الهجوم التركي والافق المسدود - مركز الأمة الواحدة
الهجوم التركي والافق المسدود

الهجوم التركي والافق المسدود

شارك المقال
نتيجة بحث الصور عن الهجوم التركي على الشمال السوري
العملية العسكرية التركية في سورية ملتبسة وغامضة رغم التهويل والتطبيل الاعلامي لها , وهي في الواقع ذات عناوين فضفاضة ومتناقضة , كما انها في نفس الوقت تطرح تساؤلات عديدة حول توقيتها وتداعياتها خصوصا وان المطلب التركي المكرر والمعلن      هو اقامة منطقة امنة لتامين الحدود الوطنية لتركيا واعادة النازحين السوريين الى بلادهم . 

مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم جهاد العيدان 

لكن المعطيات الشاخصة عززت الكثير من الاشكاليات المطروحة اساسا حول هذه العملية ومنها ان اقامة المنطقة الامنة في سوريا جاء على وهج النيران وليس على وهج المفاوضات او الحل السياسي كما انه جاء بقرار تركي احادي دون تفاهمات مع الاطراف المعنية كسوريا وروسيا وايران , مما يعني سقوط لاتفاق ماسمي بمناطق خفض التصعيد وسقوط لاتفاق منبج ,مما يشي بان الحل العسكري التركي القائم محفوف بالمخاطر وربما سيرتد على الجانب التركي خصوصا وان التعاطي الامريكي مع العملية العسكرية التركية ملتبس هو الاخر حيث ان ترامب سحب قواته الى قاعدة عين عيسى وهو بذلك اعطى الضوء الاصفر للاتراك للقيام بهذه العمليات التي ربما ستؤدي الى الايقاع باردوغان في الفخ الامريكي على غرار ماحصل لصدام حسين في عمليات غزوه للكويت , كما ان قسد او قوات سوريا الديمقراطية هي غيرها قبل عام او عامين حيث تم تزويدها باحدث الاسلحة من قبل الامريكان كما لوحظ مؤخرا تدفق مئات السيارات المحملة بالاسلحة الامريكية الى مناطق قسد من شمال العراق ومن معبر سيمالكا (فيش خابور)، هو معبر حدودي بين سوريا وكردستان العراق , اضافة الى نشوء عقيدة القتال المعمق لدى قسد لان المعركة بنظرها مصيرية خاصة وان الامريكان قد تخلوا عنها في هذه المرحلة الحرجة وقد حذر من ذلك روبرت فورد السفير الامريكي السابق في سوريا والذي اطلق عدة تغريدات تشير الى ان امريكا ستتخلى عن حلفائها قسد .

اردوغان من حيث التوقيت يستبق بهذه العملية زيارته لامريكا التي من المقرر ان تعيد صياغة الدور التركي في المنطقة , كما ان اوردغان مازال يتطلع الى تحقيق حلم (الميثاق الوطني) الاتاتوركي الذي يعني ان تركيا لم تعترف بمعاهدة لوزان التي سيتم الاحتفال بمئويتها قريبا , وان الموصل وحلب مازالتا ضمن الخارطة التركية التي رفعت في الامم المتحدة دون اي اعتراض دولي او حتى اقليمي عليها رغم مزاعم الغرب بالحفاظ على وحدة الاراضي.

اردوغان يسعى الى لملمة الوضع الاقليمي لصالحه بعد ان حصل على صواريخ اس 400 الروسية ,وان شعار محاربة الاكراد  بات المنطلق نحو اقامة منطقته الامنة داخل الاراضي السورية .

السؤال المطروح العمليات العسكرية التركية ماذا تعني ؟ ومالذي يمكن ان يرشح عنها؟ , وهل في صالح محور المقاومة ام لا ؟ 
بلاشك ان الحديث عن هذه العملية ومايمكن ان يرشح عنها مازال سابقا لاوانه , الا ان العملية بحد ذاتها هي بلا شك شئنا ام ابينا تحصيل حاصل للاوضاع القلقة التي تمر بها المنطقة وهي بمثابة تحريك للمياه الاسنة بعد الهزات التي طالت العراق مؤخرا , خاصة وان المنطقة الخاضعة لقسد هي نتاج سياسة صهيونية - امريكية مشتركة بل هي محاولة لتكريس استراتيجية صهيونية بديلة لمنطقة كردستان العراق التي فشلت سابقا او ربما اريد لها ان تكون رئة المشروع الصهيوني في كردستان العراق مستقبلا بعد ان تنجح قسد في تثبيت اوضاعها والتخلص من الكابوس التركي , كما ان قادة قسد الاساسيين هم من اكراد ايران المناوئين لطهران وهم من حزب بيجاك ومن اكراد تركيا من حزب (P.K.K ) المناوئ لانقرة , وبالتالي فان انتماءهم موضع شبهة مما يطرح تساؤلات حول هذا التكوين وصيرورته والاشكاليات المطروحة عليه , وهذا ما تؤكده ردود الافعال الصهيونية وتواجد فريق اعلامي صهيوني في القامشلي ناهيك عن ردود الافعال الاوربية الاخيرة والمعلبة .

اذن من حيث الظاهر هناك صراع بين مخطط خطير يسعى الى تقسيم المنطقة قوميا وبين مخطط اخر يسعى هو الاخر لتقسيم المنطقة جغرافيا وعلى مزاعم تاريخية , وهذا الصراع اذا ما استمر بايقاعاته القتالية هو بالمحصلة اضعاف لكلا الفريقين ولكن المخاوف من ان يكون الهدف الاكبر امريكيا وصهيونيا هو اضعاف تركيا وتقوية قسد ساعتها ستكون القضية خطيرة ومقلقة وجديرة بان تتعبأ الامة لمواجهتها واسقاط هذا المشروع الشرير والمريب .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق