توقع الجميع أن يصدر مجلس الأمن قرارت فورية تلزم تركيا بوقف غزوها والتراجع إلى الحدود الدولية. ولكن تصريح كل من "السلطان العثماني أردوغان" ورئيس مجلس الأمن للدورة الحالية إستبقا الجلسة وبشرا بفشل الجلسة المغلقة قبل إنطلاقها.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم عدنان علامه
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء الماضي قال رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي، جيري ماثيوز ماتغيلا: “نأمل في بحث الوضع شمال سوريا قريبا وعلى تركيا ضبط النفس”.
ودعا جيري ماثيوز ماتغيلا تركيا إلى التركيز على حماية المدنيين وممارسة أقصى درجات ضبط النفس في عمليتها الجديدة شمال شرقي سوريا.
وأشار الرئيس التركي إلى تنسيق الغزو التركي مع ترامب بوضوح تام لا لبس فيه حين قال يوم الإثنين الماضي "إن القوات الأمريكية بدأت الانسحاب من مناطق في شمال شرق سوريا بعد مكالمته الهاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
ولا أعتقد بأن مجلس الأمن سيتخذ قراراً ملزماً بالإنسحاب الفوري في القريب العاجل. وبالتالي لا بد من الإشارة بأن مجلس الأمن يأخذ قرارات ملزمة وفورية بناء على التعليمات الأمريكية لرعاية مصالحها فقط لا غير.
فخين اشتد الخناق على المسلحين في الغوطة الشرقية. أعطت أمريكا الأوامر لحلفائها بذرف دموع التماسيح على الحالات الإنسانية في الغوطة الشرقية وشاركت الأمم المتحدة في نشر التقارير الكاذبة حول الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية فقط. بينما كانت نفس الدول الأوروبية تصدر المرتزقة للقتال في سوريا وتطلق عليهم صفة "المجادهين". بينما مجلس الأمن والأمم المتحدة يلوذان بالصمت المطبق المريب. وللعلم فإن الغوطة الشرقية لا تزيد مساحتها عن 110 كلم٢ وكانت تشكل خطراً دائماً على العاصمة السورية دمشق. فتدخلت أمريكا وحلفائها لإنقاذ عملائها من المسلحين فقط. فأي عطت الأمر لمجلس الأمن بإصدار القرار.
وقد إعتمد مجلس الأمن الدولي، السبت 24 فبراير 2018 قراراً بالإجماع يطالب بوقف الأعمال العسكرية في سوريا، ورفع الحصار المفروض من قبل قوات النظام على غوطة دمشق الشرقية وبقية المناطق الأخرى المأهولة بالسكان، لمدة 30 يوما، على أن يدخل حيز التنفيذ بشكل "فوري".
وقد تدخل مجلس الأمن أيضاً في اليمن بشكل فوري ليس لإيقاف العدوان ورفع الحصار عن كل اليمن بل لإنقاذ قوات تحالف العدوان من ذل الهزيمة في الساحل الغربي والحديدة بعد الهزيمة النكراء التي تكبدوها بعد تقطيع الألوية وكسر الزحوفات المتعددة في جبهة الحديدة والساحل الغربي في محاولات يائسة لإحتلال الحديدة ومينائها. وامتثل مجلس الأمن الدولي للأمر الأمريكي فاعتمد بالإجماع القرار 2451 حول اليمن بتاریخ 21 كانون الأول/ديسمبر 2018؛ والذي أيد اتفاقات "الحكومة اليمنية" وأنصار الله حول مدينة ومحافظة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، والآلية التنفيذية بشأن تبادل الأسرى، والتفاهم حول تعز، كما ورد في اتفاق ستوكهولم.
وقد كشف الكيان الغاصب عملية إجلاء أعداد كبيرة من المسلحين والخوذ البيضاء من ريف القنيطرة بعد أن أحكم الجيش السوري وحلفائه الحصار عليهم. وهذا التدخل العاجل جاء مخافة معرفة حقيقة دور الخوذ البيضاء - التي كانت تعمل فقط في مناطق سيطرة الإرهابيين- في فبركة أفلام الهجوم بالأسلحة الكيميائية.
فقالت مصادر في جيش الكيان الغاصب بتاريخ 22 يوليو/ تموز 2018 بأنهم أجلوا حوالي 800 شخص من أعضاء "جماعة الدفاع المدني" المعروفة باسم "الخوذ البيضاء" مع عائلاتهم من منطقة قتال جنوبي سوريا. وقال متحدث بإسم جيش العدو "إن العملية تمت بناء على طلب من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وبناء عليه فأن أي تصرف يقوم به ترامب يقيناً لن يكون في مصلحة سوريا. ولم يُعرَف حتى اللحظة. فما هو الثمن الذي قبضه َترامب من الصفقة مع "السلطان العثماني". ويبدو أن الصفقة تشمل الدواعش الأجانب بعد أن رفضت أوروبا عودتهم إليها. ولذا كانت نبرة "السلطان أردوغان" عالية جداً حين هدد بفتح باب الهجرة للاجئين السوريين نحو أوروبا.
في الأيام القادمة سيتفاخر ترامب بالمؤامرة التي نسقها مع السلطان العثماني فنعرف تفاصيلها.
وإن غداً لناظره قريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق