أسباب تخفيض أمريكا من تهديداتها لإيران إلى حدها الأدنى - مركز الأمة الواحدة
 أسباب تخفيض أمريكا من تهديداتها لإيران إلى حدها الأدنى

أسباب تخفيض أمريكا من تهديداتها لإيران إلى حدها الأدنى

شارك المقال
أدت حوادث تفجير الناقلات في ميناء الفجيرة بتاريخ الثاني عشر من شهر أيار الماضي، وميناء عدن في الثالث عشر من شهر حزيران الماضي إلى التوتر الشديد في منطقة الخليج الفارسي. وترافق التوتر مع تهديدات أمريكية بالويل والثبور وعظائم الأمور لإيران دون تقديم أي دليل حسي يثبت إدانتها. ووصلت الأمور إلى ذروتها بعد إسقاط إيران لأحدث طائرة تجسس أمريكية إستراتيجية فوق مياهها الأقليمية.

مركز الامة الواحدة - بقلم عدنان علامه

ولا بد من جولة أفق سريعة لتحليل الأسباب الموضوعية لتغيير اللهجة الأمريكية 180 درجة تجاه إيران. والمفارقة بأن بريطانيا قد حذت حذو أمريكا في نيتها بأنها لا تريد الحرب مع إيران أيضاً.

ونقلت وكالة بلومبرغ بتاريخ السادس عشر من الشهر الماضي للأنباء عن مصدر وصفته بالمطلع القول :" إن شركة «دي.إن.كيه» النرويجية للتأمين، والتي تقدم تغطيتها التأمينية لواحدة من الناقلتين اللتين تعرضتا للهجوم، تعتزم زيادة رسوم التأمين ضد مخاطر الحرب.

كما تعتزم شركة التأمين المنافسة «هلينيك وور ريسكس كلوب» زيادة رسوم ما يسمى «تكلفة التأمين الإضافية» التي يدفعها أصحاب السفن عند إبحار هذه السفن في الخليج الفارسي ، مع تطبيق هذه الزيادة فوراً.

  ويعتبر مضيق هرمز أهم ممر ملاحي لنقل النفط في العالم، حيث يمر من خلاله حوالي 35% من حركة تجارة النفط البحرية. 

وبحسب مصدر آخر مطلع، فإن أي سفينة من حجم ناقلة النفط التي تعرضت للهجوم يتراوح سعرها بين 30 و50 مليون دولار. وتتحمل شركات التأمين تعويض كامل الخسائر التي تتعرض لها أي سفينة تتمتع بالتغطية التأمينية نتيجة حوادث حربية.

ونتيجة للأحداث الميدانية فقد رفعت شركات التأمين وإعادة التأمين رسومها على تأمين الناقلات ضد مخاطر الحرب الأمر الذي أدى إلى بلبلة في أسواق النفط وأسواق أسعار أجرة الناقلات.

وقال أنتوني جورني، الرئيس التنفيذي لشركة "أردمور" للملاحة، لقناة "CNBC" أواخر الإسبوع الماضي. إننا "كشركة شحن وجزء من صناعة الشحن العالمية نتعامل مع التهديدات على محمل الجد، والآن زاد التأمين عبر مضيق هرمز بنحو عشرة أضعاف بسبب الهجمات".

ومن جهته قال رئيس الرابطة الدولية لأصحاب ناقلات النفط ، باولو داميكو، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: "لدينا أشخاص من كل جنسية وسفن من كل دول العالم تعبر هذا الممر البحري المهم، وإذا أصبحت المياه غير آمنة، فقد تكون الإمدادات إلى العالم بأسره في خطر".

فالتهديدات الأمريكية ضد إيران والقرصنة البريطانية ضد ناقلة النفط الإيرانية قد ارتدوا سلباً على الأسواق العالمية. وأرفق لكم صورتين  لتجمع السفن مقابل سواحل الإمارات العربية المتحدة لترتيب مرورها في َضيق هرمز؛ بالإضافة إلى رسو كثيف للناقلات مقابل ميناء الفجيرة. وبناء عليه فأن المصلحة الدولية للحفاظ على إستقرار الأسواق العالمية أجبرت أمريكا وبريطانيا على تخفيض لهجتهما العدائية تجاه إيران إلى الحد الأدنى.

  هذا من جهة،  ومن جهة أخرى شكل إسقاط إيران للطائرة الأمريكية الإستراتيجية بدون طيار من طراز "غلوبال هوك إم.كيو-4سي ترايتون) التابعة للبحرية الأمريكية" الخاصة بالمراقبة البحرية الواسعة  بصواريخ إيرانية محلية الصنع عاملاً رادعاً لأمريكا من  القيام بأي عمل عسكري بسبب سهولة إسقاط الطائرة بالرغم من التعقيدات التقنية التي تتميز بها والتي من المفترض أن لا يكتشفها الرادار.

  وفي أول تعليق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الحادثة بإسقاطها الطائرة الأمريكية المُسيرة، تكون إيران قد "إرتكبت خطأ كبيرا جدا". وأعقبها بتصريحات قلل من أهمية إسقاط الطائرة  قال فيها "إن الطائرة المسيرة كانت غير مسلحة وتحلق فوق المياه الدولية بوضوح". لكنه يعتقد أنه "من الممكن أن تكون إيران أسقطت الطائرة عن طريق الخطأ".

وتتكرر يومياً التأكيدات الأمريكية لإيران بأنها لا تريد الحرب معها. وفي الوقت نفسه فقد أكدت إيران بكافة مستوياتها  الدينية والسياسية والعسكرية  بأن الرد على قرصنة بريطانيا لناقلة النفط الإيرانية هو مسألة وقت فقط وإيران ستحدد الَكان والزمان المناسبين لذلك.

وإن غداً لناظره قريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق