الورقة البحثية المقدمة من الشيخ توفيق علوية حول مناسبة يوم الفتوة في العراق - مركز الأمة الواحدة
الورقة البحثية المقدمة من الشيخ توفيق علوية حول مناسبة يوم الفتوة في العراق

الورقة البحثية المقدمة من الشيخ توفيق علوية حول مناسبة يوم الفتوة في العراق

شارك المقال











موجز المحاضرة التي القاها الشيخ توفيق علوية في الندوة عن( يوم الفتوة العالمي) التي تم انعقادها بمكتب المرجعية الدينية عصر 
الاربعاء في ٢٦ حزيران ٢٠١٩ م الموافق لشهر شوال

مركز الامة الواحدة -اسلاميات -كتب الشيخ توفيق علوية

يظهر من اللغة ان الفتوة بالاصل تعني السخاء والعطاء والكرم والبذل وما يدور في فلك هذا المعنى ، الا ان الفتوة من ناحية الاستعمال تم استعمالها في غير معنى ابرزها الشباب وهو المنصرف الى الاذهان لان الفتوة مصدر فتى ، ومنها القوة كما هو في العرف نظير المتعارف في مناطق الصعيد حيث يحمل لقب الفتوة من يجيد الضرب بالعصا ( النبوت ) ولا يجارى بذلك ، كما ان من معاني الفتوة الطريقة الصوفية التي يتم من خلالها إلباس شيخ الطريق لباس الفتوة ضمن احتفال يتم فيه شرب الماء المالح وينسبون ذلك الى إلباس الرسول الاعظم ( ص) ثوب الفتوة للامام علي ( ع) ولهم في هذا الاحتفال اي احتفال لباس الفتوة خطبة منصوصة ، وهناك معان اخرى للفتوة صرفنا النظر فرقا من الاطناب .
ويظهر من تتبع لفظ الفتوة وجوده في القران المجيد ، وفي المصطلح ، وفي الروايات ، واول من اثار هذا المصطلح هو الامام الصادق ( ع) كما سياتي ثم ان المرجعية الدينية بالنجف الاشرف احيته وجعلت منه يوما عالميا للفتوة بمناسبة الخامس عشر من شوال بوحي من قول النبي ( ص) : لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار . في معركة احد .


اذا اتينا الى القران فإننا نلاحظ استخدام الفتوة بثلاثة معان هي : الايمان والخادم والشباب .
اما الايمان فهو قول الله المتعال حكاية عن اهل الكهف : {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (١٠)فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (١١)ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (١٢)نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (١٣)وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ 
نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا }

فدل استعمال لفظ فتية المعلل بالايمان والربط على القلوب بالرغم من كونهم شيوخا كما في رواية الامام الصادق ( ع) ان المراد بالفتية هنا الفتوة التي دعت المرجعية الى تخصيصها بيوم عالمي
المعنى الثاني : الشباب : دل عليه قوله تعالى حكاية عن صاحبي السجن ، حيث قال تعالى : {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ } . كما دل على ذلك من ناحية الشابات الاناث في قضية النهي عن اكراه الفتيات على البغاء .
المعنى الثالث : الخادم : كما في قوله تعالى حكاية عن يوسف ( ع) : { وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا} . وفي قصة موسى ( ع) وفتاه بحثا عن الخضر ( ع) .

وبالعموم الفتوة تدل على المستقلات العقلية وعلى مكارم الاخلاق كما يظهر من اخبار المعصومين ( ع) .
اما في هذا العصر فإن الفتوة تدل على الشباب وعلى القوة ، والجمع بينهما مع المعاني الاخرى للفتوة يقتضي بأن نقول : الطاقات الشبابية العقائدية والايمانية والاخلاقية .

وبهذا المصطلح يدخل المعنى اللغوي اي الكرم والسخاء ، وتدخل المعاني الاخلاقية ، ويدخل الايمان ، ويدخل من ليس بشاب لكنه يحمل شروط الفتوة ، اذ ربما يكون عجوزا ولكنه يمتلك طاقات الشباب وربما يكون شابا الا انه لا يمتلك الطاقة الشبابية ، كما انه ربما يكون مؤمنا لكنه غير خلوق ، وربما يكون خلوقا غير مؤمن ، وهكذا .

وقد تسال عن مواصفات الفتوة بحسب القران والاخبار وكلمات المرجعية ؟ فتقول : بحسب القران تحضر بقوة الفتوة الابراهيمية التي كان يحملها ابراهيم ( ع) الذي كسر الاصنام بدافع التوحيد الحقيقي لله المتعال كما ذكر الله المتعال ذلك عنه بقوله : {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (٥٨)قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٥٩)قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} . ومن هنا قال النبي ( ص) : انا الفتى ابن الفتى واخو الفتى .اي هو ( ص) ابن ابراهيم الخليل ( ع) ، واخو الامان علي ( ع) .

كما ان الله المتعال ذكر فتوة اهل الكهف ، وذكر فتوة امير المؤمنين ( ع) في معركة احد بعد الحديث عن بعض مجرياتها بقوله تعالى :{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيم} .

اما في الاخبار فقد ورد ان بعد المرء عن الدنية فتوة ، وفي الحديث : نظام الفتوة احتمال عثرات الإخوان، وحسن تعهد الجيران ، وورد ان كف الاذى ، والتواضع ، والانصاف وترك الانتصاف ، والعفاف ، وترك الحرام وغير ذلك .

ويظهر من حديث عن الامام الصادق ( ع) ان الفتوة المتعارفة هي تلك الفتوة التي كان يتصف بها صاحبها بالمظاهر ومجالس الفسق ، وهو ما عليه الكثير من ادعياء الوجاهة والزعامة الان وللاسف ، فقد روي ان الإمام الصادق (ع) – إذ تذاكروا عنده الفتوة – قال :وما الفتوة؟ لعلكم تظنون أنها بالفسوق والفجور، كلا، إنما الفتوة طعام موضوع، ونائل مبذول،وبشر مقبول، وعفاف معروف، وأذى مكفوف،وأما تلك فشطارة فسق . صدق ولي الله . لاحظ مجاميع مكارم الاخلاق .


ومهما يكن من شيء فإن الفتوة الحقيقية هي الفتوة الابراهيمية والفتوة المحمدية والفتوة الحيدرية في معركة احد التي تجلت في ظرف شديد تحول فيها الكثيرون عن الحق وتقاعسوا عن نصرته فمن اصل ٧٠٠ لم تظهر الفتوة الا عند ١٤ شخصا من بينهم النبي ( ص ) وعلي ( ع) ، والفتوة بين النبي والامام عليهما الصلاة والسلام وبين باقي من صمد متفاونة ببعد شديد ، ومن هنا هتف جبراىيل ( ع) : لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار

ان على الشباب ان يمتثلوا لتوجيهات المرجعية في استثمار طاقاتهم الشبابية بوحي من الفتوة الحيدرية ليكونوا رواد الحضارة البشرية وقادتها ، فتعم ببركة طاقاتهم الشبابية وفتوتهم الاجواء الايمانية والاخلاقية والعلمية في كل ارجاء العالم ، وهذا ليس بعزيز على كل منتهج للفتزة الحيدرية ومسترشد بارشادات المرجعية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق