عبد الباري عطوان : نهاية خدمة وللاعتزال قبل العزل - مركز الأمة الواحدة
عبد الباري عطوان : نهاية خدمة وللاعتزال قبل العزل

عبد الباري عطوان : نهاية خدمة وللاعتزال قبل العزل

شارك المقال


كنا نسمع في السابق عن الشعراء الذين يميلون بشعرهم مع كل ريح تأتي لهم بالمال والشهرة والمنصب ، وكنا ولا زلنا نقرا قوله تعالى : {والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }

فنعلم بان هناك استثناء للشعراء الذين ينتصرون للحق والعدل والصدق والقيم  .
وفي المقابل كان هدهد سليمان (ع) خير نموذج للاعلامي والصحافي الباحث والمتحري عن الحقيفة والكاشف عنها والمخبر بواقعها كما هي بكل صدق وشفافية .
اليوم وللاسف الشديد انقلبت الصورة واصبح الكثير من الاعلاميين الذين كنا نظنهم كبارا واهل صدق وكشف عن الواقع ؛ نعم اصبحوا كالشعراء الذين ذمهم الله في القران .
فهم يهيمون على وجوههم في الارض طلبا للمال والشهرة حتى لو توقف ذلك على التدليس والكذب والتماهي مع الظالمين والقتلة واعانتهم بضرب المشروع الالهي الصادق .
ومن هؤلاء وللاسف الشديد في زمن انعدام الصدق هذا شخص اسمه (عبد الباري عطوان ) .
فهذا الكيان الذي سقط اول مرة في امتحان الصدقية والواقعية وفي امتحان مواجهة المستعمرين والمستكبرين ابان احداث سورية ، فوقف مع الاعداء وصار يحلل لصالهم ويثبط الشعب السوري ، وبعد فترة تغيرت اقواله وتصريحاته واعلن من خلالها عمليا توبته عن اثمه الاول .
فحمدنا الله وعفونا عنه وقلنا : ربما لحظة غفلة .
ورجع عبد الباري عطوان الى الصف الاعلامي الذي يشيد بانجازات محور المقاومة والممانعة .
ولكن يظهر بأن توبته الاولى قد انفسخت اذ رجع عبدالباري عطوان الى سيرته الاولى في التناغم مع القوى الاستعمارية والاستكبارية ولكن هذه المرة بطريقة اخرى ، انها طريقة من يقول : فلنهجم . فإذا ما اشتعلت الحرب رايناه في مكان اخر يقهقه مع من كان يريد الهجوم من الاعداء .
فها هو بداية فسخه للتوبة يقول على لسان السيد حسن نصرالله ما ليس صحيحا ، وهذه الكذبة كما يعلم القاصي والداني هي لصالح اعداء المقاومة وبالتحديد الصهاينة وال سعود ، والصقور في النظام الامريكي اي الشق الذي يسعى لاندلاع الحرب من المحور الامريكي الصهيوني السعودي .
ثم ان عبدالباري عطوان رجع وكذب مرة اخرى على لسان النائب نواف الموسوي وهو نائب عن كتلة حزب الله في لبنان ، وايضا وايضا كذب كذبة لصالح الصهاينة وال سعود وصقور الارهاب في الادارة الامريكية .
واكمل عبد الباري عطوان مسلسل بحثه اللاهث عن مال ودعم من خلال القول بأن ضرب النفط في الفجيرة وضرب التواجد الامريكي في العراق هو من تدبير الامريكي والصهيوني والسعودي لشن حرب على ايران ، وهذا فيه تقوية لهذا المحور الخبيث ، وبعد ذلك اعلن في تناقض عجيب منه ان هذه الضربات انما هي من ايران نفسها مع ان الايرانيين نفوا ذلك بوضوح ، وخذا ايضا يشكل اتهاما لايران بانها تزعزع الاستقرار .
فعبد الباري عطوان يظهر بانه اصبح عبد الناسي للعطاء السخي من قبل محور المقاومة الذي جعله في مقدمة الاعلاميين وجعله الضيف رقم واحد في الاعلام والظهور الاعلامي لديه .
ان ظاهرة عبدالباري عطوان اصبحت ظاهرة مشكوكة المصداقية في بلاد العرب والمسلمين ، وينبغي العمل على تهميشها لانه يقول الشيء ثم يلغيه وكأنه يكتب بقلم رصاص معه ممحاة لا بقلم حبر لا يجف .
ان تناقضات عبدالباري عطوان وتغيير مواقفه وتحليلاته الاعلامية بعد كل حدث امني او سياسي امر باعث على الشك والريبة ، فلعله يواكب هجمة مسعورة من قبل الصهاينة وال سعود وامريكا ويقدم التحليلات التي تخدم هجمتهم ، ولربما صار خرفانا ولم يعد يدري ما يقول ، ولربما لا يعرف قراءة الاحداث جيدا ولا يعرف ربط الصحيح بينها ، وهذه الاحتمالات تعطينا نتيجة واحدة وهي نهاية خدمة عبدالباري عطوان الاعلامية والصحفية ، لان الاعلامي لا بستطيع ان يكون جنبلاطي الحركة ان صح التعبير ، قيقول ثم يعدل وهكذا 

بقلم 
نضال شرف الهدهدي 
كاتب وباحث عربي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق