من جديد فتحت وفاة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي الباب على المزيد من التساؤلات حول اسباب وملابسات الوفاة ومستقبل الوضع المصري كما اعادت المشهد المصري الى الواجهة بعد ان حاول الرئيس السيسي ابعاد الانظار عن قضية الاخوان والرئيس المعزول من اجل التفرغ للقضايا الملحة داخليا واقليميا بيد ان هذه الوفاة المفاجئة جاءت لتفتح الجراح في الوضع المصري ولتسلط الضوء على التجاذبات الجارية داخليا بين السلطة والمعارضة اضافة الى كون الحدث ابعد منه مصريا سيما وان الوفاة جاءت خلال محاكمة الرئيس مرسي في قضية ما يسمى بالتخابر مع قطر مما اثار حفيظة كل من قطر وتركيا اللتين اتهمتا النظام المصري في تدبير قضية اغتيال مرسي للتخلص منه.
مركز الامة الواحدة - مقالات - بقلم جهاد العيدان
ويبدو ان التهمة لم تقتصر على هاتين الدولتين بل انها تفاعلت في الشارع المصري حيث اتهمت قيادات حزب الحرية والعدالة المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظامه بالقتل العمد للرئيس المعزول محمد مرسي بشكل مباشر وبالطريقة نفسها التي قُتل بها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
فيما طالبت جهات مصرية سياسية وحقوقية بفتح تحقيق دولي في ملابسات وظروف وفاة مرسي، مشددة على أنه لا يمكن الوثوق بأي تحقيق يجريه نظام السيسي حسب تعبيرهم .
والملفت ان مرسي وقبيل وفاتة بدقائق اكد إنه يتعرض للموت المتعمد من قبل السلطة، وإن حالته تتدهور, وأضاف إنه تعرض للإغماء خلال الأسبوع الماضي أكثر من مرة دون علاج أو إسعاف.
الاخوان المسلمون يرون ان تغييب مرسي عن الساحة مصلحة للحكومة المصرية ويرون ان وجوده كان يشكل قدحا بشرعية نظام السيسي وإنه كانت هناك مطالبات بإعادة مرسي ولو مؤقتا للحكم لحسم الجدل في شرعية السيسي.
واخيرا الملفت ان الكيان الصهيوني اعلن التاهب في المناطق الحدودية مع مصر كما اكد انه يتابع الاوضاع والتطورات الجارية بعد رحيل مرسي مما يثير اكثر من علامة استفهام خاصة وان الصحف الصهيونية اكدت ان الكيان طمان حكومة القاهرة بان الكيان حريص على سلاسة وسلامة الوضع الداخلي المصري وهذا بحد ذاته كاف لاثارة الكثير من علامات الاستفهام والتعجب في ان واحد.
بالمحصلة يمكن القول ان وفاة مرسي اعادت حالة الجدل الداخلي حول العديد من القضايا والملفات كما انها ستساهم في الشحن السياسي والاجتماعي الداخلي مما سيفتح الباب امام التدخلات الخارجية سيما وان الكيان الصهيوني اكد انه يتابع الاوضاع داخل مصر بقلق واضح , السؤال المطروح ماهي انعكاسات هذه الوفاة على المشهد المصري ؟ وهل ستنهي قضية الجدل حول شرعية الرئيس السيسي ام انها ستزيد من اللغط الداخلي ؟ هل ان وفاة مرسي تاتي في سياق المخاضات التي يشهدها الوضع الدولي وتفعيل الفوضى التي تعتمد عليها واشنطن في تمرير مخططاتها واجنداتها في المنطقة , واخيرا ماهي استحقاقات هذا الحدث وكيف سيكون التعاطي معه على مستويات داخلية واقليمية وحتى دولية ؟ وماهو مستقبل جماعة الاخوان المسلمون بعد رحيل مرسي وكيف سيتعاملون مع المعطيات الجارية ؟ ومامعنى اعلان تل ابيب حالة التاهب بعد اعلان نبأ وفاة مرسي ؟ تساؤلات عديدة واساسية لابد من التوقف عندها خاصة وان المنطقة اليوم تعيش على برميل بارود من الارهاصات والمخاضات العسيرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق