العنصرية والعنصرية المغلفة (الإنسانية الانتقائية) - مركز الأمة الواحدة
العنصرية والعنصرية المغلفة (الإنسانية الانتقائية)

العنصرية والعنصرية المغلفة (الإنسانية الانتقائية)

شارك المقال

عندما قتل #جورج_فلويد على يد شرطي أمريكي أبيض... استنكر العالم بأسره هذه الواقعة وكان العالم العربي والاسلامي في طليعة المستنكرين على هذه الجريمة!

ولأن هذه الجريمة تحولت الى حدث اخباري عالمي بسبب موجة الغضب في أميركا، واهتمام العالم بما يحدث هناك على اعتبار ان اي تغيير في اميركا سينعكس على الجميع سواءً أكان تغييراً سلبيًا أو إيجابياً..

لكن اكثر ما لفتني حقيقة أو أكثر ما أدهشني أو أضحكني أو استفزني أو لنقل -جميع ما سبق- هي ردود فعل الكثير من العرب على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا في الصفحات الاجنبية واغلبهم كان يعلق على الحادثة بعبارة: "الحمدلله على نعمة الاسلام"..!!

مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم محمد أحمد الشيخ

الإسلام؟!!
الله أكبر..
عن أي إسلام يتحدثون؟!
وهل يعرف هؤلاء المتنطعون البؤساء ماهو الإسلام أصلًا؟!

ألا يعرفون أن عنصريتهم هي الأقبح على الإطلاق... فلماذا لم يتفاعلوا مع خبر قتل طفلة مسلمة بريئة اضطرتها ظروفها المادية للعمل كخادمة عند أسرة مسلمة في دولة مسلمة هي، باكستان الاسلامية!

هل اضطهاد العمال والنازحين السوريين في لبنان من الاسلام؟
هل العنصرية المتبادلة بين الجنوب والبقاع اللبناني من الاسلام؟

هل اضطهاد العمال الأجانب في دول الخليج واحتقارهم من الاسلام؟

هل الدعوات العنصرية ضد الوافدين -المصريين تحديدًا- في الكويت، من الاسلام؟
هل احتقار النخبة النجدية الحاكمة لاهل الحجاز والشمال والمنطقة الشرقية والجنوب -وخصوصا اهل جيزان- من الاسلام؟

هل اضطهاد فئة #البدون في الخليج من الاسلام؟

هل ما ارتكبته مجرموا القاعدة وداعش أو "تنظيم الدولة" -كما يحلو لقناة الجزيرة أن تسميهم- في سوريا والعراق من تشريد وحرق وذبح وسبي للأطفال والنساء واغتصابهن من الاسلام؟

وهل قتل الآلاف من المدنيين في اليمن بالطائرات والصواريخ أو بالحصار والتجويع من قبل من يطلقون على أنفسهم "التحالف العربي"، من الاسلام؟

هل ذبح الاسرى واعدامهم ميدانيا والتنكيل بجثثهم والتفاخر بذلك، من الاسلام ؟

هل قتل وطرد العمال الشماليين البسطاء والاعتداء عليهم ومصادرة ممتلكاتهم في مدينة عدن من الاسلام؟

هل تعذيب الاسرى واغتصابهم في سجون الامارات السرية من الاسلام؟

هل التنابز المناطقي والعرقي والتكفير المذهبي (مجوس، فرس، بقايا الهنود والصومال، دحابشة، متوردين ...الخ) من الاسلام؟

هل التنمر على لكنة اهل تعز (مثلًا) من الاسلام؟

هل احتقار الناس بسبب لون بشرتهم -كما يطلق عليهم في الشمال "الاخدام" او كما يطلق عليهم في حضرموت "العبيد" ، او بسبب المهنة او الوضع المادي، من الاسلام؟

هل احتقار النساء من الاسلام؟

هل؟ وهل؟ وهل؟

 الشعوب العربية وكثير من شعوب العالم الاسلامي المتأثرة بهم هي شعوب موبوءة بالعنصرية المركبة... شعوب مريضة نفسيًا، تعاني من حالات انفصام على الصعيد الجماعي والفردي...شعوب تحتاج الى اعادة تأهيل نفسي وتربوي.

على الدوام كان العرب يزعمون انهم القومية الأكثر تسامحاً وكرماً ويطالبون القوميات الاخرى ان تحترمهم وتقر لهم بالأفضلية، لكنهم في نفس الوقت يشنون حملات تحريضية ضد جميع الشعوب الاسلامية الغير عربية!! فمثلا نجد أن ماكينة الاعلام العربية تحرض باستمرار ضد القومية "الفارسية" في الوقت الذي يدين هؤلاء الفرس بدين النبي العربي (ص)..!!!

لماذا هذا التحريض؟

بسبب الاحقاد الجاهلية ولكن هذه الاحقاد اليوم مغلفة بالطائفية النتنة.
مع ان العرب وقريش تحديدا كانوا اول من حارب الاسلام .. ولازالوا. .

إذاً هي عنصرية لا تقل قذارة عن عنصرية الامريكان والاوروبيين بل هي اكثر قبحًا وبشاعة لانها تزعم انتمائها لهذا الدين العظيم ومع ذلك فلديها انتقائية ومعايير مزدوجة في الجانب الديني... فمن الحقارة أن تتباكى على مسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفو والشيشان (لأنهم من ذوي البشرة البيضاء) ولا أحد يتذكر ما يحصل لمسلمي نيجيريا مثلا؟

الشعوب العربية التي تتباكى اليوم على مسلمي الروهينغا هي ذات الشعوب التي أنجبت وربت القتلة الذين نظروا ورتبوا ومولوا وأرسلوا المفخخات والانتحاريين لقتل الشعبين العراقي والسوري، ثم صفقت تلك الشعوب لتلك الجرائم كي تشبع شهوتها الطائفية الشيطانية!

هؤلاء الذين يظنون انهم مسلمون حقًا ويتفاخرون بانتمائهم لهذا الدين الذي يأمرهم بالتقوى وهم يصنعون العكس تماما، هم في الواقع ليس لهم من اسلامهم سوى الشكل والمظهر لكن الحقيقة والجوهر والتربية والثقافة تشهد ان نفسياتهم (جاهلية عتيقية) شيطانية يهودية أمريكية ..
لقد قتل الشرطي الأمريكي  جورج فلويد خنقاً تحت ركبته لأن ذلك الشرطي تشبع بالعنصرية وانتقل من ممارستها لفظيًا الى ممارستها عملياً... فقط لان فلويد من ذوي البشرة السوداء!
وهذا بالضبط ما حصل في دولنا العربية..
العنصرية المناطقية التي كان الجميع يراها ويسمع بها انتقلت من حالة الكبت الداخلي الى ممارسة جرائم القتل والسحل كما حصل في بعض المحافظات اليمنية على سبيل المثال!

العنصرية في الوظيفة العامة وحصرها على منطقة دون أخرى ..
العنصرية الدينية واضطهاد جماعة مذهبية ضد مذهب اخر..
العنصرية القومية .. العنصرية المناطقية .. الحزبية .. القبلية .. الأسرية . . وكل اشكال العنصرية مرفوضة شرعاً وعرفاً وديناً..

الشعوب التي ارتضت الاسلام المزيف البعيد عن الاسلام المحمدي الأصيل..

الشعوب التي تمجد قتلة قديسي نينوى
هي شعوب تستحق أن تلعن اناء الليل واطراف النهار...

فلعن اللهُ أمَّةً اسرجت والجمت وتنقبت لقتالك...

ولعن اللهُ أمَّةً سمعت بذلك فرضيت به...

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي المركز وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق