كاد إسقاط أكبر طائرة تجسس أمريكية(غلوبال هوك تريتون) فوق المياه الإقليمية الإيرانية بالقرب من منطقة "الجبل المبارك" أن يشعل حرباً غير محدودة المكان والزمان والأطراف. ولا يزال هذا الإحتمال وارداً بسبب مواقف الرئيس ترامب المتناقضة. فزعم بأنه أوقف الضربة المقررة قبل دقائق بسبب علمه بسقوط حوالي 150 ضحية نتيجة لذلك . وقد اعلن إستعداده للتفاوض مع القيادة الإيرانية بدون شروط مسبقة وأردف قائلاً بأن الصواريخ الباليستية ستكون على طاولة المفاوضات . وأضاف ترامب بأن الخيار العسكري لا يزال من ضمن الخيارات المطروحة .
الامة الواحدة - مقالات كتب عدنان علامه
أمريكا نفت إسقاط طائرة التجسس الإستراتيجية وبعد وقت قليل عادت واعترفت بإسقاطها مدعية بأن الطائرة أسقطت فوق المياه الدولية. كانت إيران حاسمة وقالت بأن الطائرة اخفت هويتها ودخلت المياه الأقليمية الإيرانية وكان يتابعها طائرة عليها أشخاص امتنعنا عن إسقاطها بسبب الأشخاص وقد قدّر ترامب هذه الخطوة .وقد عرضت القيادة العسكرية الإيرانية قطعاً من حطام الطائرة ، كما اضاف وزير الخارجية على صفحته خرائط تثبت إنحراف الطائرة عن مسارها وخرقها للأجواء الأقليمية علماً بأن الطائرة كانت في حالة تمويه وإستتار بإخفاء هويتها . ورجحت القيادة العسكرية الإيرانية بأن الخرق حصل نتبجة خطأ أحد الضباط مشغلي الطائرة . ولكني أجزم بأن الخرق كان مخططاً له من قبل مشغل الطائرة لأنه تعمد على إطفاء رقم الطائرة الذي يعرّف عنها. وتعمد الخرق لجس نبض رد الفعل الإيراني. فالطائرة لا تحتاج إلى خرق الأجواء لتحصيل معلومات إستخبارية إضافية لأن الطائرة تستطيع مسح المناطق من ارتفاعات شاهقة مع دقة عالية جدا في وضوح الصور . وأرفق مواصفات الطائرة، وسأقارب أهمية تشغيل التعريف عن الطائرة وخرائط مسار الطائرة حتى إسقاطها .
بخصوص الطائرة التي أسقطتها إيران، فهي من طراز "غلوبال هوك تريتون" (MQ-4C Triton)، بحسب تصريحات مسؤول بالبنتاغون لشبكة CNN.
والطائرة هي جزء من أسطول طائرات مسيرة حل مكان طائرات U-2 الأميركية للتجسس. وتستطيع "تريتون" التحليق على ارتفاع 56 ألف قدم، وتصل تكلفتها إلى نحو 121 مليون دولار أميركي.
ويصعب إسقاط الطائرة الأميركية إلا من خلال نظام S-300 الروسي للدفاع الجوي، والذي تمتلكه إيران بالفعل.
وتشمل مهام "تريتون" الطلعات الاستطلاعية، وأنشطة الاستخبارات والتجسس فوق المحيطات والمناطق الساحلية، وتستطيع التحليق لأكثر من 24 ساعة متواصلة.
كما يمكن تزويد الطائرة بصواريخ جو-أرض، وهي قادرة على استهداف وحدات بحرية، كما يمكنها الكشف عن الأهداف وتصنيفها من مدى بعيد باستخدام الأشعة فوق الحمراء والمسح الكهربائي الضوئي.
وجهزت بمستشعرات تستطيع مسح محيط الطائرة بدرجة 360، في دائرة نصف قطرها أكثر من 2000 ميل بحري.
ويبلغ طول الطائرة نحو 14.5 مترا، فيما يصل طول الجانحين نحو 40 مترا، أما ارتفاعها فيبلغ 4.7 مترا، وتزن الطائرة نحو 6 آلاف و779 كيلوغراما، وتصل سرعتها إلى 357 ميلا في الساعة.
أرفق لكم صورة عن عدة مطارات اوروبية عبر تطبيق الرادار لمتابعة حركة الطيران في الهواتف الذكية . وقد اخترت عشوائيا طائرة فأعطتني نوع الطائرة وتفاصيل الرحلة وإرتفاع الطائرة وسرعتها وحتى رقم التسجيل . ولم يتم تشغيل شريحة التعريف في الطائرة المستهدفة الأمر الذي يؤكد النيات المبيتة لخرق الأجواء الإيرانية علما پانه تم تحذير الطائرة أربع مرات . ويبدو أن مشغل الطائرة شكك في كشف إيران للطائرة لإعتقاده بأن الطائرة لا يكشفها الرادار فود جس نبض الإيرانيين التي شكلت مفاجأة غير متوقعة وصدمة قاسية لمدى التطور في تقنيات الرادار والصواريخ التي اسقطت الطائرة .
ترامب هو سبب التوتر في المنطقة. ونتيجة لتهوره ومغامرته وغطرسته وجنون عظمته وعدم تقديره لنتائج للقرارات التي يتخذها يجعل منه شخصاً خطراً يتخذ قرارات غير صائبة وخير دليل هو القرارت المتناقضة التي يتخذها حول الموضوع الواحد . والمضحك المبكي بأن وكالات الأنباء الأمريكية أكدت ان السيد كارلسون الصحافيى في مجموعة فوكس نيوز هو من اقنع ترامب بالتراجع عن قراره بتوجبه ضربة إلى إيران.
فترامب إنسحب من الإتفاق النووي الدولي وفرض عقوبات جائرة من طرف واحد على إيران خارج الإرادة الأممية والدولية وأجبر الدول على الإلتزام بإرادته خارج ضوابط القوانين الدولية . ولفرض مزيد من العقوبات أضاف المنتجات البتروكيميائية إلى لائحة العقوبات .
ونتيجة لعدم إتزان ترامب فقد أعلن بأنه مستعد للتفاوض مع أيران وبدأ بإرسال الوسطاء وفي نفس الوقت أعلن عن سلسلة عقوبات جديدة على إيران ستطبق غداً بحجة عدم السماح لإيران بالحصول على القنبلة النووية.
إمكانية التفاوض الأمريكي مع إيران ممكنة ولكن عبر وسيط نزيه وموثوق . تبدأ بإعلان ترامب بوقف كافة العقوبات الجائرة ضد إيران . وأنصح ترامب ترامب وإدارته أن يقرأوا بتمعن تاريخ إيران وثقافة إيران التي تمتد إلى أكثر من 5 آلاف سنة، وخاصة بومبيو الذي صرح بأن زيادة الضغوطات الإقتصادية ستجبر إيران للتواصل مع الديبلوماسية الأمريكية .كما أنصحهم بالإطلاع عن كثب إرتباط الشعب الإيراني بالولي الفقية وآخر تصريحاته خلال لقائه رئيس الوزراء الياباني. فإن إيران ستدافع عن شعبها ضد أي عدوان علماً بأن نتائج العقوبات الأمريكية الجائرة تطال كافة شرائح الإيراني وهي بمثابة عدوان على إيران . وقد أعلنت إيران صراحة بأنها لن تكون البادئة في أي أي حرب ولكن إذا أطلق عليها رصاصة واحدة فسيكون ردها صاعقاً وحاسماً وسريعاً ومكثفاً يطال كافة القواعد العسكرية والمنشآت الإقتصادية الأمريكية في المنطقة .
فعلى الأمريكيين عدم التقليل من خطر الرد الإيراني وقراءة تفوقها الإلكتروني التي أثبتتها أمس وبالدليل الملموس وكما أثبتتها سابقاً بالسيطرة على طائرة تجسس أمريكية متطورة والتي دخلت خطي التصنيع والخدمة الفعلية . ويجب أن لا يغيب عن بال الخبراء العسكريين الأمريكيين بأن إيران تمتلك اكبر ترسانة صواريخ باليستية في المنطقة بالإضافة إلى إسرع ٠طوربيدات في العالم .
وإن غداً لناظره قريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق