لقد ظل مارد التصنيع اليماني مقيداً لأعوام عديدة في قمقم العمالة والإنحطاط للخارج ، والخوف من التطوير والتحديث حتى للجيش اليمني من أجل إرضاء الواصين على اليمن آنذاك ، بل والأنكى من ذلك المحاولات الحثيثة من أجل نزع السلاح الشخصي من على أكتاف الرجال ، دون التفكير أنه إذا سلبت وسيلة الدفاع عن النفس فماذا تبقى بعد ؟
مركز الامة الواحدة - مقالات بقلم بلقيس علي السلطان
لقد كانت الوصاية على اليمن تمنع من التطور والتحديث للبلاد في كافة الأصعدة ولا سيما الصعيد العسكري ، من أجل ضمان الخضوع والإنقياد لهم ، ومن أجل سلب ثروات البلاد في شراء أسلحتهم وطائراتهم التي أكل عليها الزمان وشرب ، وهكذا ظل التصنيع العسكري في دائرة النسيان بل والإندثار حتى قال القائل : أنى لها أن تحيا بعد موتها ؟
وبالفعل بُعِثت بعد موتها ولم تتسنه ، لأن الأحرار لم يموتوا وخرجوا شمّ الأنوف بعد أن قرعت طبول الحرب وآن الأوان للتصدي والدفاع والذود عن حياض الوطن وهكذا كان وكما لم يكن وكما لم يتوقعه العالم بأنه هكذا سيكون.
لا يكاد العالم المعتدي والمتفرج أن يفوق من صدمة الإعلان عن منظومة صاروخية حتى يتلقى صدمة أقوى بالإعلان عن تصنيعٍ جديد أو منظومة جديدة، وكذلك تطوير صناعاتً عسكريةٍ أخرى ، وكل مايستطيع قوله عند الإفاقة من الصدمة بأنها ليست صنيعة يمنية خالصة !
إنه التخبط بذاته ولا ضير عليهم من ذلك فالصدمات المتتالية أفقدتهم الحنكة والمراوغة السياسية وصاروا كالذي يتخبطه الشيطان من المس ، من سوء مايبشرون به ، فلا يعلمون أيمسكون رأسهم على هونٍ أم يدسونه في التراب ، فلا يكادون يفيقون من النكال حتى يأتيهم الثاقب والفاطر ، ومن ضربة البدر العشارية حتى تأتيهم المسيرات المغيرات صبحًا وعشيا ، ومن هذا وتلك حتى يأتيهم القاصم للجبارين فيكون( القاصم الذي قصم ظهر البعير ).
إن الإعلان عن الصاروخ القاصم لم يكون الأول بل ولن يكون الأخير ، فكلما استمر العدوان في همجيته واستكباره واستهدافه الغير مبرر لأبناء الأمة الأحرار واغتصاب أراضيه ونهب مقدراته ، ستستمر دائرة التصنيع العسكري بتقديم كل جديد لردع كل ذلك العدوان ولنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها وهم صاغرون ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والعاقبة للمتقين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق