قِرَاءة مَعْرِفِيَّة وجديدة لِمقام السَّيِدةِ فَاطِمة الْمَعْصُومَةِ "عَلَيْهَا السَلام "عَلَى ضَوْءِ قَانُونِ الإصطفاء الْقُرْآنِي - مركز الأمة الواحدة
 قِرَاءة مَعْرِفِيَّة وجديدة لِمقام السَّيِدةِ فَاطِمة الْمَعْصُومَةِ "عَلَيْهَا السَلام "عَلَى ضَوْءِ قَانُونِ الإصطفاء الْقُرْآنِي

قِرَاءة مَعْرِفِيَّة وجديدة لِمقام السَّيِدةِ فَاطِمة الْمَعْصُومَةِ "عَلَيْهَا السَلام "عَلَى ضَوْءِ قَانُونِ الإصطفاء الْقُرْآنِي

شارك المقال



 قِرَاءة مَعْرِفِيَّة وجديدة لِمقام السَّيِدةِ فَاطِمة الْمَعْصُومَةِ "عَلَيْهَا السَلام "عَلَى ضَوْءِ قَانُونِ الإصطفاء الْقُرْآنِي
 بِقَلَم: سَمَاحَة الشيخ اسد مُحَمَّد قَصِير.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى المبعوث رَحْمَةً لِلْعَالَمِينِ ابي القاسمِ محمَّد وآلهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين
وبَعدُ  : 

إن ّمنِ اِهْمِ الظَّوَاهِر الْقُرآنِيَّة والأسس الْبِنْيَوِيَّةِ وَالْعَقْدِيَّةِ لِلْمَنْظُومَةِ الدِّينِيَّةِ، هُوَ قَانُونُ الإصطفاء، وَقَدْ تَعَدَّدَ النَّصُّ الدِّينِيُّ فِي التَّعْبِيرِعَنْهُ : الإصطفاء, الإجتباء, الْجْعَل, الإختيار والإنتخاب، وَلَكِنَّ كُلَّ هَذِهِ اِلْمَعَانِي تَنْدَرِجُ تَحْتَ الْعُنْوَانِ الْعَرِيضِ، وَهُوَ " الإصطفاء"، وَقَانُونُ الإصطفاء لَه مَفْهُومٌ وَاسعٌ وَلَهُ وَمَنْظُومَةٌ مُتَكَامِلَةٌ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، بِحَيْثُ نَسْتَطِيعُ الْقَوْلَ أَنَّ هُنَاكَ مِئات الآيات الَّتِي تَرْتَبِطُ بِهَذَا الْمُعَنَّى ظَاهِرًا أو باطناً صريحا أَوْ بِالْمُلَازِمَة.

ظَاهِرَةُ الإصطفاء فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم

وَأَهَمُّ مُعْطَيَات ظَاهِرَةِالإصطفاء الْقُرْآنِي،  الْأُمُور التَّالِيَة:

أَوَلَاً : الإصطفاء يَخْتَلِفُ بِحَسب الْمُتَعَلّق بِهِ فَقَدْ يَكُونُ مَا تعلَّق به أَفْرَاداً مِنَ الْإِنْسَانِ، وَقَدْ يَكُونُ غَيْرُ ذَلِكَ.
 وَكَلَاَمُنَا هُنَا فِي الإصطفاء الْإِنْسَانِيِّ ، وَمِثالُه  فِي قَولهِ تَعَالَى:

{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ } ([1])  ، وأمَا إصطفاء غَيْر أَفرَاد الْإِنْسَان، فَمثالهُ قَولهُ تَعَالَى: { وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ([2])
.
ثَانِيَا: إِنَّ مَسألَةَ الإصطفاء قَضِيَّةٌ إلَهِيَّةٌ غَيْبِيَّة ، فاللهُ يَخْتَارُ وَيَجْتَبِي مِنْ عِبَادِهِ مَن وَمَا يَشَاءُ.

ثَالِثَا: للإصطفاء مصاديقٌ كَثِيرَة، فَبَدَأَ الإصطفاء الْإلَهِيَّ لِلْإِنْسَانِ بـــ  " آدَمَ" - عَلَيْهِ السُّلَّام- مُرُورًا بــ " إبراهيم" عَلَيْهِ السُّلَّام، { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ([3]) ، وَمَنْ ثُمَّ بَقي الإصطفاء فِي عَقِبِ نَبِيِّ اللهِ إبراهيم عَلَيْهِ السُّلَّامَ، قَالَ تَعَالَى:
{ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }  ([4])

رَابَعَا: إِنَّ للإصطفاء مَرَاتِبَ وَدَرَجَاتٍ، أَرْفعَها مرتَّبَةً الْإمَامَةُ  { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } ([5])، ثُمَّ النُّبُوَّةُ، ثُمَّ الرِّسَالَةُ الَّتِي هِي مَنْزِلَةٌ مِن منَازِلِ النُّبُوَّةِ.
وَإِذَا مَا رَجْعنَا إِلَى قِصَّةِ نَبِيِّ اللهِ إبراهيم عَلَيْهِ السُّلَّامَ ، سَنَجِدُ أَنَّه وَصلَ إِلَى مَرْتَبَةِ الْإمَامَةِ بَعْدَ أَنْ كَانَ نَبِيَّا وَرَسُولَا فَاِصْطَفَاهُ اللهُ إمَامًا بَعْدَ ذَلِكَ.

خَامِسَا: إِنَّ للإصطفاء عَلَاَمَاتٍ وَتَجَلِّيَاتٍ، مِنْهَا: الطُّهْرُ بِالْإِرَادَةِ الْإلَهِيَّةِ، الْعِلْم اللَّدنِيِّ، الْمُعْجِزَات وَالْكَرامَاتِ، الْعُبُودِيَّة الْكَامِلَةَ لله عزّوجلّ، الشَّفَاعَة الْكُبْرَى، الْعِصْمَة، وغيرذلك ممايتطلبه التَّكْليف الرِّسَالِيُّ لِلْفَرْدِ الَّذِي إصطفاه اللهَ تَعَالَى.

سَادِسَا: إِنَّ لِلْاِصْطِفَاءِ حكْمَةً وَمَقَاصِدَ وَإِنَّ الْمَقْصدَ الْأَعْظمَ مِنَ إصْطِفَاءٍ فَرَد، َأَنْ يُؤَدِّيَ مَنِ اِصْطَفَاهُ اللهُ – فِي أَيِّ مَرْتَبَةٍ مِنْ مَرَاتِبِ الإصطفاء – دَوْرًا رِسَالِيًّا عَلَى أكْمَل وَجْه اراده الله تَعَالَى.

سَابعاً: قَانُون الإصطفاء لَهُ مُلَازِمَاتٌ وَمُقْتَضَيَاتٌ، مِنْهَا : الطَّهَارةُ ، فَلَا إصطفاء بِلَا طَهَارَة ، ولاطهارة دُونَ انْ يسْبقِهَا إصطفاءٌ، وَالْعَكْسُ صَحِيحٌ، وَكُلُ تَطْهِيرٍ يَقْتَضِي الْعِصْمَة.

علماً أنّ حقيقة الإصطفاء رَكيزَةٌ مَعْرِفِيَّةٌ لِتَكْوِين رُؤْيَة عَقْدِيَّة صَحِيحَة عَن الشَّخْصِيَّاتِ الرِّسَالِيَّةِ " الْأئِمَّة وَالْأَنْبِيَاء والأوصياء "، بِحَيْثُ لَا يَمُّكنُ انَّ يَكُون عَارِفًا بِهَا الَا مَنْ خِلَالَ مَعْرِفَةِ ظَاهِرَةِ الْاِصْطِفَاءِ الْإلَهِيِّ.
وَلَو ارْدنَا الْكَلَاَمَ عَنْ هَذِهِ الظَّاهِرَةِ الْقُرْآنِيَّةِ بِشَكْلٍ مُسْهِبٍ ؛ لاحْتَجنَا الى وَقْت طَوِيل وَمُؤَلِّف كَبِيرِ - لَعَلَّهُ يَصْدِرُ فِي وَقْتِ قَرِيبِ- ، وَالْمَقَام لايسعُ الإِطَالَة .

  السِلْسلَةُ الْمُصْطَفَاةُ  

وَنَحْنُ فِي هَذَا الْمَقَالِ – عَلَى عُجَالَةِ – نُسَلِّطُ الضَّوْءَ عَلَى معْنى الإصطفاء الْإلَهِيَّ فِي قَوْلِهِ: { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ *ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} .  

فَهَذَا الإصطفاءُ هُوَ اِصْطِفَاءٌ مُسْتَمِرٌّ، وقدتَعَلَّقَ بِآدَمِ وَنَوْحٍ إِلَى إبراهيم عَلَيْهِ السُّلَّامَ، وَتَفَرَّعَ مِنْ إبراهيم عَلَيْهِ السُّلَّامُ سِلْسِلَتَانِ عَامَةٌ وَخَاصَّةٌ، فَالْخَاصَّةُ هِي سِلْسلَةُ آلِ عُمْرَانَ، الَّتِي إِنْتهت بِنَبِيِّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السُّلَّام.

وَالْعَامَّةُ وَهِي السِّلْسلَةُ الإبراهيمية الإسماعيلية، وَهَذِهِ سِلْسلَةٌ تَنْتَهِي بِالْإمَامِ الْمَهْدِيِّ عَلَيْهِ السَلَامَ، وَهِي عَامَّةٌ كَمَا فِي كَلام اللهِ تَعَالَى لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله:{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًاوَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} ([6])، فَكَانَتْ رِسَالَتُهَا رِسَالَةً عَامَّةَ.

فَالسِلْسلَةُ وَاحِدَةٌ، وَهِي سِلْسلَةُ إبراهيم عَلَيْهِ السَلَامَ، وَهَذِهِ السِلْسِةُ ، هِي بِدَايَةُ الإصطفاءِ الإلهي، للسلالة الإسماعيلية الإبراهيمية وَهي مُسْتَمِرَّةٌ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ:{ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} .

مَرْتَبَةُ الإصطفاء

للإصطفاء مَرَاتِبَ، مِنْهَا مَرْتَبَةُ النُّبُوَّة، وَهِي مُتَمَثِّلَةٌ فِي : 

1- السِّلْسلَة الَتّي تَفَرّع مِنْهَا آلُ اسحاق عَلَيْهِ السَلَامَ ، وَتَفَرَّعَتْ مِنْها سِلْسلَةُ آل عِمْرَان ومِنْ آلِ عِمْرَانَ خَلُصَتْ إمرأةٌ  اصْطَفِاهَا اللهَ تَعَالَى هِي: مَرْيَمُ بِنْتِ عِمْرَان عَلَيْهَا السَلَام : { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ } ([7])

وَمَرْتَبَةُ الإصطفاء لِلسيِّدَةِ مَرْيَم عَلَيْهَا السَلام، هِي بِمِثْل مَرْتَبَةِ النُّبُوة, إلاَ أنّها ليست بِنَبية.
وَمِنْهَا: مَرْتَبَةُ الْإمَامَةِ، وَهِي فِي بَعْضِ افراد السِّلْسلَةِ الإبراهيمية الإسماعيلية.

2- الإصطفاء الإسماعيلي، وَهُوَ الْفَرْعُ الثاني للإصطفاء، وَهِي السِّلْسلَةُ الإسماعيلية، الَّتِي ذِكْرِهَا اللهَ بُقولِهِ عزوجل: { رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }. ([8])

 فَهَذَا الإصطفاء فِي هَذَا الْفَرْعِ إِلَى انَّ يَرِثَ اللهُ الْأرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا. ([9]) ، { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }.

واعلى مَراتَب السِّلْسلَةِ الإبراهيمية، هِي مَرْتَبَةُ مُحَمَّدٍ وَآلٍ مُحَمَّدٍصَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِم اجمعين، وَهَذَا الإصطفاء هُوَ مَرْتَبَةُ الْإمَامَةِ، وَهِي اعلى دَرَجَاتٍ الإصطفاء، وَقَدِ اشار الْقُرْآن الْكَرِيمَ لِهَذِهِ الْمَرْتَبَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:  { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}. ([10])

أولاً  :  كَانَ فِي طَلِيعَة مَنِ اِصْطَفَاهُمِ الله عز وجل منْ آلِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله ،السَّيِّدَةُ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِعَلَيْهَا السُّلَّامَ، كَمَا اِصْطَفَى مِنْ ذَرِّيَّةٍ آلِ عِمْرَان ، السَيدَةَ مَرْيَم عَلَيْهَا السَلامَ، مَعَ فَوَارِق بَيْنَهُمَا، فَفَاطِمَة اِصْطَفَاهَا اللهُ وطهَّرها تَطْهِيرًا، وَالسَّيِّدَة مَرْيَمَ اِصْطَفَاهَا وَطهَّرَهَا، فعبَّرَ بِالطَّهَارَةِ فَقَط.

ثَانِيَا : إِنَّ الإصطفاء الْفَاطِمِي فِي اعْلى مَرَاتِب الإصطِفاء ، وَهِي مَرْتَبَةُ الْإمَامَة ، وَاِصْطِفَاء مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَلامُ بِدَرَجَةٍ مِنْ دَرَجَاتِ النبُوَّةِ.

وَمِنِ الآيات الَّتِي تُشِيرُ إِلَى إصطفاء آل مُحَمَّد ، قَوْلَهُ تَعَالَى:  { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ } ([11])

وَعِنْدَ التَأَمُّل فِي هَذِهِ الآيات تَظْهَرُ الدَّلَالَاتُ التَّالِيَةُ :  

أَنَّ اللهَ اِصْطَفَى كَوْكَبَةً ؛ لِتَكُون بعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلم، وَهِي الَّتِي ذِكَرِهَا اللهَ بُقولِهِ عِزَّ وَجَل : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} ([12])، فَهُمْ مُطَهَّرُونَ تَطْهِيرًا.

ثَالثاً : إنَّ الَّذِينَ اِصْطَفَاهُمِ اللهُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله أَوَرثَهُم الْكِتَابَ، وَهَذَا يَعْنِي لَدَيْهم عِلْمُ الْكِتَابِ، {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا}. 

رَابَعَا: الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ تُشِيرُ أَنَّ مَن اِصْطَفَاهُم اللهُ عِزَّ وَجَلَّ لِيَكُونُوا خُلَفَاء النَّبِيِّ فِي الدِّينِ حَمَلَة وخفظة الْكِتَابَ، هُمْ مِمَّنْ جَعَلَ اللهُ عزّوجلّ الرِّسَالَةَ فِيهمْ { اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} ([13])

وَالْحِكْمَةُ مِنْ ذلَكَ نَشْرُ الْهِدَايَةِ بَيْنَ النَّاسِ بَعْدَ النَّبِيِّ وَحِمَايَةِ الدِّينِ والمُحافظة عليه مِنَ التَّحْرِيفِ، فَهُمْ مَرْجِعِيَّةُ الْأمَّةِ الْعَلَمِيَّةِ وَالرُّوحِيَّةِ والإجتماعيةِ ، وَالْقُدْوَة الصَّالِحَةَ وَالْمِثَلَ الْأعْلَى لِلْمُسْلِمِينَ بَلْ لِلْعَالَمَيْنِ.

خَامِسَا: مِنْ دَلَالَةِ الآية أن الذِينَ اِصْطَفَاهُمِ اللهُ خُلَفَاء للنَّبِيِّ صلَّى الله عليه وآله هُمِ ابْرزُ وارقى مصاديق سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ وَبِذلك هُمِ الْأقْرَبُ إِلَى اللهِ عزّ وَجَلّ : {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} ([14])

خُلَّاصَةٌ فِي مَرْتَبَةِ آل مُحَمَّد عَلَيهم السَلام

النَّتِيجَةُ النِّهَائيةُ : آلَ مُحَمَّد هُم اعلى مصاديق مَرْتَبَة الإصطفاءالإبراهيمي " آلَ إِبْرَاهِيمَ " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي } ، وَهُمِ الَّذِينَ ذكَرهم الله فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} ([15]) ، وَهُمِ الَّذِينَ أَمْر الله تَعالَى في مُحكَم كِتَابه بالصَّلَاَةِ عَلَيْهُمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ([16]).([17])

فَجَعَلهُمْ أئِمَّةَ هِدَايَة لِخَلقِه، فَلهُم الْإمَامَةُ وَالْخِلَاَفَةُ الْكُبْرَى.

نَمَاذِجُ مِن مصاديق الإصطفاء الْإلَهِيِّ فِي السِّلْسلَةِ الإبراهيمية الإسماعيلية

وَنعودُ هنا ِإلى الإصطفاء الْإلَهِيِّ مِنَ السِّلْسلَةِ الإبراهيمية الإسماعيلة ، فَهُنَاكَ رِجَالٌ اصطفاهم الله تعالى لَيْسُوا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، وَلَكِنَّ بِمَنْزِلَةِ الْأَنْبِيَاءِ، مِثْلُ هَاشِم بْن عَبْدِ مَنَافٍ، وَعَبْد الْمَطْلَبِ بْن هَاشِم ([18]) ، وَعَبْداللهِ بْن عَبْدِ الْمَطْلَبِ وَالِد النَّبِيِّ الأ كْرَمِ " صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله"، وَأَبِي طَالِب بن عَبْدِ الْمَطْلَبِ، وَالْعَبَّاس بْن عَلِي بن ابي طَالَب وَعِلُي الْأكْبَرُ، وَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْأَنْبِيَاءِ، وَلَكِنَّ لَيسُوا بانبياء.

وَأَمَّا مِنَ النِّسَاءِ الْمُصْطَفَيَاتِ مِن هذه السِلسِلة ، فمنها : السَّيدَة الزَّهْرَاءِ عَلَيهَا السّلام الَّتِي اِصْطَفَاهَا اللهُ اصطفاءً   بِمَرْتَبَةِ الْإمامَةِ، وَهِي حُجَّة عَلَى الْحجَجِ ([19]) ، ومِنها: أمُ المؤمنين السيدَة خَدِيجَة بنت خُويلد ، ومنها : السّيدَة زَيْنَب عَلَيْهَا السّلامَ ، وِمنها : السيدة فاطمة الْمَعْصُومَةَ.

خَاتِمةٌ : الدَّليلُ عَلَى الإصطفاء الْإلَهِيَّ لِلسّيدِة الْمَعْصُومَةِ.

أولاً : لابِدّ مِنَ الرُّجُوعِ إِلَى عَلَاَمَات الإصطفاء الَّتِي تَجَلَّتْ فِيهَا عَلَيْهَا السّلام ، فَقد كَانَتْ عِالمَةُآل مُحَمَّد كماكان اخوها عَالِمَ آلَ مُحَمَّد، وَكَانَ لَدَيْهَا الْعِلْم اللَّدنِيُّ، حَيْثُ أَنَّها كَانَتْ تُعَلمُ الدِّينِ فِي صغَرِهَا ، وَالْعِلْم كَانَ حَاضِرَا عِنْدَهَا، فَكَانَتْ عَالِمَة غَيْرُ مُعَلَّمَة.

ثَانِيَا : كَانَتْ عَلَى دَرَجَةٍ عَالِيَةِ مَنِ التَّقْوَى وَالصَّفَاءِ وَالْإيمَانِ، فَوَصَلَتْ إِلَى اعلى دَرَجَة مِنْ دَرَجَاتِ الْعَبوْدِيَّةِ  لله عزَّ وَجَل، فَقَدْ كَانَ يُقَالُ هِي بِنتُ الْإمَام الْكَاظِم عَلَيْهِ السلامَ فِي تَقْوَاهَا ونقائِها وصفائِها.

ثَالِثَا: الطَّهَارَةُ، وَهَذَا الْأَمْرُ وَاضِحٌ، فَقَدْ طَهَّرَهَا اللهُ واخرجها مِنْ صَلْبِ الطَّاهِرِينَ مِنْ أهْلِ الْبَيْتِ عَلَيْهُمِ السّلام وَاخْتَارَ لَهَا رَحِمَا مِنَ الأمازيغ كَانَ مَنِ أطْهَر وَاشْرف النَّاسَ، وَهِي " نَجْمَةَ " فَهِي مِنَ الارحام المُطهَرَة والاصلاب الشَّامِخَة.

رابعا : كَرامتُها فَقَدْ ظَهَرتْ لَهَا الْكَرَامَاتُ الْبَاهِرَةُ فِي حَيَاتِهَا وَبَعْدَ مَمَاتِها.

خَامِسَا: لَهَا الشَّفَاعَةُ الْكُبْرَى كَمَا وَرَد فِي النُّصُوصِ أَنَّ لَهَا ثَلَاثَة مِن تسْعَةٍ مِمَّنْ يَشْفَعُ يَوْم الْقِيَامِ.

سَادِسَا : الدَّوْرُ الرِّسَالِيُّ الْكَبِيرُ الَّذِي قَامَتْ بِهِ، حَيْثُ كَانَتْ وَزِيرَةٌ وَشَرِيكَةُ وَنَصِيرَةٌ لِأَخِيهَا الْإمَام الرِّضَا عَلَيْهِ السَلامَ، كَمَا كَانَتْ زَيْنَبٌ لِلْحسينِ عَلَيْهِ السلامَ، وَكَانَ لَها دَوْرٌ كَبِيرٌ فِي نشروتبليغ الْإِسْلَامَ سَوَاءً فِي الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ أَم فِي طَرِيقِ هِجْرَتِهَا، هَذِهِ الْعَلَاَمَاتِ تُؤَكِّدُ أَنَّ هَذِهِ الْمَرأة التي اِصْطَفَاهَا اللهُ عِزَّّ وَجَلّ كَانَت مِنَ الطَّاهِرَاتِ الْمُطَهَّرَات السَّاجِدَاتِ الْعَابِدَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ.

فَالله قَدِ اِصْطَفاها وَفَضَّلَهَا عَلَى نِسَاءِ عَالَمِهَا، فَهِي صُورَةٌ مُصَغَّرَةٌ عَنْ جِدَّتِهَا فَاطِمَة الْكُبْرَى وَالْآيَةِ الْعُظْمَى صَلَوَاتَ اللهِ عَلَيْهَا بِكُلِّ ابعادها الْمَلَكُوتِيَّةِ  وَالنُّورَانِيةِ وَالْعِلْمِيَّةِ وَالْمُجْتَمَعِيَّة ، وَهَذَا هُوَ السِرُ في أَنَّ اللهَ تعالى جَعَلَ مِن مَدِينَةِ قُم اكْبَر مَشْعَل للهدَايَةِ الْمَعْرِفِيَّة وَالْحضَّارِيَّة إِلَى يَوْمِنَا هَذَا ، لَازَالَتْ هَذِهِ الْمَدِينَة تَشع نورًا بِبَرَكَاتِ السّيِدَةِ فَاطِمَةَ الْمَعْصُومَةِ عَلَيْهَا السّلامَ الَّتِي يَنحَنِي امام قَبرهَا كِبَارِّ الْعُرَفَاءِ واعاظم اِلْفَقْهَاء وَالْمُجْتَهِدِينَ وَيُكَحِّلُونَ عُيونَهُمْ بِتُرَابِ مَرْقَدِهَا الشَّرِيفِ. جَاء فِي الْحَديثِ انَّ مَدِينَةَ قُمْ فِي آخر الزَّمَانَ سَتَكُونُ مَنَارَةَ عِلْمٍ وَحُجَّةٍ عَلَى اهْل الدُّنْيَا. ([20]) ، فَسلامُ اللهِ عَلَيْكِ ياسَيدَتِي وياشَفِيعتي يافاطمةُ يا بِنْتَ مُوسَى بْن جَعْفَرِ يابنت رَسُولَ الله ورحمة الله وَبرَكاته.

هَذَا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى رَسُولِهِ الْأَمينِ وَآلَ بَيْتهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ





[1] - آل عمْرَان / 33 .
[2] - الْبَقَرَةُ / 132.
[3] - آلَ عُمْرَانُ/33- 34.
[4] - الزُّخْرُفُ / 28.
[5] - الْبَقَرَةُ / 124 .
[6] - سَبَأ / 28.                                                                                              
[7] - آل عِمْرَانُ / 42.        
[8] - إبراهيم/ 37.
[9] - لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله: (( إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنْ الآخَرِ: كِتَابَ اللهِ، حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونَني فِيهِمَا)) .
[10] - الْبَقَرَةُ / 124.
[11] - فاطر/32.
[12] - الْأحْزَابُ / 33.
[13] - الْأَنْعَامُ /124   .
[14] - الواقعة/ 10- 11.
[15]  - الأحزاب /33 .    
[16] - الأحزاب / 56.
[17] - فَسَّرَ هَذَا النَّبِيِّ الْأعْظَمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله، بِقَوْلِهِ كَمَا رَواَه الْبُخَارِي في صَحيحه :
((6357 - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، فَقَالَ: أَلاَ أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً؟ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: " فَقُولُوا: (( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ )) .
[18] - شَأْن عَبْدِ الْمَطْلَبِ فِي الْإِسْلَامِ يتضج مِنْ خِلَالَ السَّنَنِ الَّتِي كَانَ يَقُومُ بِهَا، فقد جاء الْإِسْلَام وَاقرهَا رسُولُ الله  فِي التَّشْرِيعِ الْإِسْلَامِيِّ، وَهِي كَمَا فِي الرِّوَايَةِ:
عَنِ الْإمَامِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السُّلَّامَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِلْإمَامِ عَلِيَ عِلِّيَّهُ السُّلَّامَ: لِقَدَّ أَجَرَى عَبْدُ الْمَطْلَبِ خَمْسَةَ سَنَنٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَدْ أَقَرَّهَا اللهُ فِي الْإِسْلَامِ:
فَقَدْ حَرَّمَ زَوَاج الإِبْن مِنْ زَوْجَةِ أَبِيهِ، وَجَاءَ الْقُرْآنُ بِمِثْلُ هَذَا:
{ وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء }   النساء/22
لَمَّا حَفْرِ بِئْرِ زَمْزَمَ وَوَجَدَ فِيهِ الْمُجَوْهَرَاتِ الَّتِي رَمَاهَا آخِرُ حُكَّامِ جَرِّهِمْ وَهِي الْهَدَايَا الْمُقَدَّمَةُ لِلْكَعْبَةِ، أَخَذَهَا لَهُ وَدَفَعَ خُمُسَهَا فَقَطْ،والله تَعَالَى يَقُولُ:
{ وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَي‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ }  لَمَّا حَفْرِ زَمْزَمَ سَمَّاهُ سِقَايَةَ الْحَاجِّ فَأَنْزَلَ اللهُ عِزِّ وَجَلٍّ: { أَجَعَلْتُمْ سِقايةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَومِ الْآخِرِ }   ، جَعَلَ عَبْدُ الْمَطْلَبِ ديّة الْمَقْتُولَ مِئَة نَاقَةً، وَكَذَلِكَ جُعَلِهَا الْإِسْلَامَ .
جَعَلَ أَشْوَاطُ الطَّوَافِ سَبْعَةً وَمَنْ قِبَلِهِ لَمْ تَكُنْ مُحَدَّدَةٌ بِعَدَدِ))   .
[19] - (( نَحْنُ حُجُجُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَجَدَتْنَا فَاطِمَةُ " عَلَيْهَا السُّلَّامَ " حُجَّةَاللهِ عَلَيْنَا)) .
[20] - وَرَدٌّ فِي الْحَديثِ عَنِ الْإمَامِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السُّلَّامَ:
(( سَتَخلو كوفَةُ مِنَ المُؤمِنينَ ، ويَأرِزُ حديث عَنهَا العِلمُ كَما تأرِزُ الحَيَّةُ في جُحرِها ، ثُمَّ يَظهَرُ العِلمُ بِبَلدَةٍ يُقالُ لَها قُم ُّ، وتَصيرُ مَعدِنًا لِلعِلمِ وَالفَضلِ حَتّى لايَبقى فِي الأَرضِ مُستَضعَفٌ فِي الدّينِ حَتّى المُخَدَّراتُ فِي الحِجالِ ، وذلِكَ عِندَ قُربِ ظُهورِ قائِمِنا ، فَيَجعَلُ اللّه ُ قُمَّ وأهلَهُ قائِمينَ مَقامَ الحُجَّةِ ، ولَولا ذلِكَ لَساخَتِ الأَرضُ بِأَهلِها ، ولَم يَبقَ فِي الأَرضِ حُجَّةٌ ، فَيَفيضُ العِلمُ مِنهُ إلى سائِرِ البِلادِ فِي المَشرِقِ وَالمَغرِبِ ، فَيَتِمُّ حُجَّةُ اللّه ِ عَلَى الخَلقِ حَتّى لا يَبقى أحَدٌ عَلَى الأَرضِ لَم يَبلُغ إلَيهِ الدّينُ وَالعِلمُ ، ثُمَّ يَظهَرُ القائِمُ عليه السلام))  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق