المناعة النفسية 2 - مركز الأمة الواحدة
المناعة النفسية 2

المناعة النفسية 2

شارك المقال


عرفنا أن ولا بُد للجسم من مناعة؛ تَقيه من الأمراض وتكون بمثابة خط الدفاع الأساسي عن أنسجة الجسم، وكذلك النفس يجب أن تملك خط دفاع ثُلاثي الأبعاد؛ لكي تستطيع أن تعيش الحياة بكل تحدياتها ،فكيف نكسب مناعة نفسية؟ وماهي طرق الحصول عليها:

مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم صفية جعفر

أولاً: ذكر الله عز وجل (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) فحينما يكون ارتباطك بالله قوي وذكرك له لا ينقطع هُنا أنت سلمت زمام أمورك للفاعل الأكبر والمهيمن على القلوب في الكون(فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) عندما تقرأ هذه الآية ستكون بمثابة الدافع لتواجه خضم الحياة..

ثانياً: التسبيح يجعلك تهدأ إذا غضبت النار التي تتوقد داخلك ستُطفئها كلمتين حبيبتين (سبحان الله) قال المولى في عُلاه: (واصبر على مايقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب)التسبيح يبعث فيك روح من الثبات الإلهي،إيمان عميق،وثقة لا تُضاهي،لن ينتزع منك شيء فرحتك في هذا الكون حين تُنزه الله فأنت أيقنت أن كل شيء لن يضرك،إنها الحياة وبتلك المشاعر الرقيقة التي لا تخلو من أحد منا فإننا مُعرضين دائماً للمؤاثرات البشرية فهشاشة مشاعرنا لا تقل ضعفاً عن حولنا وقوتنا إلا بالله...

ثالثاً: يجب أن نُفرق بين أفواه المنتقدين وأفواه المحبين الذين يتمنون لنا الخير، فقد ينتقدك شخص حباً لك وآخر ينتقدك بسبب مشاعر سلبية بينك وبينه خصومات، احتكاكات وأشياء قد تجعله يوجه إليك وابل من الجمل التي قد تُضعف من مناعتك النفسية، فالشخص حينما يكون معك ويعطيك كلام ونصائح هنا استجيب لكن شخص ينتقدك ؛بسبب نجاحاتك، توجهاتك من هذه الناحية عليك أن تتعلم اسلوب التخلص...

فالمناعة النفسية حينما تكون متسلح بها ذاتياً ستمضي في طريقك وعينيك تنظر إلى الأمام نصب أهدافك، فكما أن للجسم عضلات وعندك قوة في جسدك، من الضروري ان تمتلك عضلات في قلبك، مشاعرك، أحاسيسك
حتى على مستوى، تصرفاتك من خلال كلامك يُبان مدى عقلانيتك، نفسيتك، أنت عندما تواجه أمور سلبية أنت تستطيع ان تعملها مشكلة، وفي نفس الوقت تستطيع ان تبقيها أمر عادي وسوف يمر كبقية الأيام التي عشتها وتعديت الكثير من العثرات القلبية.. .

لماذا في أوقات يتحول ذلك الشخص من تلك الطاقه المعنوية الهائلة إلى حالة من الهدوء النفسي الذي قد لا نجد له تفسيراً معظم الأوقات؟!هذا كله يحدث نتيجة حادث أصاب قلبه فأرهقه ؛حتى أصبح يرى كل شيء بطريقة تجعله فيها يفضل ذلك الصمت القاتل على أن يتفوه بكلمة واحده، وقد تجده يصمت لأيام، وأسابيع، وشهور، وقد يتمنى أن يعثر على تلك النفس التي هي في الأصل ملكه لكن بسبب ضعف مناعته ما كان هناك القوة الكافية لصد الهجمات والتنفس بعمق الثقة بالله تعالى...

كلنا بشر ويستحيل واحد لم يواجه في حياته أمور تجعله يتغير تدريجياً وبدون أن يشعر تماماً كالأمراض التي تدخل على الجسم إما أن يكون للجسم مناعة للتصدي لهذا المرض أو أن يضعف ويستسلم لذلك الألم الذي يملأ جسده فيُصبح عُرضة للأمراض حتى وإن كانت بسيطة، مثلها مثل الدروس التي تواجهنا في الحياة إما أن نزداد قوة وإصرار وفطنه وبصيرة وإما أن يحل في داخلنا الخراب والدمار، ونتحول إلى أشخاص لا نقبل حتى أن ينظر في أعيننا أحد...

هذه الحياة الأقوياء شعارهم دائماً الصدمة التي لا تُميتك تجعلك أقوى بكثير من ذلك الوقت الذي كنت في صراع أنت ونفسك وكلمات الناس، تحليلات، وتفكير، وظنون، قد يغرسها الشيطان وتسقيها أنت بقلة إيمانك ووعيك..

عليك أن تكون أقوى من الحياة لكي تعيش وتُحقق أهدافك، لتمشي في خط مستقيم لا تلفتك نظرات، ولا كلمات، ولا هفوات، يجب أن تُكوّن هذه المناعة ذاتياً وتسقيها بصبراً منك، حلم، عزيمة، ثقة، إيمان، بصيرة، كذلك،حُسن ظن، أيضاً لن يعيش بذلك المنوال الذي يجعل من الإنسان في مراتب القمم/ هي التحلي بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. 

#المناعة_المُكتسبة
#اتحاد_كاتبات_اليمن

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي المركز وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق