لقد فرض خبر إستشهاد حسين شلهوب وشقيقة زوجته سناء الجندي ونجاة إبنته الشهادة والشهيدة الحية نفسه بقوة على كافة وسائل الإعلام بسبب هول الخبر وطريقة إستشهادهَما ونجاة الشابة نور بفضل العناية الآلهية التي أنقذتها قبل أن تلتهمها النيران كما التهمت وبسرعة فائقة جداً جسدي أبيها وخالتها تحت نظرها. وروت نور وهي بحالة قريبة من الإنهيار العصبي الكامل ماحصل أمام ناظريها بالرغم أنها تحت تأثير الصدمة العنيفة جداً نفسياً وعاطفياً. فما عانته نور لا يمكن لأي إنسان أن يتحمله بأي شكل من الأشكال.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم عدنان علامه
فالله سبحانه وتعالى إختص الإنثى بالإحساس المرهف وشدة العاطفة مقارنة بالرجل. فقد عانت نور من الصدمة الأولى نتيجة قوة إرتطام السيارة بعامود حديدي للإنارة وجدار الفصل وسرعة إشتعال النار بالسيارة بسرعة قياسية. والصدمة النفسية العاطفية الثانية تلتي عانتها كانت إحتراق والدها وخالتها تحت ناظريها.
وللأسف لم تحترم ولم تقدّر وسائل الإعلام كافة حالة الأخت نور النفسية والعاطفية. وتسابقوا بشكل ماراتوني لتحقيق السبق الصحفي(SCOOP) للقاء الناجية من الحادث المميت. الموضوع من ناحية مهنية يستحق ذلك؛ ولكنه وللأسف لم تأخذ كافة وسائل الإعلام بعين الإعتبار معاناتها عن قصور أو تقصير وهي لاتزال تحت الصدمة العنيفة جداً. وتتحمل المستشفى مسؤولية إجراء مقابلات صحفية قبل أن تستقر حالتها النفسيةلسرد ما جرى لتعيش مجدداً ومجدداً تلك الكارثة في كل مرة تروي فيها مجريات الأحداث.
وأسجل هنا إقتراحاً لإنشاء فرق دعم إجتماعية نفسية تواكب سيارات الإسعاف في إنقاذ المصابين. فالجراح الجسدية ظاهرة ويمكن تشخيصها بسهولة ومعالجتها. وأما الإصابات النفسية والعاطفية فإنها تتفاقم مع مرور الوقت إذا لم يتم تشخيصها مبكراً وستترك أثاراً لا يمكن شفائها. نور بأمس الحاجة إلى برنامج دعم نفسي وعاطفي لتخرج من أزمتها بسلام. وأسأل الله أن يمنّ على الأخت نور بالشفاء العاجل كما منّ عليها بالصبر. حيث كانت تتحدث بثبات فكر عما حصل.
وبالعودة إلى الحادثة فقد خرج الشهيد شلهوب باكراً الساعة (05:30) لتلافي إقفال الطرق وتحديداً على أوتسترادي الجية وخلدة. وخرج مطمئناً نتيجة تعهد قائد الجيش بعدم قطع الطرق. وأي شخص يتفاجأ بقطع الطريق على الأوتستراد ووضع العوائق في هذا الوقت فلن يخطر بباله سوى كمين مفاجئ يريد به وبأهله شراً.
فالشهيد حسين شلهوب وشقيقة زوجته الشهيدة سناء الجندي ليسا أول شهداء قطاع الطرق. فقد سبقهما الشهيد الشاب حسين العطار الذي إستشهد بتاريخ 19/10/2019 بعد خلاف مع أحد فارضي الخوّة لإيصال المسافرين إلى المطار على الدراجات الناريةبعد قطع الطريق بالعوائق حيث أطلق عليه النار مباشرة فأرداه.
وتبعه الشهيد الشاب "علي علوه" سائق فان وأب لثلاثة أطفال الذي إستشهد بسبب #قطاع_الطرق عندما منعوا صهريج من المرور في سعدنايل بتاريخ الخامس عشر من الشهر الحالي فتحوّل الصهريج إلى عكس السير واصطدم بالفان، فحوّله إلى كتلة حديدية ممزوجة بجسد الشهيد.
فعلى القوى الأمنية حسم الأمر بشكل فوري بالمحافظة على فتح كافة الطرقات لأنه تبين أن إقفال الطرقات أصبح بأوامر سياسية ويهدد السلم الأهلي والعيش المشترك. وما حوادث الرينغ والكولا وقصقص خلال اليومين الماضيين إلا بداية تشكيل شارع مقابل شارع ومنطقة مقابل منطقة. ويجب التدخل الفوري والحاسم بسحب فتيل الإحتقان من الشارع لأن المشاكل المتراكمة قد تفاقمت وخاصة مع إرتفاع سعر الدولار الذي ترافق مع بدء الحراك وإقفال الطرقات وانتقال تيار رئيس الحكومة والإشتراكي والقوات إلى صفوف قادة سارقي الحراك.
إن عدم قيام رئيس الحكومة بإنشاء خلية طوارئ أو وضع المجلس الوزاري بحالة إنعقاد دائمة لإتخاذ قرارات جريئة تخفف معاناة الشعب وتساهم في محاكمة الوزراء الفاسدين وانتقاله إلى قادة سارقي الحراك يضع الجميع في دائرة الشبهة لتنفيذ أجندات خارجية تقضي بتعطيل البلد تمهيداً لإسقاط العهد ونشر الفوضى الشاملة التي يعتقدون بأنها فوضى خلّاقة.
ولا بد من إعادة التأكيد بأن حرية التعبير عن الرأي هو حق مقدس كفله الدستور اللبناني. وأيضا حرية تنقل المواطن اللبناني بين كافة مدن وبلدات الوطن هي حق مقدس أيضاً كفله الدستور. فإن عدم تصدي القوى الأمنية لإقفال الطرقات سيؤدي بلا شك إلى ما لا تحمد عقباه. ولا يمكن تحمل نتائجه السلمية
وإن غداً لناظره قريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق