في صباح كل يوم يتناول الكثير من ابناء المجتمع اليمني طعام الأفطار ومن ثم يتوجهون لأعمالهم وكسب الرزق الحلال كروتين يوم معتاد عليه، وهناك من يتوجه لتناول طعام الفطور من حاويات وبراميل القمامة في مشاهد يتقطع منها القلوب، ومن ثم يتوجه للأرصفة والجولات يتسولون بحثا عن قيمة وجبة الغداء وجلهم أطفال لاحول لهم ولا قوة!
مركز الامة الواحدة- مقالات -بقلم إكرام المحاقري
في ظل وجود مجتمع يمني هو من خيرة المجتمعات رحمة ورأفة، لكن مالذي يحصل؟!
لم تفت تلك المشاهد المؤلمة الكثير من ابناء الشعب اليمني لكنها وللأسف الشديد لم تحرك في قلوب الكثيرين أي ساكن وكأنه أمر أعتادوه!! حتى أن الكثير تجاهل تلك المشاهد التي هي كفيلة بأن تدخله نار جهنم ولم يقدم حلا واحدا من أجل أن تتحمل الدولة والمجتمع مسؤولية هؤلاء المحتاجين خاصة "الأطفال" منهم.
فسوء حال البلاد وتدهور الأوضاع في الوقت الراهن وفيما قبل والتي خلفت البطالة، الفقر، ومؤخرا النزوح، هي التي أوصلت بعض الأسر إلى هذه الحالة المادية المزرية، خاصة الأسر المتعففة التي فضلت الأكل من القمامة على أن تمد أيديها طلبا لما يجود به الآخرون.
وفي هذا السياق لن يقبل الله منا الأعذار مهما كانت متقنة، فالتشاريع الدينية قد أمرتنا بالرأفة والعطف وبذل المال وتفقد الجيران والمساكين وأسماها "حقا معلوم"، أكتفينا بالأعذار وتجاهلنا قولا صارما للنبي محمد صلوات الله عليه واله عندما قالها ثلاثا لأمته "والله لايؤمن من نام شبعان وجاره الى جنبه جوعان"، كذلك "من لا يهتم بأمر المؤمنين فليس منهم"، فهل مازلنا مؤمنين؟! وعن أي إيمان نتحدث والأطفال يقتاتون قوتهم من بقايا طعام المبذرين؟!!
كما أن الدولة يجب أن تشارك في وضع حل لهذه الظاهرة واحتواء حاجة المحتاجين والتكفل بحاجة يوميه لهم ولو بالشئ اليسير.
فمثلا.. فتح مخابز ومطاعم خيرية تتكفل حاجة المحتاجين كأقل وأجب أمام من جارت عليه الظروف القاسية، والذين يرمون باقي طعامهم في القمامة يجب عليهم بدلا من ذلك تغليف ما تبقى من الطعام وتقديمه للمحتاجين.
كذلك فتح وتفعيل مطاعم خيرية تتكفل بها الدولة وأصحاب النفوذ والمتمكنين، كما كانت الخطة الغذائية طوال شهر رمضان والتي احتوت حالات كثيرة، لكن تلك المطاعم والمخابز الخيرية غيبت وأغلقت مع خروج شهر رمضان، وكأن الأجر لن يحسب لهم إلا في شهر الصيام! وكأن الزكاة والصدقة لم تشرع إلا في شهر رمضان!! اليس شهر رمضان محطة نتعلم منها فعل الخير طوال أيام السنة؟!
تفقدوا حالة المحتاجين ولو بالشيء اليسير فسيضاعفه الله أضعافا كثيرة، كلا يتحمل مسؤليته تجاه من يأكلون من القمامة فنحن شعب قد نصر الدين وفتح الله على يديه الخير والعزة والكرامة، فهل سنعجز من نصرة أطفال ياكلون من القمامة؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق