إلى جنات النعيم يا إبراهيم - مركز الأمة الواحدة
إلى جنات النعيم يا إبراهيم

إلى جنات النعيم يا إبراهيم

شارك المقال

أردوا لك الفناء فأراد الله لك الخلود والبقاء، أرادوا لك الموت فأراد الله لك الشهادة والإرتقاء، وأردوا لك الهلاك فأبئ الله إلا أن تكون ممن أحياء بدماؤهم نبض الأمة وكرامتها، أرتقيت شهيدا وزفتك ملائكة الرحمن إلى جنة الفردوس عزيزا كريما، فكما كنت في الحياة الدنيا ولي للرحمن ها أنت في الحياة الأخرى بجوار سيد الأخيار "حسنت مستقرا ومقاما"..

مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم إكرام المحاقري

ظنوا أنهم بقتلك سيقتلون روح الجهاد والبذل والعطاء، ولم يدركوا أنهم بقتلك قد أحيوا أمة وأيقضوها من سباتها، لم يدركوا أن المشروع القرآني لا يقتصر ويتوقف على إنتزع روحك الطاهرة، ولم يعوا أن المشروع القرآني هو مشروع ممتد منذ أنتصر دم الحسين على سيف يزيد جليس القردة!

استهدفوك بغيهم فعلا، وغيبوك بقتلهم لك جسدا.. لكن روحك الطاهرة تحلق في السموات نورا وضياء ومنهج قرآني وعلم ربآني، كيف لا وهو الآثر الباقي للصالحين، فقد كتب الله أثركم في الأرض كما كتب أثر الانبياء، فانتم وهم في ذات الخط عند الله، فكلاكم قد دفع دمه ثمنا لتبليغ تعاليم الله لخلقه.. "وكل شئ أحصيناه في إمام مبين". 

فماذا نالت يد الإجرام غير الخزي والهوان؟! وهل كسبوا غير المزيد من الذنوب والدماء التي أثقلت كاهلهم لتكون حجة الله عليهم يوم تسوقهم الملائكة إلى جهنم وبئس المصير، فقد ضاع بصرهم يوم فقدوا بصيرتهم وأبدلوها بضلال وضياع أوصلهم إلى ماهم عليه.

فمثل هؤلاء قد حقت عليهم كلمة الضلال، فلو فكروا قليلا في كل صوت قتلوه وأسكتوه وأنتصر دمه  بعد ذلك لما مدوا أيدهم القذرة وقتلوك! فقد قتلوا الشهيد القائد من قبلك وقتلوا كثيرا من العظماء قاصدين قتل المسيرة القرآنية وطمس مشروعها الرباني العظيم، لكنهم فشلوا..

فقد تخلد الصادقون، وتمدد المشروع القرآني من جبل مران إلى لبنان وإيران سوريا العراق بل إلى واشنطن عاصمة الشيطان الأكبر وإلى أقطار العالم في المعمورة الصغيرة، كيف لا وهو نور الله الذي يأبى إلا  أن يتمه ولو كره الكافرون، فهذا المشروع ليس فيه مجال للخبوت أو الأفول، لانه مشروع الله ونهجه القويم. 

فقد خسئوا بقتلك وقتل منهم قبلك، فأثركم الطاهر والطيب كفيل بأن يجعل منكم قادة للأمة الإسلامية وصناع لصرح مجد الأمة، الذي بني من دماء الأوفياء لدينهم وأوطانهم وقضيتهم المقدسة.

فإلى جنات النعيم أيها "الشهيد إبراهيم"، فنم ومثلك لا ينام إلا قرير العين مرتاح البال مطمئن الضمير حيث لا خوف ولا حزن ولاهم يحزنون، فمقامك اليوم هو مقام عظيم عند الله ورسوله واولياؤه وملآئكته والناس أجمعين.

ولا نامت أعين الجبناء، خونة الدين والإنسانية والوطن، فهم لاينظرون بها إلا لسفك الدماء والفساد في الأرض بغير حق، وسينظرون بها مصيرهم المحتوم.

لكم الخزي والهوان، وسوف يأتي يوم تفتحون فيه بصركم الأعمى في الوقت الذي سنقتص منكم لجميع دماء الشهداء الابرياء ولن نقول لكم سوى إنا منتظرون لحكم الله العدل فيكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق