وخرجنا عاشورائيين - مركز الأمة الواحدة
 وخرجنا عاشورائيين

وخرجنا عاشورائيين

شارك المقال
نتيجة بحث الصور عن تظاهرات عاشورائية في اليمن
من لم يعرف لماذا خص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل اليمن بأهل الحكمة والإيمان ، فلينظر اليوم إلى تلك الحشود ، ثم ليرجع البصر كرتين ويشاهد تلك الأصوات التي تصرخ بهيهات منا الذلة ، ولبيك ياحسين ، عندها سيرجع إليه البصر خاسئا وهو حسير ، قائلاً لقوى الطغيان : هيهات لهكذا شعب أن يُذل ويقهر . 

مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم بلقيس علي  السلطان

نعم إنها الحشود الحسينية الأبية ، فأينما توجه بصرك تجد الأنفة والإباء ، فهذه امرأة أتت برضيعها الذي لا يتجاوز الثلاثة أشهر ولسان حالها يقول : لن يكون أسوأ حالاً من رضيع كربلاء وكلاهما خرج لقول الحق ضد قوى الباطل ، وتلك عجوزٌ تمشي بخطى متعرجة وتتكئ إلى منسأتها وفي ثنايا خطاها نستشف العزم بأنها لن تدع صرخات العز والإباء تفوتها وتقعد ملومة محسورة في زوايا بيتها ، وهذه أخرى قد أحضرت طفلها الذي لا يتجاوز السنة تجره أمامها في عربته التي عصمته من زخات المطر ، وخطت على جبينه هيهات منا الذلة ، فهيهات الذلة من جيل كُتب على جبينه عناوين العزة والإباء وحضروا ساحات الكرامة صغارا ، فأنى لهم أن يرضوا بالذل كبارا ؟
ولن أنسَ أم الشهيد وبنت الشهيد وزوجة الشهيد ، وأخت الشهيد اللاتي حضرن وفي صرخاتهن عبارات تقول : لست يازهراء وحدك من  سلبت فلذات كبدك بيد الغادرين والمتجبرين ، ولست وحدك يازينب من وقفت في وجه الطغيان ومن قالت محتسبة : (اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ منا حتى ترضى) فكلنا قلناها ومازلنا نقولها . 

ظلت هتافات الحق تصدح بالساحة ، وما أن أطل العلم القائد حتى خيم السكون على الجميع ، ليسمعوا القول  السديد ، ولا فرق بين أبا عبدالله وأبا جبريل ، فكلهما يرفعان نفس الراية ويحاربا نفس العدو وينهجا نفس المنهج المحمدي فكلاهما لم يخرجا أشرا ولا بطرا ولا فسادا ولا ظلما ، وإنما الإصلاح في أمة جدهما آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر .

أكمل القول السديد حديثه وحان الرحيل من ساحة الكرامة والعزة ، إلا أن السماء أبت إلا بمرافقتنا بزخات من المطر وكأنها تقول لن تحرموا من الماء الذي حُرمه شهداء كربلاء ، فسلام على أبا عبدالله الحسين وعلى شهداء كربلاء ، وعلى شهداء كربلاء العصر من يمننا الغالي  والشفاء لجرحانا والحرية لأسرانا ولا نامت أعين الجبناء  .

#اتحادكاتباتاليمن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق