس وتدون وبالتالي هو عمل على الإعلام المكتوب وهو أحد الوسائل الكثيرة التي استخدمها لتحقيق مآربه.

كذلك الآن نرى الآن الكثير من أهل الضلال والأفكار المنحرفة والعقائد الفاسدة عمدوا إلى الإعلام وأنشأوا قنوات الفضائية ليبثوا من خلالها أفكارهم وسموهم وعقائدهم، وهناك من تأثر بهم واقتنع بأفكارهم.

ومما يؤسف له أن الكثير من الوسائل الإعلامية وأهمها القنوات الفضائية وحتى القنوات المسلمة البعض منها تستخدم المرأة كعنصر جذب لتحقيق أكثر نسبة متابعة من خلال الاعتماد على جمالها وحسن قوامها وزينتها وإبراز مفاتنها، بالإضافة إلى حسن منطقها ومدى إتقانها لأدوات المهنة الإعلامية.

نحن نؤكد على أهمية الدور الإعلامي وضرورة الظهور الإعلامي للمرأة والسيدة زينب سلام الله عليها قدمت أنموذجا يجب أن يحتذى به في الجهاد الإعلامي للمرأة حيث خرجت مع أخيها الإمام الشهيد المظلوم وناصرته بجهادها العلمي، والعبادي، والأخلاقي، والسياسي والإعلامي.

حيث حققت قولا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "أعظم الجهاد كلمة حق عن سلطان جائر)

ومن هذا المنبر الحر أوجه رسالتين

الرسالة الأولى لكل إعلامية مسلمة تتخذ السيدة زينب عليها السلام قدوتها وتبرز للإعلام لأي غرض كان سياسيا أو دينيا أو اجتماعيا أو غيره من الأغراض المتنوعة أن تخرج كما خرجت السيدة زينب عليها السلام.

اسمحوا لي أساتذتي الأفاضل، وأخواتي الكريمات فالسيدة زينب عليها السلام لم تخرج مكحلة العينين، وعندما أخرج وأنا متقنعة بمساحيق التجميل أو أرتدي حجابا يحتاج إلى حجاب وغير متوفرة فيه شروط الحجاب الشرعية وأستند في ظهوري على ظهور السيدة زينب عليها السلام فهذا إيذاء للسيدة زينب عليها السلام، وإسائة لرسالتها ولجهادها بأبي هي وأمي.

وعلي أن أخرج كما خرجت مخدرة الطف، وأميرة العفة، رغم ما جرى عليها من المحن والمصاعب والمآسي؛ إلا أنها ضربت أروع الأمثلة للمرأة المصرة على التثبث بمبادئها وحجابها وعفافها.

نعم الآن أنا كإعلامية أضع مساحيق التجميل بحجة حتى لا يكون وجهي شاحباً أو ألبس الملابس الضيقة جدا حتى أظهر بشكل أجمل؛ فهذا جهاد يحتاج إلى جهاد أكبر وهو جهاد النفس، جهاد الأضواء والشهرة، وأقول لإصحاب القنوات الفضائية لا تجبروا النساء الإعلاميات على ما يخالف الشريعة الإسلامية؛ وانظروا إلى المرأة بعطائها وبمنطقها وبفكرها قبل أن تنظروا إلى شكلها ومحاسنها.

وأيضاً أقول: بدل أن تزدحم القنوات وتتسابق لاستضافة النجمات والمطربات والممثلاث مع احترامي لأشخاصهم ولكن لماذا لا تزدحم لاستضافة النساء اللاتي دفعوا بأولادهم وفلذات أكبادهم وقرة عينهم لساحات الجهاد، ومن آوت ونصرت ومن ثارت على الظلم والطغيان، أمهات الشهداء وزوجاتهم وغيرهم من ضحين بأنفسهن وجاهدن بشتى أنواع الجهاد من يستحقون لقب النجومية وتسليط الأضواء

الرسالة الثانية: أوجهها لأولياء الأمور سواء كنت أيها الولي زوجاً أو أخا أو أباً وبالأخص أوجه ندائي للنساء من ذوي البيوتات الدينية الحوزوية العلمية ورجال الدين، الساحة الإعلامية بأمس الحاجة لجهاد نسوي إعلامي لماذا تمنع زوجتك؟ فهذا عبد الله بن جعفر آثر على نفسه وأذن لزوجته السيدة زينب بأن تلحق بأخيها وهو على يقين بأنها تحمل رسالة إعلامية ثورية وستعلنها على الملأ.

ولماذا تمنع أختك فهذا الإمام الحسين عليه السلام هو من قدم أخته أنموذجاً للمرأة الصابرة الصادحة بكلمة الحق وبخطبها أكملت المسيرة الجهادية لأخيها سيد الشهداء عليه السلام.

وليست هي وحدها بل أن عددا من النساء مع ما تجرعنه من ألم فقد الأحبة والسبي والضرب والظلم، إلا أنهن ألقين الخطب الخطبة تلو الخطبة والحجة تلو الحجة ومنهن: فاطمة الصغرى في الكوفة  وكان عمرها 11 سنة، عندما قالت بعد أن حمدت الله وأثنت عليه: إنا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا فجعل بلائنا حسنا وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا ... الخ خطابها

وكذلك السيدة أم كلثوم عليها السلام: حينما قالت: يا أهل الكوفة سوأة لكم خذلتم حسينا وقتلتموه وانتهبتم أمواله وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموه

فنساء بيت الوحي والرسالة يعطونا درسا آخر من دروس الجهاد الإعلامي، بأن يكون الهدف والغاية من الظهور هو إعلاء كلمة الحق؛ والدفاع عن الدين والعقيدة ؛ والتعريف بالصورة الناصعة المشرقة لمقام ومكانة أهل البيت عليهم السلام والاستفادة من حياتهم وسيرتهم ووصاياهم في علاج الكثير من القضايا والمشاكل السياسية والاجتماعية.

ختاما أقول لكل امرأة: فلتكن السيدة زينب عليها السلام هي الملهمة لك والقائدة التي تأخذين منها الأوامر والتوجيهات.

كل الشكر والتقدير للدكتورة ليندا لدعوتها الكريمة، ولكل القائمين على هذا المؤتمر المبارك لإتاحة الفرصة وللمتابعين لحسن المتابعة والاستماع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق